تحتل سورية مكانة هامة جدا فيما كان يعرف بالهلال الشيعي و هو المصطلح الذي ظهر للتداول في أعقاب الغزو و الإحتلال الانجلو - امريكي لبلاد الرافدين في عام 2003 و الإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين ، حيث شكلت سورية على مدار سنين عديدة حلقة اتصال استراتيجية بين العراق و الخليج العربي شرقا و لبنان و البحر الأبيض المتوسط غربا.
لم يغفل حكام طهران عن الأهمية البالغة القطر العربي السوري فعقدوا تحالفا وثيق الصلة مع نظام الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد منذ أواخر سبعينات القرن الماضي ، و شكل هذا الأخير ركيزة أساسية ركيزة أساسية في تعميق النفوذ الإيراني في داخل القطار المشرق العربي .
لقد صمد هذا التحالف على مدار عدة عقود من الزمن قبل أن ينهار مؤخرا في الثامن من كانون الاول / ديسمبر من العام 2024 على يد التنظيمات المسلحة السورية المناوئة لسلطات دمشق و المدعومة من قبل تركيا العضو البارز في حلف شمال الأطلسي المعروف اختصاراً بالناتو .
تفكيك عرى هذا التحالف بين نظام الأسد و نظام ولاية الفقيه في طهران قد يكون مصلحة مشتركة للعديد من الأطراف الإقليمية و الدولية الفاعلة على الساحة السورية لكن بالتأكيد أن هذه الأطراف غير معنية بنشوء نظام وطني ديمقراطي تعددي بعيد كل البعد عن المحاصصة الطائفية و العرقية في سورية يشكل نموذجا مناقضا تماما للانظمة السياسية ذات الديمقراطية المشوهة المركبة من الخارج القائمة على هذه المحاصصة البغيضة و التي تمثل وصفة مجربة للفشل و الإخفاق الذريع.
لذا فإنه من المتوقع أن تبادر العديد من الجهات المعادية للشعب العربي السوري الحر الأبي لمحاولة زعزعة استقرار سورية و ضرب أمنها و استنزاف مقدراتها فالخشية لديها من نشوء نظام ديمقراطي مركزي قوي في دمشق يمثل نبراسا يحتذى به للجماهير العربية قد يفضي إلى تهديد الأطماع الأجنبية في سورية نفسها التي مازالت بعض أراضيها محتلة من قبل الكيان الصهيوني كهضبة الجولان و اجزاء من جبل الشيخ ناهيك عن لواء الاسكندرون المحتل من قبل تركيا نفسها.