facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




طوفان الطغيان في زمن العميان


د. محمد العزة
10-12-2024 12:26 AM

تتسارع الأحداث داخل المنطقة العربية بطريقة درامية دراماتيكية متسارعة تفوق قدرة المواطن العربي الذي يعاني فيها نتيجة عقود من صراعات القوى الكبرى الاستعمارية و شبكة تحالفاتها و اسلوب تعاملها معها ( التبعية أو الندية ) لخدمة مشاريعها ومصالحها ، ولعل أهم هذه المشاريع الحفاظ على الثكنة الصهيونية العسكرية و ضمان تفوقها العسكري و الديمغرافي ، و توسعها الجغرافي و استمرارية أداء دورها الوظيفي في زعزعة استقرار المنطقة العربية ، و لتحقيق المصالح و المخططات التي لم تنفذها بعد أو أكمال السيطرة على مواردها التي تتصارع عليها مع بعضها البعض ، و هذه الموارد ليس شرطا أن تكون على شكل مواد خام داخل الارض ، بل قد تكون ممرات برية أو بحرية تسهم في المساعدة على إحكام السيطرة أو تسهيل الحركة و اختصار و احتكار الوصول إلى مناطق النفوذ .

مقدمة المقال قد يكون شرحا مبسطا وليس شاملا للأسباب الحقيقية التي تربط مابين المشروع السياسي وأهدافه ومصالحه ، فهناك اسباب اخرى تتعدى ما ذكرناه ، و منها الحسابات و مصالح الأمن القومية و العسكرية ، عليه اذا استطعنا فك خيوط اللعبة و معرفة المصالح المشتركة نستطيع معرفة لأجل اي الأسباب اخذت مجريات الأحداث ذلك المسار أو غير و مستوى وتيرة تسارعها ، في منطقتنا العربية خاصة و الساحة الدولية عموما ، و التغيرات و الاتفاقيات ضمن التسويات السياسية الناتجة عنها ، سواء على مستوى الأنظمة السياسية أو المساحات الجغرافية و ما عليها .

الثامن من ديسمبر / 2024 كان يوما شاهدا لسقوط الدولة السورية و نظامها السياسي بعد 53 عاما من سدة الحكم .

لن يكون سلوكه واين أصاب أو اخطأ جوهر النقاش في هذا المقال ، بل هو سيناريو السقوط و أدواته و مدعاته و توقيته و الجهات الداعمة له و أهدافها و عناوينها السياسية.

الادوات فصائل و ميليشيات مصنفة على أنها إرهابية متناحرة سابقا بمعدات بسيطة و تدريب مسبق ، يفسر تعدد الولاءات لديها ، يجمعها تيار ديني سياسي و يفرقها مذاهبه ، هذا على المستوى الفكري و الأمر الآخر أنها كانت تتنافس على الغنائم و حجز مقاعد التبعية (التركية تارة و الأمريكية الصهيونية تارة أخرى) لكن تحت غطاء غير معلن ، أما المكشوف أنه لأجل الحرية و الديمقراطية و للانصاف اتبعت الدولة السورية نفس النهج في الاعتماد على جيوش و فصائل الدعم العسكرية الخارجية بعد إنهاك جيشها مما جعلها تحت وصاية و سيطرة حلفائها الذين باتوا لهم نفوذ داخل السلطة بنسبة كبيرة .

خرج آلاف شعبيا فرحا في دمشق بعد أعوام من الحرب الضروس و في بعض العواصم العربية ومنها نخب سياسية (يجمعها نفس الفكر العقائدي السياسي بهذه الجماعة) انتصارا بما تحقق من هذه الفصائل المدعومة صهيو امريكيا و تركيا ضمن مشروع المخطط الجديد ، الذي أصبح يعلم الجميع أن أحد فصوله هو إشعال حرب العدوان على غزة في السابع من اوكتوبر بعد ايهامهم بمكيدة العصر ، والتحضير لها بكل عناية ، والتي سبقتها الحرب الأوكرانية الروسية ، في خطوة لأضعاف قوى التحالف المساندة لسوريا واضف اليه ما كان يدور حول أنبوب الغاز من قطر الى تركيا لتزويد أوروبا و كسر الهيمنة الروسية (و هذا ما يتعارض مع مصالح الاخيرة و لعله دافع يفسر السلوك الروسي تجاه سوريا ) ثم تحالفات و تفاهمات داخل الغرف المغلقة مع الاخونجية التركية و الأجهزة الأمريكية ، و الدولة الإيرانية المنهكة التي استخدمت أيضا الطائفيه في تعزيز نفوذها في المنطقة لتحسين اوراق تفاوضها لأجل صالح مشروعها النووي و الجيوسياسي ، و تقليم اظافر حلفائها ، و هذا كله هيأ ما يخدم الهدف الكبير هو إسقاط سوريا الداعم لمحاور المقاومة ، و إتاحة الفرصة للثكنة العسكرية الاسرائيلية و بدعم غربي مطلق و تضليل اعلامي عربي و إطلاق يدها في غزة و الضفة و لبنان و تزويدها بأحدث الأسلحة الفتاكة و تزيين المجزرة على أنها انتصار ولكنها في حقيقة الأمر انتحار في ظل انعدام المساواة في موازين القوى ، لكنها مقاومة مشروعة للدفاع عن النفس و ثقافة شعبنا المقاومة لا يعرف الانكسار وكان من نتائج هذا المخطط الصهيوني أو طوفان الطغيان الصهيوني
١. ابادة ثلث شعب غزة و احتلال شمالها

١.كسر ادوات المقاومة و محاورها في المنطقة ( حزب الله ، حماس) و ما يتبع .
٢. تعزيز الطائفية و تعدد المشاريع الإقليمية
٣. إعادة احتلال شمال غزة القريب من حقل الغاز المكتشف وإقامة قاعدة أمريكية اسرائيلية و زيادة السيطرة على الضفة الغربية
٤. مئات آلاف من الضحايا من الشعب الفلسطيني و تهيئة الفرصة للهجرة القسرية بعد جعل غزة مكان غير قابل للحياة أو حتى الموت ، الأمر الذي سيؤدي إلى خلل في الديمغرافيا الفلسطينية لحساب الديمغرافيا الإسرائيلية.

٥. تهيئة مناخ المنطقة السياسي إلى تقلبات و تفاهمات على شكل تسويات تؤدي إلى اتفاقيات شبه نهائية أو صراعات مفتوحة مابين وكلاء القوى على الأرض السورية خدمة لمصالحها و أهدافها فيها .


لن نبقى أسرى ماهو مسكوت عنه ، لأنه الحياد في شأن الاوطان خيانة ، و من هنا تتطلب المسؤولية السياسية و الوطنية و القومية التوعية بما يدور من حولنا و تفكيك رموز الخريطة .

اليوم من صعد على منابر الانتخابات و الفعاليات و ضلل الجموع و ذرف الدموع على عدد الضحايا و مدى التضحية ونقل الواقع ليس كما هو ، بل استخدام تقنيات التنويم و التخدير لتشكيل الاحلام لمن طلبوا منه أن يغمض عينيه و يكون كالعميان ، وان كان الاعمى اشد بصيرة و اوعي لأنه ادرى و يعتمد على ما يسمع ، هذا التيار أو الفريق أو الجماعة سيلقي لكم خطبة الوداع لوحدة الأمة العربية بأن يقول رضيتم لكم بالديمقراطية الطائفية مذهبا و بدع الاقتتال سنة وشيعا و اتممنا بغبائنا السياسي الربيع العربي الاسود و مخططاته الذي طالبنا فيه بإسقاط الأنظمة العربية المحورية و طالبوا فيها ذات يوم من داخل الاردن بإسقاط النظام أيضا املا بتحقيق نبوءة نحن شرقي النهر و هم غربي النهر و هو حديث ضعيف ، يخدم نوايا و عقيدة المتدينين المتطرفين الصهاينة أيضا في الحكومة اليمينية الدينية المتطرفة و منهم سموتيرش و بن غفير .
يا أبناء شعبنا الاردني العظيم كونوا على اقتناع أن الاردن هو آخر القلاع ، عضوا عليه بالاظافر و النواجد و استيقظوا و إياكم أن تستمعوا لمن يتكئ أو يستخدم طلاقة اللسان و البيان في سلب عقلكم و منطقكم فما هو إلا وسيلة لجعلكم كالشياه تساق للذبح على مذبح الصهيونية الأمريكية .

قد لا تتشابه الديمقراطية العربية و الديمقراطية الغربية و الأمريكية خصوصا اذا علمنا أن هذه القوى الكبرى اخر همها أن كان الحاكم يمارس الديمقراطية أو الديكتاتورية ، بل هي مصالحها لها مطلق الأولوية .

و لعل أحد اسباب اختلاف أوجه الديمقراطيات هو تشتت و تبعية العقل العربي مابين نماذج إدارة السلطة و دساتيرها و سوء أو ضعف إدارة بعد رجال حكوماتها في شؤونها و عدم الكفاءة لها و الأخطر عدم وجود الانتماء في الإخلاص لتأديتها ،

و السبب الآخر عدم الاعتماد على النفس في صياغة ما يناسب و يلائم مجتمعاته و موروثه الثقافي و الديني و الحضاري .

الأهم أيضا عدم رغبة القوى المهيمنة بأن لا يكون هناك رؤى لمشاريع نماذج عربية نهضوية و تنموية سياسية ديمقراطية متقدمة ( سواء جمهورية أو ملكية دستورية ) ، واعتمدت في ذلك على الكيان و وضع المخططات لأشعال الصراعات في المنطقة .

أبناء الاردن العظيم عليكم ب : الجدية في إكمال مسيرة التحديث السياسية و مساراتها الثلاث ، ثم ترسيخ المواطنة ( حقوق و واجبات ) ، تجذير الوحدة والهوية الوطنية الأردنية ، التأكيد على تماسك الجبهة الداخلية ( لا شرقي ولا غربي ) ( لا مسيحي ولا مسلم ) ( لا شمال لا جنوب ) ،

كلنا أمل في يوم يأتي يتحرر العقل العربي من فكر و سلطة خوارج العصر المتنكرين بعباءة الدين اي دين المتطرفين و الطائفين أو المسؤولين المتسلقين ، و يبزغ فجر أمتنا العربية بالنصر و العلم و فهم ديننا الصحيح و الايمان بتحرير الاوطان (لأجل الاوطان و ليس رموزها ولأجل الأرض والإنسان) من أعداء الإنسانية في الثكنة الصهيونية العسكرية ، و نعيش بسلام على من يطرح السلام و يرضى العيش و التعايش معه لأن الله هو السلام .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :