يبدو ان ثورة سوريا واثقة الخطى
د.محمد البدور
11-12-2024 11:40 PM
يبدو ان المؤشرات الصادرة عن مجلس قيادة الثورة السورية حتى الان إيجابية وعقلانية وإذا ما استمر الحال في سوريا بهذا التوازن مابين الاعتدال لسلطة الثورة والانضباط العام في معظم اراضي سوريا فإن سوريا ستكون قادرة على إسترداد عافيتها وتجاوز محنتها باقل الخسائر وأسرع وقت.
على سلطة الثورة ان تستثمر بالامل الدولي منها بولادة عهد جديد لسوريا وان تستفيد من عدم وجود اي مظاهر مقاومة تكدر سير عملها وتسييرها شؤون البلاد وان تسارع الى بناء جسور من العلاقات السياسية مع محيطها الاقليمي وحاضنتها العربية وان تبادر الى طمأنة العالم بان نهجها سيكون ديموقراطيا بعيدا عن التطرف والانحياز الطائفي او الايدولوجي وان سوريا موحدة للجميع كما انها صديقة للمجتمع الدولي وشريكة في تحقيق الامن والاستقرار الاقليمي.
مانخشاه على سلطة الثورة كما على سوريا وعجلة إعادة بنائها وإعمارها وتنميتها وتحقيق المصالحة بين اطيافها ان تطالها ايادي التدخلات الاجنبية وهذا وارد وليس بعيد لطالما هناك قوى مسلحة تتبع لبعضها وتخدم اجنداتها وتحافظ على نفوذها وتتلقى الدعم المالي واللوجستي والعسكري منها وبالتالي قد تتعارض تلك القوى الخارجية بمصالحها وعندها تنزلق الاوضاع الى مالا يحمد عقباه وهذا مارأيناه في العراق وليبيا واليمن وفي بلدان اخرى.
حقيقة ان سلطة الثورة السورية لازالت حتى الان بنهجها المعتدل السلمي في إدارة شؤون سوريا إنما هي مشهدا حضاري وتعبير اخر عن ديموقراطية وعراقة شعب سوريا العظيم .
مانتمناه على زعماء وقادة الدول العربية الوقوف الى جانب إدارة سوريا الجديدة.
لاخراجها من محنتها وإسترداد عافيتها حتى لاتكون هناك مسافة طويلة بينها وبين مستقبلها الجديد وحتى تعود سوريا الى سيادتها وحاضنتها لشعبها وتقطع الطريق على اي جهة تحاول ان تقوض إستقرارها.
وبالتالي ليس بمصلحة امتنا ولا إقليمنا ان تترك سوريا وحيدة في مواجهة تحدياتها ومواجهة مصيرها حتى لاتكون مرتعا للعصابات وقوى الشر والارهاب والفوضى