النفوذ الروسي والصيني في الإقليم
المحامي معاذ وليد ابو دلو
05-12-2024 10:33 AM
بعد مضي أكثر من أربعة عشر شهراً على المعارك الدائرة في مدينة غزة تلك البقعة الجغرافية التي لا تتجاوز مساحتها مساحة قرية من إحدى قرى روسيا أو الصين، وراح ضحيتها أكثر من 44 ألف شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ وما يتجاوز 150 ألف جريح ومفقود، ونزوح الآلاف، وجوع الشجر والإنسان، لم نشاهد موقفاً حازماً تجاه ما يحصل من جرائم الإبادة الجماعية والتنكيل والخرق الواضح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني على الفلسطينيين، سواءً من روسيا الاتحادية وريثة الاتحاد السوفييتي الذي سيطر على سُدس مساحة الكرة الأرضية في فترة من الفترات أو الصين التي تُعدّ الدولة الأكثر سكاناً بالعالم إلى ما قبل هذا العام، وهما من الدول الأعضاء في مجلس الأمن ومن الدول الخمسة دائمة العضوية وهما أيضاً الحليفتان الكبيرتان القويتان.
من الواضح خلال هذا العام أن الحراك الدبلوماسي والسياسي الروسي والصيني تجاه الأحداث في فلسطين ومن ثم لبنان، كان بارداً، كما لم نسمع بتصريحات تؤكد ضرورة وقف الأعمال العسكرية دون نشاط وتحرك يضغط في سبيل وقف النزيف الحاصل هناك، بالإضافة لأي حراك وردة فعل أقلها دبلوماسية تجاه ما يحدث من ضرب وتكسير عظم لإحدى الأذرع الحليفة لها خاصة طهران أو دمشق وحتى حزب الله.
للأسف، يظهر بل ويتضح للجميع بأن العالم مقسم كالكعكة ما بين الدول العظمى أو ما تسمى في المنظومة الدولية المنبثقة عنها منظمة الأمم المتحدة وميثاقها الذي ينتهك جهاراً نهاراً يومياً والتي لم يعُد كثيرون يؤمنون بصدقيتها وأهدافها بعد ما شاهدوه من ضرب إسرائيل لقراراتها السياسية الصادرة عن مجلس الأمن والقضائية الصادرة عن أعلى هيئة قضائية دولية هي محكمة العدل الدولية بعرض الحائط وعدم احترامها، لا بل والتقليل من شأن هذه المنظمة التي يتوجب عليها فرض السلم والأمن الدوليين، بالإضافة إلى عدم احترام وتقدير أمينها العام ومنعها من زيارة الأراضي المحتلة.
رغم الحساسية التي تظهر في بعض الأوقات في ما بين هذه الدول المسيطرة على السياسة العالمية وعلى ملفات معينة ومن خلال حالة البرود التي تظهر في علاقاتهم، إلا أن الإنسان البسيط أحياناً في أي دولة من دول العالم المغلوب على أمرها، أصبح يجزم بأنهم متفقون على تقسيم العالم وفق مصالحهم؛ فكل دولة تعرف ما لها وما عليها خلال الأزمات الدولية وما يتوجب عليها فعله وحصاده خلال أو بعد انتهاء الأزمة، وكلهم يتفقون ويعملون على أن يكون هناك دعم بالعلن ودعم مطلق لإسرائيل وبالخفاء.
"الغد"