هل يدرك نتنياهو تغير الوضع الاقليمي ؟د. هايل ودعان الدعجة
04-06-2011 04:54 AM
الشيء الذي يجب ان يدركه ويستوعبه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في ظل التغيرات والتلونات السياسية التي تعصف بالاقليم ، وبالمنطقة العربية تحديدا هو ان الوضع الاقليمي العام قد تغير ، وان الاصوات الشعبية العربية التي تطلق من على منابر الاعتصامات والمسيرات الاحتجاجية مطالبة بالاصلاح والحرية وتحسين مستوى المعيشة ، وان كانت ذات طبيعة داخلية او محلية ، الا انها مرشحة في مرحلة لاحقة الى ان تأخذ مسارا اخر ذو طبيعة قومية عروبية يعنى بالانتصار للقضية الفلسطينية احقاقا للعدل وردا او رفعا للظلم الذي يمارسه الاحتلال الاسرائيلي ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني . فاذا كان هذا الاحتلال الغاشم في محطات سابقة قد شكل الحجة او الذريعة للانظمة السياسية العربية لتأجيل الاخذ بالخيار الديمقراطي وتطبيقه ، فان من المتوقع وعلى خلفية الاحداث والتقلبات السياسية التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن ان يكون الاحتلال نفسه هو الدافع نحو تكريس النهج الديمقراطي بآلياته وادواته بما هي انتخابات وحريات ومشاركة شعبية في رسم السياسات وصنع القرارات ، بما يعزز من شرعية هذه الانظمة ويجعلها قريبة من نبض الشارع وتطلعاته ومطالبه ، وفي مقدمة ذلك المطالبة بحل القضية الفلسطينية حلا عادلا وشاملا وفقا لقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام . الامر الذي يتوقع ان يلقى اذانا صاغية لدى الانظمة العربية الطامحة الى كسب ثقة شعوبها وتلافي الانزلاق في متاهات الاعتصامات الشعبية الغاضبة التي قد تكبدها خسائر سياسية فادحة . فقد ذكر كل من كريس باتن مفوض الاتحاد الاوروبي الاسبق للشؤون الخارجية وبروجيكت سنديكيت رئيس جامعة اكسفورد ، بان تقاعس اسرائيل في السنوات الاخيرة عن التفاوض بالقدر اللازم من الجدية والمسؤولية مع الفلسطينيين ؛ يعني انها سوف يكون لزاما عليها الآن ان تنظر مليا في خياراتها الدبلوماسية على خلفية العالم العربي الجديد ، حيث تصبح الحكومات ملزمة بالاصغاء بقدر اعظم من الاهتمام الى وجهات نظر مواطنيها فيما يتصل بقضية فلسطين.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة