بأفلامٍ ونوافذٍ تتواصل الدورة 15 من "كرامة .. سينما الإنسان"
08-12-2024 12:42 PM
عمون - تتواصل اليوم الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، في مختلف مفردات المركز الثقافي الملكي، فعاليات الدورة 15 "العدالة لشعوب جنوب الأرض" من "كرامة.. سينما الإنسان" الذي ينظمه سنويًا "المعمل 612" بالتعاون مع وزارة الثقافة.
ويعرض في السادسة من مساء اليوم الأحد على المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي، الفيلم الوثائقي السوري الطويل "ذاكرتي مليئة بالأشباح" من إخراج أنس الزواهري، وينوب عنه بحضور المناقشة حول الفيلم، منتجه السينمائي السوري أحمد الحاج الموجود لإلقاء محاضرة "خارج الإطار" وللمشاركة في مناقشات عدد من الأفلام السورية المشاركة في الدورة 15، التي أسهم في إنتاجها وتوزيعها: "أحلام دمشق" (وثائقي طويل) و"أن تكوني إفيغينيا" (وثائقي طويل).
في السادسة والنصف مساء يعاد عرض الفيلم الوثائقي اللبناني الطويل "في ظل بيروت" الذي يتناول لِمخرجيه جيرارد كيلي وغاري كين، أوضاع الناس والأحلام والأيام في منطقة صبرا ومخيم شاتيلا.
وفي إطار النافذة التي يفتحها "كرامة الأردن" على أفلام يمنية وعلى "كرامة اليمن"، تعرض خمسة أفلام، أربعة منها وثائقية وواحد تحريكي وجميعها قصيرة (أقصرها أربع دقائق وأطولها 14 دقيقة): "لمّا أكبر" من إخراج البراء منصور، "مخيم الرحبة" لمخرجه خالد السعيد، "ما الذي أتى بك إلى هنا؟" للمخرج صابر واصل، "سطل" إخراج عادل محمد الهاشمي، والتحريكي"بريق" للمخرجة نسيبة مُثنّى.
في الثامنة مساء يعود الوهج للمسرح الرئيسي مع باقة من الأفلام الأردنية الروائية والوثائقية القصيرة: "خالد" روائي (10 دقائق) من إخراج شفيق علبي (بحضوره) عن الحرية ومساعي تحقيقها. "سارحات" روائي (19 دقيقة) من إخراج داليا كوري (بحضورها). "سندريلا" روائي (17 دقيقة) من إخراج آلاء القيسي وحضورها. "جيل التحرير" وثائقي (12 دقيقة) من إخراج عماد غرايبة وحضوره. "سكون" روائي (19 دقيقة) من إخراج دينا ناصر وحضورها. "رولينغ" روائي (24 دقيقة) من إخراج عمر الطاهر وحضوره.
قاعة المعارض (فخر النساء) تشهد في الثامنة والنصف مساء إعادة عرض عدد من الأفلام التحريكية القصيرة من عدة بلدان عربية وأجنبية إضافة إلى الأردن: "اللجوء إلى أين؟" من إنتاج "المعمل 612" كجزءٍ من إسهامات المعمل و"كرامة الأردن" في أفلام "السينما اللاجئة". وفي سياق توضيحه وجهات فيلمه التحريكي القصير (ست دقائق) نشر "المعمل 612" الآتي: "مع ذكرى النكبة الفلسطينية السادسة والسبعين، نتذكّر الألم، نعاين معاناة اللاجئين الفلسطينيين وغيرهم في العالم العربي. الاحتلال والحروب لا ي/تدمّر المدن فقط، بل حياة الناس أيضًا. ملايين اللاجئين يبحثون عن الأمان والأمل والكرامة، واستعادة حقوقهم البديهية".
فعاليات اليوم الرابع (8 تشرين الأول/ ديسمبر 2024) تُختتم في التاسعة مساء بعرض الفيلم الوثائقي الهولندي الإنتاج الفلسطيني السوري الحكاية "قصة شجرة الزيتون في الدوامة" للمخرجين: محمد أبو شعير، هيفاء البنّا وعبير البشتاوي. يعاين الفيلم في (60 دقيقة) رحلة غير متوقعة بحثًا عن تربة يمكنها أن تحتضن شجرة زيتون. هو، بالتالي، بحث عن وطن، عن سرديات الناس حول الوطن، وعن تشارُك القصص والهويات والأحلام.
فعاليات اليوم الخامس 9 كانون الأول/ ديسمبر 2024، من الدورة 15 التي انطلقت الخميس الماضي تحت عنوان "العدالة لِشعوب جنوب العالم"، تُستهل في السادسة مساء على المسرح الرئيسي بالفيلم الروائي العراقي "سعادة عابرة" من إخراج سينا محمد. يتلمّس الفيلم في (67 دقيقة) كيف يحب الرجال زوجاتهم في القرى البعيدة الفقيرة المنسية، ويعاين لحظاتٍ تباغِتُنا فنكشفُ عن أرقّ مشاعرنا، وأصدق وفائنا لرفيقات دروبنا.
قاعة المعارض على موعد في السادسة والنصف مع إعادة عرض الفيلم الروائي الموريتاني "والدكِ على الأرجح" للمخرجيْن سيدي وطيّب طلبة. الفيلم يتناول في (28 دقيقة) خصوصيات المجتمع الموريتاني في امتداده العربي وثوابته الدينية، مركزًا على تفاصيل علاقة صامتة، ولكن عميقة، بين صبية ووالدها.
في المكان نفسه يعرض بعد الفيلم الموريتاني، الفيلم الروائي المصري القصير "ري-موت التلفزيون" للمخرجة سمر الهنداوي بحضورها. في (14 دقيقة) يرصد الفيلم لحظة تمرد شاب على المحتوى الوحيد الذي يعرضه تلفزيون مدينته قسريًّا.
من إيران، يعاد عرض الفيلم الروائي القصير "دموع شيرين المريرة"، الذي يلقي الضوء في سبع دقائق من إخراج أمين فلّاح، على معاناة صانعة أفلام وتمسّكها بخياراتها.
في سياق النوافذ التي يُشرعها كرامة هذا العام، يُعرض فيلمان سودانيان روائيان قصيران: "الست" من إخراج سوزانا ميرغني. يبحث الفيلم في (20 دقيقة) أحوال طفلة عمرها 15 عامًا في قرية تزرع القطن وتحصد الإصرار على عادات قديمة. الفيلم الروائي السوداني الثاني هو "حفنة تمر" من إخراج هاشم حسن. (15 دقيقة) من علاقة صبي بجدّه. عن طفولةٍ مثاليةٍ محروسةً بنيلٍ ونخلٍ، وعن أسرارٍ متواريةٍ خلف صورة الهناء.
في إطار النافذة المفتوحة على "كرامة بيروت" يُعرض الفيلم الروائي اللبناني القصير "خارج المعركة" من إخراج جعفر العسل عن صحفييْن وكاميراتٍ وحدودٍ نابضةٍ بين لبنان وفلسطين في (17 دقيقة).
وفي إطار النافذة المفتوحة على "كرامة فلسطين: مهرجان السجادة الحمراء لأفلام حقوق الإنسان/ غزّة"، يُعرض في المكان نفسه الفيلم الوثائقيّ القصير "وجوه التضامن: متظاهرو المملكة المتحدة من أجل فلسطين" من إخراج طه سيدر وإنتاج إنكلترا متلمّسًا في (19 دقيقة) حيثيات تفاعل مدن المملكة المتحدة مع ما يجري في غزّة وفلسطين، ومعاينًا موجة التضامن التي وصلت حرارتها لِمختلف الأنحاء، وتأثيراتها والنتائج المأمولة منها.
كما يُعرض في إطار نافذة فلسطين على المسرح الرئيسي في الثامنة مساء الفيلم الوثائقي الطويل "الحياة حلوة: رسالة إلى غزّة" للمخرج محمد الجبالي الذي سيحضر عرض فيلمه. ويتناول الفيلم في (93 دقيقة) قصة المخرج نفسه عندما لم يتمكن في العام 2014، وبعد مشاركة له في النرويج، العودة إلى غزّة، وبقي محاصرًا هناك في مدينة ترومسو النرويجية قرب القطب الشمالي، بسبب إغلاق سلطات الاحتلال معابر غزة جميعها. إنه الحصار الذي امتد وحرمه، حتى، من حضور العرض الأول لفيلمه "سيارة إسعاف" Ambulance (2016).
كما يُعرض على المسرح الدائري الفيلم الروائي الفلسطيني القصير "سأعود إليكِ" (برجعلِك بالعامية) من إخراج عديّ جوبة. ثماني دقائق هي مدة الفيلم كانت كافية ليقتنع العائد إلى فلسطين لتسوية مسألة أرض عالقة بين أسرته وأسرة قريبة لهم، أن قضية فلسطين عصية على النسيان، ما يدفعه لتغيير وجهات عودته.
إلى ذلك تُعرض على الدائري ابتداء من السابعة مساء، ودائمًا في إطار فعاليات اليوم الخامس، أفلام روائية قصيرة من البحرين والمغرب وتركيا وإيران والهند.
وفي الثامنة والنصف يُعرض في قاعة المعارض الفيلم الوثائقي الطويل "الخيط الذهبي" الهنديّ البنغاليّ الحكاية الأوروبي الإنتاج من إخراج الهندية نشتا جاين. يجوب الفيلم في (86 دقيقة) عوالم صناعة القنّب، ويغوص في رؤى التنمية المستدامة وصداقة البيئة، ويأخذنا في رحلة عبر الزمن عندما كانت ضفاف نهر هوغلي في كلكتا قبل 165 عامًا، منجمًا لِنبات الجوت (الشبيه بالملوخية في بلادنا) وخيوطه الذهبية.
فعاليات اليوم الخامس تُختتم في التاسعة مساء على المسرح الدائري بعرض الفيلم الروائي الأميركي الطويل "جاسوس عرضي" من إخراج أنتوني وينكي. يزيح الفيلم في (97 دقيقة) الستار عن تفاصيل واحدة من فضائح وكالة الاستخبارات المركزية التي يمكن أن تتخلى في أي لحظة عن عملائها، كما في حالة بليريم سكورو الذي زرعوه، كما تروي سردية الفيلم، في صفوف تنظيم القاعدة، ثم نسوه، أداروا الظهر له سيّان، رغم أنه خاطر بكل شيء لحماية أسرته، لتكون مكافأته خيانة قاسية مشينة من البلد الذي حاول الدفاع عنه!
وكانت فعاليات الدورة 15، تواصلت أمس السبت بعرض أفلام روائية ووثائقية طويلة وقصيرة، وإلقاء السينمائي السوري أحمد الحاج محاضرة "خارج الإطار".
يتعامل أحمد الحاج مع فكرته المعنونة بـ "خارج الإطار" بوصفها حقلًا منهجيًّا للتحرّر من الاستعمار، وفيها يسهب حول "تحرير المرئي من سطوة الإطار نحو خارجه"، أي، بمعنى آخر، "تحرير المرئي من مركزيّته"، مقتبسًا مقولات من مثل "أنا الرائي والمرئي" أو "أنا المُراقِبُ والمُراقَب"، داعيًا إلى "عدم الانغلاق على الذات". الحاج يرى في سياق محاججته حول "خارج الإطار" أن السينما التي تقترحها هذه الرؤية هي سينما السير/ ذاتية (أوتوبيوغرافي)، معرفًا السينما بأنها فنٌّ طيفيٌّ. وفيها يبحر حول التكرار المتغيّر إلى ما لا نهاية، وحول نظرية (الفريكتال) والكريستال، رائيًا أن من "يدافع عن الأنا يدافع عن كل الأنوات" مقتبسًا "لا شيء نسبي إلا الزمن وكل شيء مطلق إلا الزمن".
على المسرح الرئيسي عُرض الفيلم الروائي الفرنسي الطويل "فانون" الذي يعاين من إخراج جون كلود بارني في (96 دقيقة) السنوات الأخيرة من حياة الطبيب والمنظّر الثوري الفرنسي من أصل مارتينيكيّ فرانز فانون (1925-1961) صاحب كتاب "معذّبو الأرض"، الذي أقام في الجزائر منذ العام 1955، وحتى رحيله، حيث عيّنته الحكومة الجزائرية الوطنية قبل التحرير، وتحديدًا في العام 1960 سفيرًا لها في غانا.
مترافقًا مع موسيقى موغلة بالشغف الشرقيّ، يعاين الشريط أحوال الناس تحت الاحتلال، يسبر أغوار ما يتعرضون له من اختلال نفسيٍّ ووجدانيٍّ كنتيجة مباشرة لما يتعرضون له تحت حراب الغازي الذي يرى في السكان الأصليين حالة ما قبل بشرية، زارعًا الخوف في أرواحهم، سارقًا منهم بهجة أيامهم، متفننًا في أساليب قمعهم. نسمع أصوات أنين المرضى النفسيين (عمل فانون في الجزائر رئيسًا لقسم الأمراض العقلية والنفسية في مستشفى بليدة)، ونرى كيف يحرّر فانون عددًا منهم من الأغلال التي قيدوهم بها، ويصد عنهم إجراءات الهوان التي كانوا يرزحون تحتها، ويدفعهم لأن يتحركوا ويشيّدوا مداميك أمل.
بشكلٍ منهجيٍّ، جرّد المستعمر (بكسر الميم) المستعمر (بفتحها) من إنسانيّته، وهو ما عكف فانون على محاربته بقلمه وبانخراطه في صفوف المقاومة الجزائرية، ومن خلال آليات معالجته مرضاه، غير مبال بسرطان الدم الذي ظل ينخر جسده إلى أن رحل بعيدًا عن الجزائر فأوصى أن يدفن فيها وهذا ما نفّذه رفاقه الثوار حين أعادوه سرًا ملفوفًا بالعلم الجزائريّ إلى الجزائر ليدفن في المنطقة الحدودية بين الجزائر وتونس.