فرحة عارمة جابت اقطار العالم العربي مع سقوط القيصر الفرعوني بشار الأسد، الطاغية الذي عاث قتلا وتهجيرا وتدميرا للشعب السوري الشقيق، وها هي اليوم تشتعل أولى شمعات الحرية لسوريا ولانتصار الحق على الباطل ولو بعد حين، فكلنا فرح بزوال الظلم على القطر السوري، لكن علينا أن نعلم أن ما حدث في الأيام الماضية يحمل في ثناياه كثير من التغييرات ويلزمنا أن نعلم أن هذه خطوة في الاتجاه الصحيح لكن يجب أن يتبعها خطوات صحيحة حتى تأتي أكلها. فماذا سيحدث في سوريا بعد الأسد؟، وما أشكال الأدوار بالمنطقة عقب ذلك؟.
إن الظلم مرتعه وخيم ولذلك فرحنا جميعا بزوال هذا الطاغية، لكن هل رسمت المعارضة خارطة الطريق بعد بشار قبيل هذه الحملة التحريرية؟، لماذا تزامن تجديد هذه الحملة الثورية التحريرية مع تصريحات رئيس الكيان الغاشم نتنياهو المهددة لنظام الأسد؟. نتمنى أن تكون المعارضة السورية قد اعدت العدة ورتبت كافة الأمور التي تحفظ سوريا العربية الموحدة التي نتمناها.
لكن إن هذه التساؤلات تدفعنا للخشية من المستقبل السوري بعد نظام الطاغية وذلك لان التركيبة الديموغرافية السورية تتميز بالتعدد الطائفي، مما سيحدث صعوبة في التوافق على رئيس لسوريا الموحدة مما قد يقود إلى تقسيمها لدويلات شأنها شان السودان وليبيا. مما يحيد دورها المحوري العربي كحضارة عربية جامعة تحمل هوية يصعب طمسها. قد يستغرب البعض من التخلي الإيراني عن سوريا إحدى اهم اذرعها بالمنطقة، والموضوع ببساطة كما أشرنا له سابقا فالشرق الأوسط الجديد يتطلب من إيران أن تظهر بشكلها الاصلاحي المعتدل المتخلي عن اذرعه فبعد حزب الله والحوثي ها هي اليوم سوريا، أما المستفيد الأكبر من كل ما يحصل هو الكيان الغاشم، فهو يرسل موجات ترددية في المنطقة تعمل على اضطراب بوصلة الامة عن أهدافها الحقيقية إلى أهداف هلامية وهمية، كذلك علينا أن نربط بمستقبل الضفة وغزة وصفقة القرن إزاء ما يحدث من تمهيد لها فحريتنا الحقيقية كشعوب الامة العربية الإسلامية هي حرية مقدساتنا ومسرى رسولنا وحفظ هويته من التدنيس اما حرياتنا الزائفة فهي حريات اقطار رسمتها اتفاقيات امبريالية غربية. فبارك الله بالشام من عمان إلى دمشق مرورا ببيروت حتى القدس فهي أرض الرباط وأرض هوية الإسلام ورباطها لا ينفك ابدا، وكما يشير الملك عبدالله الثاني دوما بأنه لا تنازل عن وصايتنا على المقدسات، فنلتف حول هذه المفاهيم وندعمها ونستمر بالذود عنها ونسأل الله الخير للشام بكل اقطار وللامة بكل جنابتها والله احفظ علينا أمننا وديننا في اردن الرباط.