العبّادي يكتب: نحن الأردنيّون ..
د. صلاح العبّادي
12-12-2024 12:43 PM
على مدى أكثر من مئة عام من تأسيس المملكة الأردنيّة الهاشميّة، والأردن يقدم كل ما لديه لخدمة القضايا العروبية، فكانت مسؤولياته تجاه قضايا وملفات مختلفة.
من الطبيعي أن يلعب الأردن دوراً مهماً تجاه العديد من القضايا العربيّة والعالميّة، وأن ينحازُ دوماً تجاه القضايا العروبيّة ويتحمّل مسؤوليّات أخلاقيّة تجاه المنطقة التي عاشت أزمات كثيرة.
الهاشميّون وقبل تأسيس الدولة الأردنيّة حملوا أمانة الرسالة بحكم أنهم أحفاد الرسول عليه الصلاة والسلام، فكان إنحيازهم دوماً إلى قضايا المنطقة، من بعد ديني وأخلاقي وإنساني.
تعامل الأردن مع أزمات المنطقةِ بأسرها، وتحمّل أعباء كثيرة، رغم محدوديّة مواردهِ الاقتصاديةِ.
الأردن هو المدافع دوماً عن قضايا المنطقة بحكمِ إيمانِ رسالتهِ التي تنطلق دوماً من مبادئ الثورة العربيّة الكبرى التي قادها المغفور له الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه، لتكون حكايّة آل هاشم الأخيار في الدفاع عن مبادئ العروبة، والإنحياز للقضيّة الفلسطينيّة، والدفاع عنها، فكان الجيش العربي هو المدافع عن فلسطين وشعبها، وقضيتها العادلة، وروّت دماء الشهداء الأردنيين أرض فلسطين، واستشهد جلالة الملك المؤسس المغفور له عبد الله الأول بن الحسين طيب الله ثراه على أبواب المسجد الأقصى. فأكمل جلالة المغفور له الملك طلال طيب الله ثراه الرسالة؛ وحملها من بعده جلالة المغفور الملك الحسين طيب الله ثراه، ليحمل أمانة الرسالة، ويلعب الأردن الدور المحوري في الدفاع عن قضايا الأمّة والدفاع عن فلسطين وشعبها، والدول العربيّة بأسرها.
فكانت أسهامات الدولة الأردنيّة محدودة الموارد الاقتصاديّة خارقه؛ في توفير الموارد البشريّة التي أسهمت في أمداد العديد من الدول العربيّة بالموارد البشريّة التي كان لها الدور الأبرز في مسيرة البناء وتشييد مؤسسّاتها المختلفة.
وأكمل جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين أدام الله عزهُ حمّل أمانة الرسالة؛ فكانت إسهامات الأردن واضحة للعيان.
خلال عقود من الزمن تعامل الأردن مع أزمات المنطقة، وتحمل أعباء الأحداث السياسية التي عصفت بالعديد من دول المنطقة، واستوعب أبناء دول عربيّة قصدوا الأردن بحثاً عن الأمن والأمان دون أن يغلق حدوده بوجههم؛ فكان الأردن النموذج المثالي في التعامل مع أزمات المنطقة؛ وهو يوفر كل ما يمكن توفير لهم، ليضمن لهم مقومات الحياة بعيش كريم واستقرار.
ومنذ عام ٢٠١١ شهد الأردن زيادة سكانيّة واضحة وما تطلب من توفير الخدمات لهم؛ بعد اللجوء السوري إلى المملكة، ووفرّ الأردن لهم كل ما لديه من أمكانيّات وتحمّل أعباء اللجوء، واتاح لهم المجال لدخول سوق العمل.
واليوم يتطلع الأردن إلى أمن سوريا واستقرارها؛ وأن تشهد مرحلة جديدة توفرُ الأستقرار لأبنائها.
وما أنّ أنتهت حقبة حكم النظام السوري المنهار، وقرر آلاف السوريين ممن يقيمون على أرض الأردن العودة إلى بلدهم؛ حتى سهل الأردن لهم إجراءات العودة؛ فكانت فرحتهم بالعودة والشكر على حسن التعامل معهم أرض المملكة خلال سنوات مضت.
من شاهد الفيديوهات التي توثق للحظات خروج السوريين من المعبر الحدودي وهم يشكرون الدولة الأردنيّة على ما قدمت لهم، من حقه أن يفتخر بالأردن أرض العز والمجد على ما قدم ويقدم لجميع العرب.
من حق الأردني دوماً أن يفتخر بقيادته الهاشميّة الحكيمة التي تقوم بمسؤوليات دوليّة وعربيّة باحترافيّة عالية؛ لتحقيق رؤيتها الساميّة بما يوفر الأمن والسلم والاستقرار لجميع أبناء شعوب المنطقة.
جهود الأردن في دعم استقرار دول المنطقة تشكل نموذجاً يحتذى به ورمزاً يشار إليه بالبنان.