بساط الريح يدخل طور التجارب!
11-12-2024 10:39 AM
عمون - لطالما شغلت فكرة "بساط الريح" الخيال البشري، حيث صُوِّرت في الأساطير الصينية، والحكايات الهندية والعربية، كقوة خارقة تتحدى قوانين الطبيعة. في قصص مثل "ألف ليلة وليلة"، كان البساط السحري وسيلة للتنقل بسهولة وسرعة عبر السماء، والآن يبدو أن هذه الفكرة الخيالية في طريقها لتصبح واقعًا عمليًا.
أصل الأسطورة
ظهرت أولى قصص السجاد الطائر في الصين عبر أسطورة الإمبراطور يو، الذي حصل على سجادة سحرية هديةً من حكماء غامضين. وفقًا للرواية، استطاع الإمبراطور قيادة السجادة الطائرة بحركات يديه، واستخدمها لتفقد مملكته وزيارة أراضٍ بعيدة. هذه الفكرة الساحرة انتقلت لاحقًا إلى الغرب في القرن التاسع عشر وظهرت في الأدب والسينما، مما ساهم في ترسيخها كرمز للمغامرة والإبداع.
تطور الخيال إلى واقع
على مر العصور، ألهمت فكرة بساط الريح الابتكارات العملية في مجال الطيران، بدءًا من الطائرات الشراعية ووصولًا إلى الطائرات الحديثة. وفي خطوة جديدة، يعمل علماء من جامعات مرموقة، مثل جامعة هارفارد، على تجسيد الفكرة تقنيًا.
ابتكر فريق من الفيزيائيين نموذجًا أوليًا لـ"سجادة طائرة" باستخدام صفيحة رقيقة وخفيفة الوزن، تعتمد على اهتزازاتها الذاتية للطيران. من خلال دراسة حركة ورقة مرنة تتأرجح في السوائل، اكتشف العلماء أن الاهتزازات تُحدث تدفقًا للهواء يؤدي إلى رفع السجادة عن سطح قريب منها.
إنجازات علمية أولية
تمكنت فرق بحثية من تصميم نموذج صغير بحجم ورقة نقدية يمكنه التحليق باستخدام هذه التقنية. في جامعة هارفارد، صنع العلماء سجادة من صفائح بوليمر مغطاة بخلايا عضلية من أنسجة الفئران. بفضل التيار الكهربائي، يمكن لهذه الصفائح أن تتمدد وتتقلص دوريًا، مما يولد حركة مستمرة شبيهة بالطيران.
المستقبل الموعود
رغم أن هذه التجارب لا تزال في مراحلها الأولى، فإنها تفتح الباب أمام تطبيقات مستقبلية قد تغيّر مفهوم النقل والتنقل. ومع استمرار التطورات، يبقى السؤال: متى سنشهد أول نموذج عملي لـ"بساط الريح"؟
"وكالات"