اهتمام الملك .. صورة ملكية مشرقة من البلقاء
د. ثابت النابلسي
11-12-2024 04:34 PM
ليس كل الملوك ملوكاً، فالاهتمام في هذا العصر أصبح عملةً نادرةً لا يقدر عليها إلا من يملك ثقةً بالله وبشعبه ووطنه. وهذا ما لمسناه جلياً في اللقاء الملكي التاريخي في السلط، حينما قال جلالة الملك عبدالله الثاني بكل فخر: “البلقاء عزيزة”. كلمات تحمل أعمق المعاني وأصدق المشاعر، عبّر عنها جلالته خلال زيارته للبلقاء وأهلها، مؤكداً مكانتها في قلب الوطن ووجدان أبنائه.
السلط، مدينة الأسود، التي لطالما كانت وستبقى رمز العزّ والفخار، هبّت نساؤها بالزغاريد وهتف شبابها: “عاش الملك، عاش الوطن”.
في هذا اللقاء الاستثنائي، أعاد جلالة الملك التأكيد على أن البلقاء ليست فقط جزءاً من الجغرافيا الأردنية، بل هي نبض التاريخ وصانعة الرجال.
السلط فيها أم المدارس ومهد القادة
كيف لا تكون البلقاء عزيزة، وفيها مدرسة السلط الثانوية، أم المدارس الأردنية.
هذا الصرح التعليمي الذي خرّج رؤساء حكومات ووزراء وعلماء ومفكرين ومثقفين أثروا مسيرة الوطن شمالاً وجنوباً. هذه المدرسة، التي تحكي جدرانها عن عظمة من مروا بها، كانت شاهدة على اهتمام ملكي فريد خلال زيارة جلالة الملك وولي العهد. تلك الزيارة التي أعادت الحياة إلى أوراق التاريخ، وألهمت المعلمين والطلاب على حدّ سواء، وأكدت أن أم المدارس ستبقى صرحاً شامخاً بفضل الدعم الملكي.
البلقاء سارية الوطن وراية بني هاشم …..
قالها جلالة الملك: “البلقاء عزيزة”. نعم، فهي أم الرجال، وسارية الوطن التي ترفع رايات بني هاشم. تاريخها الراسخ يؤكد أنها كانت وستظل قلاعاً للعلم والنور وسلاحاً في يد أبناء الوطن المدافعين عن العرش الهاشمي.
عندما تلقيت الدعوة الخاصة للمشاركة في هذا اللقاء المهيب، بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية، غمرتني مشاعر الفخر والاعتزاز. كانت دعوة تحمل في طياتها أسمى معاني الانتماء والولاء، ليس فقط لي شخصياً، بل لكل أبناء البلقاء الذين شرفوا بلقاء قائدهم وولي عهده.
التكريم الملكي رسالة تقدير لكل الأردنيين …
في هذا اللقاء المتميز، كان التكريم الملكي لأبناء البلقاء تجسيداً للاهتمام الملكي الدائم بشعبه. ومن بين المكرّمين، الأستاذ الكبير سمير الحياري (الباشا أبو أسامة)، الذي يمثل نموذجاً للعطاء والتأثير.
هذا التكريم لم يكن شرفاً فردياً فحسب، بل شعوراً مشتركاً بالفخر لكل من يعتبر نفسه جزءاً من هذا الوطن.
البقاء للوطن، والعهد للتاج الهاشمي
في يوم اللقاء، تألقت البلقاء وارتفع زئير أسود السلط في سماء الوطن، ليؤكد أبناء الأردن أنهم جنود مخلصون لوطنهم وملكهم. البلقاء، والسلط على وجه الخصوص، ستبقى حصناً منيعاً للتاج الهاشمي، وقلعة صامدة تعكس روح الولاء والانتماء.
حمى الله الأردن، وعاش الملك عبدالله الثاني، وعاش ولي عهده الأمير الحسين، وعاش شباب الوطن، ذخراً للأمة ومستقبلاً مشرقاً للوطن.