facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سورية حبيبتي .. فأين كرامتي وأين هويتي!


د. صبري ربيحات
07-12-2024 05:41 PM

الهوية العربية الإسلامية تتعرض لضربات في كل مكان، بالامس كانت في بغداد واليوم في دمشق ولم تنجو منها الاماكن المقدسة.
جميع العرب يتعاملون مع ما يحدث في سورية بطريقة آنية ترتبط بمصالح الانظمة السياسية اكثر من انها قضية قومية لها علاقة بالامة وهويتها ومستقبلها.

الفوضى المختلقة والمصنعة في غرف العمليات التي وجدت لاقتلاع الامة من جذورها يديمها أشخاص جرت تهيئتهم ليقودوا هذه المرحلة

ما يحدث اليوم لا يعدو كونه جزء من خطة طويلة بدأت بفلسطين وطالت العراق وليبيا وتلقي بحمولتها في سورية وستأتي على ما تبقى من دويلات وانظمة المنطقة واحدة تلو الاخرى.

في عالمنا العربي يرى زعماؤنا العروبة ويصفوها ويتحدثوا عن مصالحها كما يرى مجموعة من فاقدي البصر الفيل . فالبعض يعتقد ان الفيل الذي امامه الذيل والبعض يراه الأذن واخر يراه الخرطوم ولا يوجد بين زعامات هذه الامة من يراها بمنظور شامل واحلام شعوبها و لا بتاريخها التليد .

عكس ذلك كله هناك من يحمل معاول لهدم كل الأسس التي بنيت عليها الامة فبعد إبادة الفكر القومي بطلب صهيوني وتنفيذ أمريكي تخصص البعض اليوم لإلغاء كل ما هو ديني وانهمك في صناعة نماذج لتشويه صورة التدين كما فعلوا عندما خلقوا داعش وأخواتها.

لم اكن يوما معجبا بالاسد ولا بنظام حكمه لكني اخاف حد الرعب من كل هذه التيارات والحركات التي تثور حولنا وبيننا مثل البراكين تحت اسماء وشعارات وتمويل من الذين احترفوا خدمة الصهيونية وصحوا متأخرين ليقولوا لنا بلغة المال الاسود انهم سيصنعوا للمنطقة مستقبلا جديدا.

ما يحصل في سورية اليوم ومهما بدى براقا يخيفني ليس لانه أسوأ مما كانت عليه سورية بل لان الذي حصل يأتي بعد تصريحات نتانياهو بأنه سيصنع لنا شرق أوسط جديد وبعدما نامت نواطير الامة عن ثعالبها وبعدما فرغ الصهاينة والأمريكيين والغرب من ضرب لبنان وابادة غزة وشراء صمت الزعامات العربية بمباركة دكتاتورياتهم.

كل ما يحصل اليوم هو فصل جديد في خطة محكمة لاحداث بيئة مضطربة تتيح للصهاينة الدخول اليها واقتطاع اجزاء منها لخلق حزام أمني يجري تهويده في قادم الايام.

الفرح الذي يبديه بعض العرب بقرب انتهاء حكم عائلة الأسد محزن ليس لان الأسد كان حاكما عادلا ورعا بل لأن اللعبة انطلت على هؤلاء الذين ظنوا بان الشعب السوري أراد الحياة واستجاب لهم القدر .

عيوني اليوم تنظر إلى الذين يجلسون في غرف عمليات تصنيع الصراع والى الفرح الذي يعلو وجوههم وهم يرصدون سذاجتنا ونحن نستمع الى بيانات من تقاسموا الادوار في تمرين مخطط له لتقسيم سورية وضرب الامة والاجهاز عليها وعلى هويتها بعدما خرج الكثير ممن كانوا يعملون على خدمة هذه المخططات من وراء الكواليس ليصبحوا في الواجهة يجاهرون في العداء والتحدي دون ورع او خوف او خجل ...

ستنتهي سورية التي نعرفها وتسألنا الشام وسعيد عقل عن غضبتنا وعن التاريخ وبستان هشام الذي كان مركزا للكون يوم كان العرب عربا تملأ صدورهم العقيدة وعقولهم الحكمة ويوم كان مافي قلوبهم اهم مما في جيوبهم وخزائنهم....

الحب لك يا شام ومعذرة يا بصرى ويا حمص واعذرونا يا بني حمدان فلا تسألوني فانا لا اعرف شيئا عن مصير حلب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :