facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أشعار الجواهري حاضرة في زيارة الملك إلى السلط


د.محمود عواد الدباس
11-12-2024 02:47 PM

جاءت الزيارة الملكية إلى مدينة السلط ومحافظة البلقاء في وقت حساس . كانت الزيارة يوم أمس الثلاثاء الموافق ١٠-١٢-٢٠٢٤ م أي بعد يومين اثنين من سقوط النظام السوري الذي كان في يوم الأحد ٨-١٢-٢٠٢٤م. خلال يومين اثنين من صباح يوم سقوط النظام السوري ومع انتشار أخبار مأساوية جدا تخص واقع الآلاف من المسجونين والمسجونات منذ عقود في السجون السورية، فقد أدى ذلك إلى اشتعال الشارع الأردني من حيث المقارنة ما بين النظام السوري السابق هنالك في سوريا و النظام الملكي هنا في الأردن .

كانت الإجابة التي اجتمع عليها الغالبية العظمى أن النظام هنا هو صورة عكسية عن النظام هناك خاصة في مجال حجم الحريات و الكرامة الإنسانية و تحديدا تجاه كبار السن و النساء و الأطفال، بكل تأكيد أن الحالة العامة الأردنية هذه وجدت انعكاساتها في السلط، فالكل يعلم أن موعد الزيارة الملكية إلى السلط ومحافظة البلقاء هو يوم الثلاثاء في العاشر من كانون الأول .

توقع البعض أن يتم تغيير موعد الزيارة نتيجة ما حدث في سوريا، لكن تم حسم القرار فنحن هنا مختلفون عنهم هنالك، في خلال 48 ساعة اشتعل الشارع السلطي والبلقاوي، حيث أدرك أهالي السلط أنهم محط أنظار جميع الأردنيين، هنا كان العقل الباطن الجمعي لأهالي السلط متجها نحو فكرة سياسية وهو جعل الزيارة الملكية حالة مبايعة سياسية جديدة وليشهد العالم على ذلك، ذلك أن الملك عبدالله الثاني هو حالة معاكسة لبشار الاسد، والسلط ليست دمشق، في دمشق خرجوا يحتفلون بسقوط النظام، في المقابل في السلط يخرجون بالآلاف للاحتفال برأس النظام على طول شارع ( السرو) كانت بيوت العشائر و الفعاليات الشعبية تنتظر قدوم الموكب الملكي من أجل استقباله و التلويح للملك بالتحية مع وجوه مبتسمة يرافقها هتافات التأييد والمبايعة.

من حضر هنالك في( السرو) أو من شاهد الفيديوهات التي سجلت ذلك يرى أن الموكب الملكي كان يمشي الهوينا، فهي رسالة إلى العالم كله :"انظروا الى شعبي فهو معي "، في هذا المقام اقول إني منذ عقود لم اشاهد استقبالا شعبيا صادقا للملك عبدالله كما تم يوم أمس الثلاثاء، ولعل أهم شيء أن ذلك ليس توجيه رسمي بل كان قناعة و محبة من أهالي المدينة و محافظة البلقاء.

كانت مدرسة السلط الثانوية للبنين هي المحطة الثانية في الزيارة الملكية . ذهب الملك إلى مدرسة السلط الثانوية. شاهد صور الخريجين المتتالية و سمع هتافات طلبة المدرسة له . وكتب سطورا في سجل الزائرين . نقول هنا إن الزيارة للمدرسة هي تكريم للثانوية الأولى في الأردن والتي بقيت بهذه الصفة طيلة عشرين عاما متواصلة ( ١٩٢٦-١٩٤٦ م). وبالتالي وكنتيجة لذلك فقد كان لها الدور الكبير و الذي لعبه خريجيها في بناء مؤسسات الدولة في كافة المجالات .مع التذكير أن مدير المدرسة و هو المرحوم عبد القادر التنير هو من لحن قصيدة عاش المليك والتي تعتبر أنها السلام الملكي الذي نبدأ له كل احتفالاتنا . أيضا فإن الصورة المشتركة الثنائية للملك وولي العهد على بوابة المدرسة فيها دلالة حب و تقدير لهذه المدرسة و تاريخها العريق .

انتقل للحديث عن المحطة الثالثة في الزيارة الملكية باعتباري كنت موجودا فيها، وهي في نادي المتقاعدين العسكريين مع ممثلي كافة القطاعات و المكونات في مدينة السلط و محافظة البلقاء. هنا أشير إلى أن اختيار هذا المكان هو ذو دلالة سياسية من حيث أن العسكر على مختلف درجاتهم و رتبهم هم أساس بناء الدولة و معهم المعلمون، فهنالك يد تعلم ويد تحمي وتحارب، حينما جاء دوري في السلام على الملك. وعملا بمقولة أنه لكل مقام مقال قررت أن أقول له شيئا . لذلك و حينما تقدمت للسلام على الملك وكان على يمينه ولي العهد سمو الأمير الحسين. قرأت أمام الملك ثلاثة أبيات شعرية من قصيدة الشاعر محمد مهدي الجواهري التي ألقاها أمام الملك الحسين الباني في ٢-١٢-١٩٩٢ م . قلت للملك أن التاريخ يعيد نفسه و في هذه القصيدة ابيات مناسبة للمرحلة الحالية . هذه الأبيات التي استمع لها الملك بكل عناية هي الأبيات الآتية .

يا مُبْرِئَ العِلَلَ الجِسَـامَ بطِبّـهِ

تَأْبَى المروءةُ أنْ تَكُونَ عَلِيلا

أنا في صَمِيمِ الضَّارِعيـنَ لربِّـهِمْ

ألاّ يُرِيكَ كَرِيهةً ، وجَفِيلا

والضَّارِعَاتُ مَعِي ، مَصَائِرُ أُمَّـةٍ

ألاّ يَعُودَ بها العَزِيزُ ذَلِيلا

ختاما، أقول نحن ومنذ سنوات نواجه إخطارا كثيرة، كما أن كل خطرا منها يأتي أقصى من الخطر الذي سبقه، في ذات الاتجاه فإن واقع الاضطرابات في الإقليم مستمرة وتنذر بخطر اكبر واكبر، وبالتالي فإن المزيد من التماسك الداخلي يضمن لنا أن تبقى الدولة ويبقى النظام والمؤكد أن تحقق هذا وذاك فيه ضمانة أساسية للحفاظ على الأمن والاستقرار والكرامة الإنسانية على الرغم مما نعاني منه في الجانب الاقتصادي .

حمى الله الأردن.. وحمى الله الملك.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :