الملك من واشنطن يدعو لدعم غزة وتهدئة الأوضاع في لبنان وسوريا
الدكتورة ميس حياصات
05-12-2024 01:57 PM
في زيارة حافلة باللقاءات السياسية الهامة، التقى جلالة الملك عبدالله الثاني في واشنطن بعدد من قيادات الكونغرس الأمريكي ورؤساء وأعضاء اللجان الرئيسية في مجلسي الشيوخ والنواب، حيث ناقش قضايا إقليمية بالغة الأهمية، مع التركيز على الوضع المأساوي في قطاع غزة والأزمات المستمرة في لبنان وسوريا.
في مستهل اللقاءات، شدد جلالة الملك على ضرورة اتخاذ تحرك دولي عاجل لمواجهة الكارثة الإنسانية في غزة، مؤكداً أن الوضع في القطاع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم وفي هذا السياق، دعا جلالته إلى تعزيز الاستجابة الإنسانية بشكل فوري، مع الضغط على إسرائيل لضمان دخول المساعدات الإغاثية والطبية بشكل كافٍ ومستدام، ولفت الملك إلى أن الأزمة الإنسانية في غزة لا يمكن أن تُحل إلا بتضافر الجهود الدولية، وأنه لا بد من توفير الدعم العاجل للسكان الذين يعانون من نقصٍ حاد في الاحتياجات الأساسية.
كما أعاد جلالة الملك التأكيد على أهمية التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، محذراً من أن استمرار التصعيد العسكري سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية ويزيد من تعقيد الوضع السياسي في المنطقة، وأشار إلى ضرورة التحرك لتحقيق أفق سياسي يفضي إلى سلام عادل وشامل قائم على حل الدولتين، بما يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة ويحقق استقراره، وبيّن جلالته أن الفشل في وقف الحرب سيؤدي إلى توسع الصراع في المنطقة، وهو ما سيؤثر سلباً على الأمن الإقليمي والدولي.
على صعيد آخر، تناول الملك عبدالله الثاني الأوضاع في لبنان وسوريا، مشدداً على ضرورة العمل لضمان تهدئة الأوضاع في لبنان ومنع انتقال العنف إلى أراضيه، وأكد جلالته أن أي تصعيد في لبنان سيؤثر بشكل مباشر على استقرار المنطقة بأسرها، كما شدد على رفض الأردن لأي محاولات تمس أمن سوريا ووحدتها، مشيراً إلى أن المنطقة لا تحتمل المزيد من الصراعات التي قد تؤدي إلى تفشي الفوضى وتدمير المزيد من البنى التحتية للدول الشقيقة.
أما فيما يتعلق بالوضع الفلسطيني، فقد أبدى جلالة الملك عبدالله الثاني رفضه القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية أو غزة، معتبراً أن هذا الأمر يشكل انتهاكاً لحقوق الشعب الفلسطيني، كما أدان جلالته العنف المستمر الذي يمارسه المستوطنون المتطرفون ضد الفلسطينيين، مؤكداً أن الانتهاكات بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس يجب أن تتوقف فوراً، وبيّن أن هذه الممارسات تزيد من حدة التوترات وتؤثر سلباً على فرص تحقيق السلام في المنطقة.
وفيما يتعلق بوضع وكالة الأونروا، التي تقدم خدماتها الحيوية للفلسطينيين في غزة، حذر الملك من تبعات قرار منعها من ممارسة أعمالها، معتبراً أن الأونروا تعد شريان الحياة لما يقرب من مليوني فلسطيني في غزة، وأكد أن المجتمع الدولي يجب أن يستمر في دعم الأونروا بشكل مستدام لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية في مجالات التعليم والصحة والإغاثة.
واختتم جلالة الملك اللقاءات مع القيادات الأمريكية بالتأكيد على أهمية دور الولايات المتحدة في دعم جهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وأعرب جلالته عن أمله في أن تسهم هذه اللقاءات في تعزيز التعاون الدولي لتحقيق سلام عادل وشامل ينهي معاناة الفلسطينيين ويوفر الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكداً أن المملكة الأردنية الهاشمية ستظل ثابتة في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وتسعى إلى التوصل إلى حل سياسي دائم يعزز السلام الإقليمي.