سقوط نظام بشار الأسد .. ما الذي يليه؟
الدكتورة تمارا العدوان
08-12-2024 09:26 PM
إن تسارع الأحداث العسكرية و السياسية في المنطقة العربية غير منطقي، و يطرح على الطاولة أسئلة عديدة
ما حقيقة الذي يجري ؟ و الا أين نحن ماضون؟
و ما هي سيناريوهات المرحلة القادمة؟
ليس هناك ملامح واضحة لمستقبل سوريا في ظل هذه الأوضاع و الأحداث المتتالية و المتسارعة بنفس الوقت
سوريا كانت لمدة تتجاوز اكثر من نصف قرن تمر بمرحلة معقد بكل تفاصيله مليئة بالظلم والطغيان وسلب الحريات تحرر الشعب السوري من هذا النظام الديكتاتوري
حدث مهم في تاريخ سوريا ، لكن يتبعه سؤال مهم ما هو مستقبل سوريا ؟
و هنا يجب علينا التروي و مراقبة الوضع بحذر شديد.
المعطيات و الاحداث في الساحة العربية كلها متداخلة و معقدة سواء ما يحدث في لبنان او غزة فهو مرتبط حتمياً بالثورة في سوريا عدا عن أطماع اسرائيل في سوريا .
سوريا لم تكن يوماً دولة عادية على الخريطة بل كانت مطمع للعديد من الدول وهذا كان واضح من خلال التدخل الإيراني و الروسي في سوريا
إن الاحداث عند التركيز في تفاصيلها و تحليلها تؤكد لنا أن حزب الله لم ينتصر على الكيان إسرائيل في جنوب لبنان.
عدا عن ان الخسائر الإسرائيلية كانت محدودة او ربما بلا أهمية على العكس من ذلك ، فإن خسائر حزب الله كانت كبيرة جدًا ، و السبب الأساسي وراء انسحاب إسرائيل كان العملية العسكرية في سوريا، حيث كانت إسرائيل على دراية مسبقة بموعد بدايتها بعدة أيام، واتخذت القرار الصائب بالانسحاب ، ومع ذلك ،فإن التورط العميق لحزب الله في سوريا ودعمه للنظام السوري قد أضعفه بشكل ملحوظ ، إلى جانب تراجع الحضور الروسي الذي كان يشكل عنصرًا حاسمًا في دعم الأسد.
تدخل حزب الله في سوريا ودعمه لنظام الأسد لم يكن خيارًا استراتيجيًا بقدر ما كان محاولة يائسة لحماية ما يسمى محور المقاومة التي هي خطوط الامداد للحزب.
ومع تزايد خسائره البشرية والمادية، يواجه الحزب اليوم تحديًا وجوديًا ، سقوط نظام الأسد سيحرم الحزب من شريان حيوي للإمداد والتمويل، خاصة في ظل تقلص الدعم الإيراني بفعل العقوبات الاقتصادية.
ويزداد الأمر تعقيدًا مع تراجع التأثير الروسي، الذي كان يمثل عامل استقرار للنظام السوري ضد الضغوط الإقليمية والدولية ، التراجع الروسي في سوريا جاء بسبب انشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا وافتقارها للموارد اللازمة للحفاظ على نفوذها في الشرق الأوسط يجعل إيران أكثر عزلة .
سقوط الأسد وتراجع الدعم الروسي سيترك إيران أمام خيارات محدودة، مما يضعف قدرتها على تمويل ودعم حلفائها، سواء في لبنان أو غزة.
هذا التحول يضع نهاية تدريجية لمشروع “محور المقاومة” الذي يعتمد بشكل كبير على الاستراتيجية الإيرانية.
الدور الروسي في سوريا، الذي كان يعتبر عاملاً حاسمًا في بقاء النظام السوري، يتلاشى تدريجيًا.
انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية وتزايد الضغوط الغربية أدى إلى تقليص وجودها العسكري والاقتصادي في سوريا.
هذا التراجع يترك فراغًا استراتيجيًا قد تعجز إيران عن ملئه بمفردها، مما كان له سبب في سقوط الأسد و اضعاف “محور المقاومة” بأكمله.
و بالتالي من المؤكد أن حزب الله سيجد نفسه محاصرًا داخليًا في لبنان، دون إمدادات أو دعم خارجي فعال.
إيران ستخسر واحدة من أهم ركائزها في المنطقة، مما سيجعلها أكثر عرضة للعزلة السياسية والاقتصادية.
أما روسيا، فإن فقدان نفوذها في سوريا سيمثل ضربة استراتيجية لمصالحها في الشرق الأوسط، مما يترك فراغًا قد تسعى قوى إقليمية ودولية أخرى لملئه.
تلاشي التأثير الروسي وسقوط نظام الأسد يشكلان ضربة مزدوجة لـمحور المقاومة حزب الله وإيران، اللذان اعتمدا على الدعم الروسي والأسدي، اليوم يجدان نفسيهما أمام واقع استراتيجي جديد يهدد استمراريتهما.
ومع تزايد الضغط الإقليمي والدولي، يقترب هذا المحور من لحظة انهيار محتومة .
التحليل الواقعي و العقلاني البعيد كل البعد عن العاطفة يصف المشهد كما بدون ايا مجاملات او تغيير لما يحدث على ارض الواقع
بالتالي لابد لنا من طرح هذه الاسئلة :
ما هي تبعات هذه الثورة و سقوط نظام بشار الاسد و الي اين ستؤول هذه الاحداث ؟
هناك عدة سيناريوهات تتراود الى فكر المحللين السياسيين و الباحثين في الشأن السوري
هل سيتم تقسيم سوريا ؟
هل ستتوسع اسرائيل في الأراضي السورية ؟
ما هو مصير النفوذ الايراني و الروسي في سوريا ؟
ما هو مستقبل العلاقات مع لبنان و تركيا ؟
ما هو مصيير الاجئيين السوريين ؟
هل سنرى اعمار حقيقي في سوريا ام اننا سنعيش نفس الخيبة التي عشناها في العراق و اليمن ؟
المرحلة القادمة ستكون معقدة و الاحداث لا يمكن توقعها
الأهم و الأولى في هذه المرحلة هو العمل على تحقيق استقرار المنطقة و الحفاظ على الأمن ، التحديات و الصعوبات كثيرة و لكن الأهم و الأولى في هذه المرحلة العمل على تعزيز الوحدة بين الفصائل الداخلية و المجتمع المحلي
و ان تاخذ قيادة الثورة بعين الإعتبار ضرورة أن يختاروا نظام ديمقراطي و أن يحذروا من أي تدخل خارجي
و مِن مَن لهم أطماع سواء في سوريا او في المنطقة العربية .