من المسؤول عن نتائج إختبارات التيمس والبرليس؟
د. محمد خالد العزام
07-12-2024 01:33 PM
جاءت نتائج اختبارات “بيرلس” و”تيمس” لتخبرنا أن طلبة المدارس في الأردن ، قد نجحوا في شيء واحد: هو احتلال المراتب الأخيرة عالميًا، وهذا مؤشر خطير يدل على أن وزارة التربية والتعليم تعقد الاجتماعات والمؤتمرات والندوات والورش التعليمية وغيرها من أجل تسليط الأضواء عليها بأنها تعمل وتبذل كافة الجهود من أجل رفع مستوى التعليم وخاصة في مادتي الرياضيات والعلوم، لكن هيهات لم تكن هناك نتائج مجدية دون أن يكون هناك اهتمام كبير للركيزة الأساسية للتعليم والقاعدة الأولى وهو المعلم إذ نجد أنه أثقل كاهله بالعديد من المتطلبات الورقية التي قد تحتاج إلى ساعات عمل بالإضافة إلى عمله داخل الغرف الصفية ناهيك عن تقليل عدد أيام العطل الرسمية وتقليصها من أجل الحصول على تعويض الفاقد التعليمي .
إضافة إلى ذلك أنفقت الدولة مئات الملايين على تحديث مناهج العلوم والرياضيات، وبعد أن أغرقنا المركز الوطني للمناهج بالتنظير حول تحديث مناهج العلوم والرياضيات تصدر نتائج الامتحان الدولي للبيرلس والتيمس لتخبرنا بأن طلبة المدارس في الأردن قد حصلوا على المراكز الأخيرة على مستوى دول العالم وإذ بقيت تلك السياسية ربما سننافس على المركز الأخير، بل ربما ما بعد الأخير ، وتلك النتائج تشير إلى أن مئات الملايين قد ذهبت في غياهب الجب والتي إعتقدنا بأنه سيكون لها أثر في تطوير قدرات الطلبة وإحداث تغيير إيجابي على مستوى التعليم الذي ينعكس بالضرورة على الاقتصاد الوطني.
ومما لا شك فيه أن الأردن قبل ما يقارب من عشرين عاما تقريبا كان يحصد المراكز الأولى على مستوى الشرق الأوسط والعالم العربي وكان من ضمن المستوى 35 دولة على مستوى العالم، ويعود ذلك لأن المناهج التي كانت تدرس آنذاك من تأليف وطني بامتياز بعيدا عن الاستعانة بالشركات الدولية التي تعتبر شريكا ماديًا واستراتيجيا دون تغيير إيجابي ملحوظ على مستوى الطلبة الأكاديمي والمعرفي.
النتائج التي صدرت في تلك الاختبارات خلال الأيام الماضية تشير وتظهر إلى أن هنالك تراجع كبير في ترتيب الأردن بحوالي 43 درجة عما كانت عليه الحال في عام 2019 .
والسؤال هنا، من المسؤول عن تلك النتائج المتدنية، وإنتاج تلك المناهج في الفترة الأخيرة التي أعلن فيها عن تغييرات كبيرة في مستوى الطلبة؟.