أيها الأردنيــون .. أدعـوا لـلملك واسجدوا لله شُكرًا
أحمد الحوراني
12-12-2024 12:39 PM
ميزة النظام الملكي الهاشمي أنه كان ومنذ تأسيس الدولة نظامًا متصالحًا مع شعبه متسامحًا عمن يسيء مهما كان الخطأ طالما كان هناك متسعًا للصحف ومجالًا للعفو، والعلاقة بين القيادة والشعب قامت على أسس وقواعد راسخة من المحبة والثقة والاحترام المتبادل وكان ذلك تحت إطار مظلة وحدة وطنية لم تنفصم عُراها فالجميع كان مؤمنًا بحقيقة أن الجبهة الداخلية المتماسكة التي تسود بين أفرادها روح المحبة والفريق الواحد، هي وحدها التي تصون الأردن وتحميه وتعزز تطوره وازدهاره، وتحافظ على أمنه واستقراره، والجميع مؤمن كذلك بأن مسيرة الوطن تحتاج إلى جهد مخلص، وعمل دؤوب، وعزيمة ماضية، وتعاون مثمر، بين أبناء أسرتنا الأردنية الواحدة لبناء مستقبل الأجيال، في وطن آمن ومستقر ومزدهر بإذن الله، وبذلك قدم الأردنيون صورة الأردن المشرقة لدولة المؤسسات الدستورية القادرة على مواجهة التحديات بقوة وثبات ورؤية واضحة، في اطار من التشاور والمشاركة في تحمل المسؤولية ووضع مصلحة الوطن فوق كل المصالح والاعتبارات منطلقين في ذلك من ثوابتنا الوطنية القائمة على الإيمان بالله والإخلاص للوطن واحترام الدستور وحماية المسيرة الديمقراطية وتعميق جذورها واستكمال بناء دولة المؤسسات والقانون والعمل على تحقيق النهضة والوفاء لرسالة الثورة العربية الكبرى في الحرية والوحدة والعدالة الاجتماعية.
وخلال مسيرة العمل والبناء فقد كان قدر الأردن أن يكون في واسطة الأحداث والتطورات العربية والإقليمية والدولية التي ألقت بتبعاتها على الأردن بشكل أو بآخر، ورغم الأثمان الباهظة التي دفعها الأردن جرّاء مواقفه التي لم يتنازل عنها في الانتصار لعدالة قضايا المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية، كما هو الحال في مواقفه إزاء الملفات المعقدة التي شهدتها دول عربية شقيقة ومجاورة كالعراق وليبيا وتونس والسودان وسواها، وبذلك فإنه ظل ثابتًا ولم يهادن ولم يساوم على الحق العربي وواصل رسالته التاريخية والشرعية وتمسك بزمام المبادرة كبلد وارث لرسالة الثورة العربية الكبرى، وأهدافها وغاياتها النبيلة، في الحرية والوحدة والحياة الأفضل، كما ظل الأردن على الدوام، عربي الانتماء والموقف والرسالة. وانطلاقا من هذه الرؤية الواضحة، كان وما زال العمق العربي للأردن هو الأساس في كل علاقاته، ولم تتقدم أي علاقة على علاقة الأردن بأشقائه العرب، ويقول جلالة الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة الثالث عشر في الأول من تشرين الثاني لسنة 1999 (سيواصل الأردن جهوده المخلصة، في تنقية الأجواء العربية، وتجاوز ما بين الأشقاء من خلافات آنية عابرة، وسيستمر في دعم مؤسسات العمل العربي المشترك، من أجل توحيد جهود الأمة وموقفها، تجاه قضاياها المصيرية، وحشد طاقاتها في إطار من التعاون والتكامل، من أجل مستقبل أفضل لأجيالها القادمة. وستكون علاقاتنا مع كل قطر عربي شقيق، قائمة على المودة والأخوة والاحترام والثقة والتعاون، وعدم التدخل في شؤون الآخرين).
في العام ألفين وأحد عشر ميلادية انطلقت شرارة الربيع العربي وأتى الحراك الشعبي العربي على أخضر العديد من الأنظمة السياسية ويابسها لأن تلك الأنظمة لم تعمل على نيل ثقة ومحبة واحترام شعوبها ووصل الاحتقان إلى عنق الزجاجة فرأينا النتائج وإلى أين سارت دائرة الأمور، وفي الأردن كان الوضع مختلفًا شكلًا وجوهرًا وتفصيلًا، وكان التناغم والتوافق بين القيادة الهاشمية والشعب الأردني لافتًا ومحط أنظار العالم من حولنا ورأينا كيف كانت الحكمة سيدة الموقف وكيف كان ربيعنا الأردني مزهرًا يانعًا بإرادة ملك أحبّ شعبه فتبادلا معًا الحب بالحب والوفاء بالوفاء وكانت النتيجة إصلاحات دستورية وسياسية واقتصادية واجتماعية عززت من تجربة الأردن الديمقراطية وراكمت الانجازات والمكتسبات وتواصلت مسيرة العمل ضمن أقصى طاقات وامكانات متاحة وتوالت مبادرات جلالة الملك في مختلف المجالات من عطاءه الذي لم ينضب، فارتفع البنيان وتعاظمت صروح النهضة والعمران.
لما تقدم فإن ما نحن عليه في هذا الحمى العربي الهاشمي يدعونا إلى توحيد جميع الجهود فيصبح المواطنون صفًا واحدًا متراصًا لبناء الوطن وحماية أمنه وصيانة استقراره وصياغة مستقبله المشرق، وعلى الجميع أن يؤمن بأن الحفاظ على نعمة الأمن والاستقرار شرط للحفاظ على منجزات الوطن وتعظيمها.
Ahmad.h@yu.edu.jo