ناقشوا لنفهم ولا تناقشوا لنفرح
د. ايناس الخالدي
09-12-2024 06:55 PM
من بداية الحراك البرلماني ونحن نستمع إلى مناقشات الثقة والموازنة وكم شهدنا مجالس برلمانية متعاقبة من تـأسيس الدولة الاردنية وهي تناقش وتطرح الرؤى والأفكار والاستراتيجيات وكم استمعنا إلى ردود الحكومات الواحدة تلو الأخرى وهي تدافع عن سياساتها ونجاعة تنفيذها على ارض الواقع وأنها لو تركت لها الحرية لتطبيقها لوجدنا أردنا آخر فما استفدنا من هذه النقاشات ولا تلك الردود ولا تغيرت الأحوال ولا تبدلت الظروف وهذا ما يتكرر في كل جلسة ثقة او جلسة موازنة.
اتدرون السبب؟
لان مفهوم النقاش البرلماني لدينا مختلف عن مفهوم النقاش البرلماني الذي أرساه الدستور ورسمه النهج الهاشمي في الحكم فالطرح الصادر من عضو مجلس النواب الا من رحم ربي ليس موجها للحكومة فالمخاطب به الداىرة الانتخابية حيث يحاول النائب دغدغة مشاعر الناس في داىرته الانتخابية وليس محاصرة الحكومة وإلزامها ببيانها والتحقق من تنفيذها لمضامينه.
لذا فان النقاش إذا لم يتم وفق المنهج الدستوري الذي يفرض على الناىب مراعاة اعتباري مصلحة الوطن ومصلحة المواطن معا فلا فاىدة منه اذا تم ترجيح كفة احدهما على الكفة الاخرى .
لنستدعي نهج الهاشمين في النقاش ولتستمع ولنطبق ما قاله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين،حفظه الله في خطاب العرش هذا العام.
(انتم اليوم أمام مسؤولية كبيرة لإرساء قواعد عمل وممارسات برلمانية يكون التنافس فيها على البرامج والأفكار وأساسها النزاهة، وتعبر بكل وضوح عن مصالح وأولويات الدولة). ولنطرح ما يفيد البلاد والعباد ولنخرج من إطار ما لايفيد إلى ما يفيد
وليكن نقاشنا ان يفهم المواطن ويستفيد لا ان يفرح ويستريح
حمى الله الأردن