اسرائيل تعمل على ايجاد واقع جديد في سوريا
كمال زكارنة
11-12-2024 10:36 AM
ما إن تأكد فرار بشار الاسد من سوريا ،حتى بدأت الطائرات الاسرائيلية الحربية ،بشن غارات مكثفة على سوريا ،ومهاجمة جميع القطاعات والبنية التحتية العسكرية ،التي بنتها سوريا منذ ان نالت ااستقلالها ،وركزت الهجمات الاسرائيلية على المطارات والقواعد والدفاعات الجوية والطائرات السورية الجاثمة فيها ،بجميع انواعها المقاتلة والعمودية ،وشملت الهجمات والغارات الاسرائيلية البنى التحتية العسكرية والدبابات والاليات ،والمدافع والمدفعية وكل ما يملكه الجيش السوري من اسلحة وذخائر وتحصينات ومنشآت ومواقع عسكرية،والمنشآت والمؤسسات العلمية ومراكز البحث العلمي، وما تزال الهجمات الاسرائيلية متواصلة .
ولم تكتف اسرائيل بكل هذا ،بل توغلت قواتها في عمق الاراضي السورية واعادت احتلالها،بعد ان الغى نتنياهو اتفاقية الهدنة التي وقعتها اسرائيل مع سوريا عام 74 بعد حرب تشرين عام 73 من القرن الماضي ،الغاها حتى يعود الى حالة الحرب ويتجرد من الاتفاقيات ولم يعد هناك مسوغا قانونيا يمنعه من احتلال الاراضي السورية .
يهدف نتنياهو من وراء كل ما يقوم به الى خلق واقعا جديدا في سوريا ومعها ،بحيث يبدأ مع النظام السوري الجديد من نقطة الصفر،وان يكون التفاوض على الاراضي التي احتلها اخيرا، واستثناء الجولان من اية مفاوضات قادمة مع الحكومة السورية الجديدة،واستخدام الاراضي التي احتلها في المنطقة العازلة وغيرها ،كورقة ضغط على حكومة سوريا الجديدة لفرض شروطه واملاءاته المذلة والمهينة لسوريا،واجبارها على التطبيع مو اسرائيل بالشروط الاسرائيلية.
الامر الخطير الاخر ،الذي تقوم به اسرائيل وامريكا ايضا،هو الحرص الزائد الذي تبديانه على الاقليات في سوريا ،وهذا يعني التقسيم الطائفي والعرقي ،وهي لعبة خطيرة جدا ،ترمي الى تفتيت وتجزئة الشعب السوري الى طوائف دينية ومذهبية وعرقية ،تمهيدا لتقسيم سوريا جغرافيا الى كانتونات وتدمير سوريا بشكل نهائي.
وتكرارا للسيناريو العراقي ،بدأت اجهزة المخابرات الاسرائيلية بعمليات اغتيال وتصفية للعلماء السوريين في سوريا وخارجها ،لتجريد سوريا من القدرات العلمية ومنعها من التقدم العلمي في جميع المجالات ،والعمل على ابقائها دولة منزوعة السلاح ،ومنزوعة العلم والمعرفة والانتاج والبناء،واخراجها من ساحة المواجهة.
اسرائيل تعمل على اعادة سوريا الى العصور البدائية ،ولا صوت ولا موقف ولا ادانة او تصدي للعدوان الاسرائيلي على سوريا ،لا عربيا ولا اقليميا ولا دوليا،الجميع يتفرج بصمت.
اسرائيل تسعى الى التوسع على حساب سوريا وغيرها من الدول العربية ،ويجب الانتباه الى خطط ومخططات الاحتلال ،التي تأخذ كل دولة عربية على حدة ،بدأت بفلسطين ثم لبنان والان سوريا ،والمخطط مستمر.
سوف يعمد نتنياهو الى اشغال الرأي العام الاسرائيلي بافتعال التوتر مع سوريا،خاصة مع مؤشرات على قرب التوصل لاتفاق في قطاع غزة،ليواصل الهروب الى الامام .
مطلوب من الحكم الجديد في سوريا حماية حدود وسيادة ووحدة اراضي سوريا ،والمؤسسات والمنشآت المختلفة ،المدنية والعسكرية والعلمية والانتاجية ،والحفاظ على حياة العلماء السوريين في سوريا والخارج .