مركز بحثي: التطورات تتواصل في المنطقة وغزة وحيدة في مواجهة مصيرها
08-12-2024 03:48 PM
عمون - عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد ومن قبل انتهاء الحرب في لبنان، أصبحت غزة تواجه مصيرها بمفردها في ظل أزمات إنسانية وسياسية متفاقمة. غياب الدعم الإقليمي المباشر وتراجع التفاعل الدولي ترك القطاع في عزلة قاتمة، حيث يعاني السكان من الحصار الإسرائيلي المستمر والانقسام الفلسطيني الداخلي.
مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية في العاصمة البريطانية لندن أشار في مقال بحثي له إلى تداعيات ودقة الوضع في غزة ، بداية من الوضع الإنساني وحتى الحديث عن الفرص الممكنة لحل الأزمة في هذا القطاع الذي يعاني الأمرين منذ أكثر من عام.
في البداية يشير المقال إلى صعوبة الأوضاع الإنسانية الآن في غزة ، بداية من البنية التحتية المدمر نتيجة للحصار والتصعيدات العسكرية، مما أدى لانهيار الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه. في ظل الفقر والبطالة المتفشية، يعتمد 80% من السكان على المساعدات الإنسانية.
ومع هذا تواجه غزة وحدها الكثير من التداعيات السياسية، وفي هذا الصدد يشير المقال البحثي إلى أنه ومع انتهاء الحرب في لبنان، انصرف الاهتمام العربي عن غزة، ما أدى إلى عزلة سياسية متزايدة. ضعف الدعم العربي الناتج عن التحولات الإقليمية أدى إلى فقدان القضية الفلسطينية مركزيتها، مما أضعف قدرة القطاع على مواجهة أزماته.
المقال تطرق لعقد مقارنة بحثية بين غزة وما حصل مع لبنان ، وبينما حظي لبنان بدعم دولي لإعادة الإعمار بعد الحرب، تعاني غزة من الإهمال النسبي. تركيز الجهود الدولية على لبنان أظهر غياب رؤية استراتيجية للتعامل مع أزمة غزة.
وتطرق المقال إلى نقطة سقوط النظام السوري ، وهي الخطوة التي ستدفع سوريا الآن ونظامها الحاكم سواء القادم أو الحالي للتركيز على حل الأزمات الداخلية بدون التطرق بالمطلق للحالة الراهنة في غزة ، خاصة وأن سوريه هي الأولى الان بالاهتمام وليس أي طرف أو جهة أخرى.
وعن التحديات أمام غزة يقول المقال البحثي إنها تتلخص في :
1. انعدام الأفق السياسي: عدم وجود حلول لإنهاء الحصار أو تحقيق الوحدة الفلسطينية يعمق الأزمة.
2. التصعيد العسكري المحتمل: القطاع مهدد بمزيد من الحروب الإسرائيلية.
3. الاستنزاف الداخلي: الانقسام الفلسطيني يُضعف موقف الفلسطينيين إزاء الاحتلال.
وعن الفرص الممكنة يقول المقال البحثي أيضا ما يلي:
1. تحفيز التضامن العربي: قد يُعيد انتهاء الحرب في لبنان زخم الدعم للقضية الفلسطينية.
2. تعزيز المقاومة السلمية: يمكن استخدام الحراك العالمي لدعم حقوق الإنسان لتسليط الضوء على معاناة غزة.
3. إعادة بناء الوحدة الوطنية: التصالح الفلسطيني الداخلي سيعيد للقطاع قوته السياسية.
وفي النهاية يشير المقال إلى أن عزل غزة يمثل خطرًا ليس فقط على سكانها، بل على مستقبل القضية الفلسطينية. يجب على الدول العربية، خاصة لبنان وسوريا، اتخاذ خطوات لدعم غزة وكسر الحصار. هذه المرحلة تتطلب تحركًا جماعيًا يعيد للقضية الفلسطينية مكانتها.