بخطوات متسارعة أحكمت جماعات المعارضة السورية قبضتها على العاصمة السورية دمشق بعد مغادرة الرئيس السوري بشار الأسد لها صوب العاصمة الروسية موسكو التي يبدو أنها ستكون مقر إقامته الدائم ، وبدورها وفي أول تعليق لها أشارت الخارجية الروسية إلى أن ( الأسد قرر ترك منصبه وغادر البلاد نتيجة مفاوضاته مع عدد من المشاركين في النزاع المسلح )، وبغض النظر عن سيناريوهات مغادرة الأسد وتسليم الجيش والحكومة للجماعات المعارضة ؛ فإن المهم اليوم هو الحديث عن مستقبل سوريا .
لقد سقط نظام الأسد ولم يعد يجدي نفعا الخوض في تفاصيل ومعمعات كيف تم ذلك، فنحن اليوم أمام واقع جديد يحتم على كافة الأطراف أن يكونوا أكثر وعيا وإدراكا لما يدور ، وما الذي يعتمل للمنطقة من مخططات ، فالمسألة لا ولن تقتصر على إسقاط النظام السوري المنهك المثخن الذي وجد نفسه أمام خيار الرحيل وترك البلاد لمجاميع المعارضة المسلحة لإدارة سوريا الجديدة، وإستعدادها للانفتاح على العالم .
كل المعطيات تشير وبكل وضوح ان هنالك من يرسمون اليوم المشهد السوري من خلال المعارضة السورية التي باتت تدير شؤون الحكم في سوريا، وأنها ستعمل جاهدة على ( فرمتة ) سوريا ، كما وان خيوط السيناريو الجديد تشير إلى أن المنطقة مقبلة على شتاء قارس ، شتاء يحمل معه الكثير من المتغيرات التي ستلقي بظلالها على مجمل الأوضاع العامة في المنطقة بأكملها .
أعتقد أن لا خلاص لسوريا الا بارادة الشعب السوري بمختلف اطيافة والوانه ، ولا خلاص لسوريا بانتصار اية جهة كانت ، بل يجب على سوريا أن تنجو من "الصوملة" ، وأن تستمر سوريا الموحّدة لكل السوريين ؛ فلا تتقسم بين ملوك الطوائف وعملاء العواصم ثم تتحول -لا قدر الله- إلى معضلة كبرى أشد بمراحل مما كانت عليه ، بل يجب ان تبقى ارض سوريا موحدة بعيدا عن استغلال لثرائها المتنوع بقوميات عربية وكردية وأرمن ، ودياناتها من إسلام ومسيح وطوائفها من سنة "شيعة وعلوية” ودروز وإسماعيلية ، وان لا تُحشر الطائفية والمناطقية والقومية لضرب الديانات ببعضها والطوائف وكذا القوميات ، يل يجب ان تكون لسوريا أهمية خصوصية في المستقبل تتحدد بشأنها موازين المنطقة كلها ومشهديتها الجديدة.
وتبقى اهم المستجدات تتوسد في الوضع الحالي وما طرأ على المشهد السوري ، والمتعلقة بمشاعر الفرح والإبتهاج التي طغت على الكثير من أبناء سوريا والعروبة في سياق تعليقاتهم على ما حصل ويحصل في سوريا .
حمى الله سوريا .. وشعب سوريا . ..
والله ولي الصابرين