بين الظلم والخوف .. حكاية إنسانية للممثل السوري
الشريف زيد ابوالعصام
11-12-2024 04:20 PM
في زمنٍ كانت فيه سوريا تعيش أعتى مراحل الألم والانقسام، وجد كثيرون أنفسهم في موقف لا يُحسدون عليه. بين المطرقة والسندان، بين واجبهم تجاه الوطن وحبهم للحياة، اختار بعض الفنانين السوريين البقاء في الظل، مستسلمين للظروف التي فرضها الواقع. ليس جبناً ولا قلة وطنية، ولكن خوفاً مشروعاً على أرواحهم وأحبائهم، خوفاً من بطشٍ لا يرحم.
إن الفنان، قبل أن يكون رمزاً للثقافة والفن، هو إنسان يحمل هموماً وآلاماً قد لا تظهر للعلن. هل يمكننا أن نلوم من فضل سلامة عائلته وأطفاله على مواجهة آلة القمع التي لا ترحم؟ هل ننسى أن للإنسان حدوداً في احتماله؟ وأن الخوف شعور طبيعي ينخر القلوب حين تكون الأرواح على المحك؟
بعضهم ربما دعم النظام علناً، ليس حباً فيه، بل لأنهم كانوا رهائن لظروفٍ قاسية: تهديد مباشر، ابتزاز، وربما خوف من أن تُدفع ضريبة التمرد من دماء أحبائهم. هل يمكننا أن نحاكمهم على خيار البقاء على قيد الحياة؟ أليس التسامح والعفو هما أسمى القيم الإنسانية؟
اليوم، وبينما تحاول سوريا النهوض من ركامها، علينا أن ننظر إلى هؤلاء بعين الرحمة لا الاتهام. فلنتذكر أن الإنسان في النهاية يريد أن يعيش بسلام. قد لا يكونوا أبطالاً في أعين البعض، ولكنهم كانوا آباءً وأمهاتٍ، يحاولون حماية أحبائهم في زمنٍ قاسٍ لا يعرف الرحمة.
دعونا نفتح قلوبنا لنغفر، ونُقدر ظروفهم الإنسانية. لأن سوريا، بوحدتها وتسامح أبنائها، تستحق أن تُبنى على الحب والعفو لا على الكراهية والأحقاد.