بعد مجهودات كبيرة سياسية وإدارية وإعلامية جاءت متماشية مع طفرة الاندية الرياضية بدوري روشن للمحترفين في المملكة الجارة، وما واكبها من حالات لاستقطاب لاعبين عالميين بشكل لافت ووازن، مما شكل ظاهرة بروز الدوري السعودي على المستوى القاري والدولي طيلة سنوات إعداد الملف السعودي مما أدى لرفع سوية مكانة الرياضة السعودية، حتى غدت في مصاف الدوريات العالمية ولم تكتفِ القيادة السعودية بذلك بل راحت تضع خطة اعدادية من وحي استراتيجية عمل شاملة، حملت معها برنامج تطوير البنية التحتية اللازمة لاستضافة المونديال الاكبر عالميا، كما حملت معها أيضا الملف اللوجستي والبنيوي والثقافي والرياضي الداعم لبيان تنفيذ هذه الاستراتيجية لكي تحظى السعودية بالمكانة التي تؤهلها لنيل شرف الاستضافة، حيث استطاعت المملكة العربية السعودية عبر كل هذه البرامج الممنهجة أن تكون محط إجماع الفيفا في استضافة الحدث الرياضي الأبرز عالميا، وتنال في النهاية شرف استضافة العالم الرياضي ويكون مونديال 2034 سعودي بامتياز.
وهو الإنجاز التاريخي الذي سيضع المحتوى الثقافي العربي عند سدة الاهتمامات الثقافية للحضارة الانسانية، كما يعتبر منجز رياضي كبير لكل العرب كما لقارة آسيا لعظيم العوائد الرياضية التي ستجنيها الرياضة العربية من باب رفع أعداد التمثيل المونديالي للمشرق العربي عبر قارة آسيا في المونديالات القادمة، كما يعتبر هذا الحدث عنوان عريض للتنمية السعودية، لكن المملكة ستشد أنظار العالم نحوها من اليوم وعلى مدار العشر سنوات القادمة حيث ستصبح الرياض منذ هذه اللحظة مركز لورشة عمل بنيوية لتحقيق الجملة التنفيذية بالإنجاز التي بينتها، عبر ملف الاستضافة لخطة العمل التنفيذية كما ستكون العربية السعودية محط أنظار العالم بكل خطواتها الى حين الوصول ليوم الافتتاح عام 2034، وبيان جملة العمل التي ستلازم المونديال من يوم الافتتاح إلى يوم الختام.
وهذا ما يجعل من المملكة الجارة تدخل في تحدٍ يسابق الزمن من اجل انجاز العديد من الملاعب الرياضية التي تم بيانها، وخطوط القطار الخفيف التي تم تعميدها، والمدن الرياضية التي تم ترسيمها، هذا اضافة الى ملفات الأمن والنقل والتنقل بما فيها إنشاء مطارات جديدة، وبناء فنادق ملائمة للحشود الجماهيرية المتوقعة، وهو مشروع كبير بحاجة لتظافر الجميع من أجل إنجاح هذا الحدث التاريخي الذي سيتم عبره تقديم الإنسان العربي لمكنونه الحضاري، كما يتم عبره تقديم دول المشرق العربي للمحتوى الثقافي الذي تقف عليه منطقة الحضارات الإنسانية ومهد الرسالات السماوية، وهو ما يجعل من هذا الحدث تظاهرة ضخمة تستدعي من الكل العربي لتشكيل روافع داعمة وحوامل مساندة المملكة العربية الجارة، وهي تقوم بتشييد انجاز للكل العربي عبر هذه الاستضافة التاريخية.
إن الأردن وهو يبارك للمملكة العربية السعودية هذه الاستضافة المونديالية، ويهنئ القيادة السعودية بالفوز بهذا الإنجاز التاريخي، فان الاردن يشاطر السعودية سعادتها بهذه الحظوة الدولية ويبارك لها هذه الحظوة العالمية، وهو يضع كل امكانياته من اجل إنجاح هذا الحدث الرياضي الكبير في الشؤون الأمنية والإدارية والإعلامية، كما بتنفيذ مشاريع البنية التحتية وكل ما من شأنه تجاوز كل التحديات، وذلك من أجل بلورة نموذج عربي يليق بالعرب وحضارتهم التليدة في التنظيم كما حسن المشاركة الفنية والرياضية والجماهيرية، وهذا دائما ما يجسده الملك عبدالله وولي عهده الأمين ببيان تواصل دائم غير منقطع مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الذي قاد هذا الانجاز الأمير محمد بن سلمان، وهذا ما يجعلنا جميعا فخورين بهذا الإنجاز بإعلان مونديال 2034 يقع حيث الخاصرة الشرقية الجنوبية للمملكة حيث رابط الاخوة مع السعودية.