إنَّ استهداف الاحتلال الممنهج لمقدرات الدولة السورية، وما يُمارسه من عدوان صارخ ضد الأمة العربية، هو شاهد حيّ على حقيقة هذا الكيان المحتل الذي لا يعرف للسلام طريقاً ولا للحق سبيلاً. إنه كيان تأسس على العدوان والكذب، وعلى سفك الدماء وسرقة الأرض والتاريخ، ليكون خنجراً مسموماً في خاصرة الأمة العربية والإسلامية.

إن هذا العدوان الذي نراه اليوم لا يقتصر على سوريا وحدها، بل هو جزء من مشروع استعماري كبير يهدف إلى تمزيق الأمة العربية وتقسيمها إلى دويلات ضعيفة متناحرة، عاجزة عن مواجهة أطماعه التوسعية. فدولة الاحتلال لا تُحارب شعباً بعينه، ولا دولةً بحدودها، بل تحارب روح الأمة وكرامتها وتاريخها ومستقبلها. إنها حرب بلا حدود، وحقد بلا نهاية، يستهدف الإنسان قبل المكان، ويضرب في صميم الهوية والطموحات العربية والإسلامية.

أيها الأردنيون، ملكاً وحكومة وشعباً، لا يمكننا أن ننخدع بهذا الكيان الغاصب أو أن نُصدّق أكاذيبه وشعاراته المزيفة. فهو عدو أثبت على مرّ العقود أن لا عهد له ولا ذمة، وأن السلام في قواميسه لا يعني إلا الخضوع والاستسلام. كيف نثق بمن استباح المقدسات، وانتهك الحقوق، وسفك الدماء بدمٍ بارد؟ كيف نقبل يداً تمدّ السلام وهي نفسها التي تحمل السيف علينا؟

إن هذا الكيان الحقير الدنيء لا يمكن بحالٍ من الأحوال أن يكون شريكاً في بناء المستقبل، ولا يمكن للأمة العربية أو الإسلامية أن تتعامل مع هذا “الوسخ” الذي يمثل رمزاً للخيانة والجبن والانحطاط الأخلاقي. إنه كيان بُني على جماجم الأبرياء ومعاناة الشعوب، وسقوطه أمر محتوم، وعد الله الحق: “إن الباطل كان زهوقاً.”

فلتكن رسالتنا واضحة، وقولنا ثابتاً: لا سلام مع الظالم، ولا ثقة بمن باع نفسه للشيطان. إن كرامة الأمة العربية والإسلامية تستوجب منا جميعاً أن نقف صفاً واحداً، متماسكين، لرفض هذا العدو ومحاربته بكل الوسائل، حتى يعود الحق لأصحابه، وتتحرر الأرض من دنس الاحتلال، ونرى فلسطين وسوريا وكل شبر عربي يعانق شمس الحرية.

“ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين.”