نتنياهو وأمل "إسرائيل الكبرى"
خولة كامل الكردي
10-12-2024 08:40 PM
تسم وصول المرشح الجمهوري دونالد ترمب لسدة الحكم مرة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية، شكل مسألة فارقة بالنسبة لدولة الاحتلال، وألقى بظلاله على المشهد العربي خاصة على غزة وجنوب لبنان وسوريا، فوعوده لنتنياهو بتوسيع رقعة مساحة الكيان المحتل، لتقضم أراض جديدة في قطاع غزة والضفة الغربية والتمدد في سوريا في القنيطرة وجبل الشيخ والجولان، يشي أن المنطقة العربية تتجه إلى مزيد من التعقيد والتازم في العلاقة مع حكومة نتنياهو المتطرفة ومن سيأتي بعده.
فما أن سقط النظام السوري، سارعت حكومة نتنياهو إلى قصف المقدرات العسكرية للجيش السوري، والتمدد في القنيطرة بمساحة ٣ كيلومتر كما زعمت، لكن الحقيقة ستتكشف فيما بعد عندما يتم استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في العاصمة دمشق، ستتضح الصورة التي آلت إليها الخارطة العربية السياسية بشكل أكبر، فلطالما كانت عين الكيان المحتل على الدولة السورية باعتبارها مكسباً أمنياً مميزاً وكبيراً، والتخلص من النظام السوري الذي كان ضمن محور الشر والذي يضم كل من إيران وحزب الله، فاستغلت التغيير الذي حدث في سوريا ودخول البلد في تحول كبير، واغتيال الأمين العام لحزب الله وقادة مؤثرين في الحزب، وتشتت عناصر الجيش السوري وانسحابه، وخروج السوريون للبحث عن مفقوديهم في المعتقلات، ما لبثت أن سارعت المقاتلات الحربية الإسرائيلية بقصف المقدرات العسكرية للجيش السوري، وقد اعتبرتها أكبر عملية تدمير أسلحة ومعدات عسكرية في تاريخها.
ترمب الرئيس الجمهوري والذي يؤمن بدولة لليهود قوية وكبيرة، تلك وعود قدمها لنتنياهو أضف إلى ذلك وعده له بإعطائه الضفة الغربية لضمها للكيان المحتل، بعد أن صرح في وقت سابق ترمب بأن مساحة الكيان الإسرائيلي صغيرة ويجب أن تكون أكبر مما عليه، وهي في محيط معادي لها، فالكيان يتمدد والعالم مشغول بما حدث من تغيير في النظام السوري برمته، وتحضيرها لعملية انتقالية سياسية سلسة تجنباً للفوضى والحفاظ على الأمن وهو أكثر ما يقلق أي دولة تدخل مرحلة جديدة، فالحكومة التي ستتولى إدارة الدولة السورية على عاتقها النظر بكل مسؤولية، إزاء الواقع الذي تريد قوات الاحتلال الإسرائيلي فرضه على المشهد السياسي السوري والعربي والدولي.