facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حين تتيه الأمة .. بين القِيَّم والقِمم .. هل ندرك الطريق؟!


محمود الدباس - ابو الليث
05-12-2024 11:56 AM

حين نتأمل واقع الأمة العربية بعمق.. بعيداً عن الشعارات.. نجد أن الأزمة الحقيقية ليست في قلة الموارد.. أو كثرة الأعداء.. بل في غياب العقول التي تصوغ هذه الموارد في منظومة إنتاج ونهضة.. فالأمم التي نهضت.. لم تكن دائماً الأغنى.. أو الأقوى.. لكنها كانت الأقدر على توظيف عقولها لبناء إرادة جماعية.. تسير وفق رؤية واضحة.. بينما نحن نعيش حالة انفصال بين الفكر والعمل.. وبين القيم والمصالح.. فكثيراً ما تُبدد الطاقات في نزاعات داخلية.. أو انقياد وراء شعارات جوفاء.. لا تقدم حلولاً ولا تصنع مستقبلاً.

أما الأخلاق.. فهي جذور الأزمة وليست مظاهرها فقط.. فقد تحولت المصلحة الفردية إلى معيار أساسي.. وطُغيت الأهواء الشخصية على المصلحة العامة.. مما أضعف الإرادة الجماعية.. وأدى إلى سوء استخدامها.. أو تسخيرها لخدمة مصالح ضيقة.

إن ضعف الأمة لا يكمن في قوت أعدائها.. بل في الفراغ الذي نتركه ليستغله الآخرون.. وبالمقابل.. نهضت الأمم الأخرى حينما جعلت الأخلاق ركائز للإرادة.. وربطت بين العقول والقلوب.. لصياغة مشروع نهضة لا يُختزل في الفرد.. بل يشمل الجميع.

لقد شهد التاريخ أمماً ودولاً.. وصلت إلى مراحل أسوأ مما نحن عليه اليوم.. لكن إرادة التغيير الجاد.. انتشلتها من القاع إلى القمم.. خذ ألمانيا واليابان على سبيل المثال.. بعد أن دُمرت بنيتهما التحتية بالكامل في الحرب العالمية الثانية.. استطاعتا النهوض.. ليس فقط من خلال إعادة الإعمار.. بل عبر بناء الإنسان أولاً.. ركزت ألمانيا على التعليم والتكنولوجيا والصناعات التحويلية.. وجعلت الجودة شعاراً وطنياً.. أما اليابان.. فقد ارتكزت على قيم العمل الجماعي والانضباط.. واستثمرت في تطوير التعليم والثقافة المؤسسية.. والتي تدمج الإبداع مع الإخلاص.. لم يكن النهوض مجرد مصادفة.. بل مشروعاً متكاملاً.. يجمع بين وضوح الرؤية.. واستثمار العقول.. وبناء الثقة بين القيادة والشعب.

وعلينا الإيمان.. بأن النهوض من هذا الواقع.. يبدأ بإعادة بناء منظومة القيم على أسس توازن بين الأصالة والمعاصرة.. فلا يمكن أن نركن إلى الماضي.. ونغفل عن متطلبات الحاضر.. ولا أن ننساق وراء الحاضر.. وننسى جذورنا الراسخة.

الحل يكمن في إطلاق ثورة فكرية.. تقودها عقول مبدعة.. تعيد صياغة الأولويات.. وتوجه الموارد نحو التنمية الشاملة.. بعيداً عن هدر الطاقات.. أو خضوعها لمصالح آنية.

كذلك.. يجب أن تُغرس الأخلاق كمبادئ عملية في كل مجالات الحياة.. من السياسة إلى الاقتصاد والتعليم.. مع استثمار الإرادة الشعبية.. في مشاريع وطنية حقيقية.. تربط بين الفكرة والتنفيذ.. وبين الطموح والواقع.. فالنهضة ليست حلماً بعيداً.. لكنها مشروع.. يبدأ بخطوات جادة.. يقودها وعي متجدد.. وإرادة لا تعرف التراجع.

فهل سنظل نبحث عن الأعذار.. أم نبدأ اليوم بإشعال شرارة النهضة؟!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :