انا لا أخاف على هذا البلد
عصام قضماني
09-12-2024 01:07 AM
بفم ملآن وثقة اقول انا لا اخاف على الاردن، هذا البلد. قوي ولا ابالغ ان قلت انه الاقوى في المنطقة في استقراره وامنه وتماسك نسيجه الوطني وحكمة وذكاء قيادته الهاشمية ليس اليوم بل منذ كان.
لا تستغربوا وانظروا من حولكم فالاردن صمد عندما كان محاطا باعداء وخصوم كثر واصدقاء اقل، واليوم هو نموذج تتمنى كثير من الشعوب في منطقتنا ان تتفيء ظلاله الممتدة الامنة المطمئنة.
كثير من المعلقين سارعوا لاطلاق موجة من المخاوف مما يجري في سوريا وفلسطين وقبل ذلك في العراق لكن هذه المخاوف وانا. افضل ان اسميها تحديات ستكون فرصة.
اظن ان المخاوف من كل ما يجري وجرى تتبدد ليس بفضل صمود صمود الاردن ووجوده فحسب بل لانه كان ولا زال قادرا على تطويعها ومعه في ذلك اسلحة كثيرة
واظن ان الحديث عن المستقبل بات اكثر رسوخا وتجذرا.نعم التحديات كثيرة لكن عوامل وروافع مواجهتها اكبر واكثر قوة ومنعة، لندع كثيرا من الكيانات من حولنا وفي العالم تتحدث عن معاركها في الوجود وفي الاستمرارية وفي الصمود ودعونا نحن نستشرف افاقا جديدة فيها فسح من الامل واليقين.
منذ متى لم يكن الاردن في واقع من السياسة والجغرافيا والديمغرافيا مختلف.. انت لا يمكنك ان تنتزع نفسك من خارطة وجدت نفسك فيها لكنك تستطيع ان تطوع هذه الخارطة لمصلحتك بالحكمة والاتزان، اليس هذا هو ما فعله ويفعله الاردن؟!.
لا نريد ان نبقى اسرى كلاسيكيات مثل الظروف غير المواتية والتقلبـات العربية والدولية المحملة بالأخطار.نعم نحن في منتصف دائرة هذا كله لكننا محوره وفي الافق سفينة تمخر امواجا عاتية لا تنال منها بل انها تمتلك من العوامل ما يجعلها دائما تصل الى موانيء تختارها هي من دون عائق ولا قلق.
حكمة هذا الملك الذي نلتف حوله بحب متوارث ابتداء من الملك المؤسس عبد الله ومروراً بالملك الباني الحسين، ونحن اليوم في ظل ملك عرف كيف يرسخ جذر التمكين.
.الاردن الذي قام على اكتاف نخبة سياسية واجتماعية واقتصادية متفاهمة، هم رجال البلد ولا مرة انحرفت الرؤية ولا مرة لم تكن في صالحنا ولا مرة الا وكانت صلبة ومكينة.
في الاردن قاعدة شعبية كبيرة تقف خلف النظام وتثق به في ولاء يتجاوز الشعارات وعندما يراد لها ان تميز بين الخط الابيض والخط الاسود هي لا تقف في المنتصف ودائما ما كانت تختار خط الملك الذي ياخذها الى الضوء في نهاية كل نفق وخلف ذلك قوات مسلحة ظل اسمها الجيش العربي.
انا لا اخاف على هذا البلد ولا على مستقبل هذا البلد الذي لا يخشى التعددية ولا يخشى مخاطرها بل يعظم فوائدها تحت ظل القانون وفي رحاب الدولة المدنية فيها ما يجمع ولا يفرق بلا استقطابات مذهبية او عرقية.
.لا نريد ان نبقى فقط قادرين على امتصاص الصدمات واستيعاب المتغيرات الطارئة نريد ان نجعل من كل هذا فرصا تاخذنا الى افق اوسع.
اسمحوا لي ان اختلف معكم ايها السادة انا مطمئن اكثر من اي وقت مضى.
الرأي