العودة الطوعية للسوريين للوطن الأم
د. محمد المصالحة
10-12-2024 07:28 AM
الاشقاء السوريون الذين جاءوا الى الاردن ودول جوار اخرى بل ومختلف اصقاع العالم يعدون انفسهم اليوم بمحض ارادتهم بعد التغيير في نظام الحكم في سوريا للعودة الى ديارهم التي ارغمتهم ظروف الحرب على اللجوء خارج بلدهم قسرا.
ولاشك ان الاردن تبنى منذ اول نزوح سوري بتوجيهات ملكيه الى استقبالهم تباعا وتأمينهم بالسكن والاعاشة وبمساهمة عظيمه ترفع الرأس من جيشنا الباسل.
وكلنا نذكر كيف كان العسكري الاردني بكل اريحية يحمل الاطفال ويساعد المسنين من رجال ونساء للصعود اوالنزول من عربات عسكرية وايصالهم الى حيث يتم ايؤاهم لحين ايصالهم للمخيمات التي بنيت بسرعة في عدة مواقع اردنيه وتزويدها بالخدمات و الطرق المعبدة. ومن ثم ادماجهم في سوق العمل والتحاق ابناءهم في المدارس وتوفير الرعاية الطبيه ومعاملتهم ما امكن كالاردنيين.في توفير ما يحتاجون من مياه.رغم ان الاردن يشكو من شح في موارده المائية.
أجل.. .كانت تجربة اللجوء السوري الاضطراري هامة لانها اثبتت قدرة الاردن على ترجمة وتجسيد معاني الاخوة والرابطة القومية مع الاشقاء بمثل ما قام به كل الاردنيين ومؤسسات الدولة وبدعم مشكور من المجتمع الدولي...من حسن الاستقبال والايثار وكيف قامت عائلات اردنية خاصة في مدن وقرى شمالنا الغالي بالترحيب وإيواء الكثير من الاسر السورية الوافدة.
ان هذا ما ما يعتز به الاردن دوما بان يكون ملاذا لكل من اختاره حين يرغم على ترك وطنه لسبب او اخر ولقد كان اللجوء السوري هو الاكبر في حجمه بعد النكبة الفلسطينية عام ٤٨ وبعد ذلك جراء العدوان الاسرائيلي المستمر الى اليوم..
لقد تبنى الاردن مبداء العودة الطوعية للاشقاء السوريين حين تحين وتسمح اوضاع بلدهم التي نأمل ان يكون العهد الجديد في سوريا قد وضع في سلم اولوياته تأمين عودة كل مواطن سوري هاجر مكرها بالاياب الى وطنه ..لاسيما وان اثمانا مؤلمة دفعها الشعب السوري من حياته وصحته وممتلكاته وهو يقطع المسافات في البر والبحر وعانى من قسوة الظروف وسوء المعاملة لاسيما في فصول الشتاء القاسية في اوروبا.
ونسجل هنا ان الوجود السوري على مدى السنوات الماضية كان فيه الكثير من الايجابيات من مثل نشاطهم في الدورة الاقتصادية وسوق العمل و اقامة علاقات وروابط اجتماعية مع المجتمع الاردني وهي اسهامات يقدرها الاردن لهؤلاء الاشقاء وغيرهم من العرب على الارض الاردنية.