البنّ يمني والقهوة تركية .. مذاق يطول أثره 40 عاما
05-12-2024 10:22 AM
عمون - البن يمني الأصل، والقهوة تركية النكهة، مذاقها يدوم في الذاكرة لعقود طويلة. اليمنيون، على مدى أجيال، أتقنوا زراعة أجود أنواع البن الذي وجد طريقه إلى الدولة العثمانية في القرن السادس عشر، في عهد السلطان سليمان القانوني. هناك، أبدع طهاة البلاط العثماني في تطوير طرق خاصة لتحضير القهوة، لتولد بذلك القهوة التركية المعطرة، التي كانت في البداية مشروبًا حصريًا للسلاطين وقصورهم، قبل أن تنتشر بين عامة الناس وتغزو كل أرجاء الإمبراطورية.
بحلول القرن السادس عشر، بدأت المقاهي بالظهور في إسطنبول، حيث تجمع الأصدقاء حول فناجين القهوة لتبادل الأحاديث. أصبحت إسطنبول، التي كانت مركزًا للتجارة والثقافة، نقطة انطلاق للقهوة التركية نحو أوروبا والعالم. الدبلوماسيون والتجار نقلوا حبوب البن اليمني وطرق تحضير القهوة التركية إلى بلدانهم، لتصبح رمزًا للضيافة وتقاليدها.
ما يميز القهوة التركية هو طريقتها التقليدية في التحضير التي لم تتغير منذ قرون. تُعد بتخمير البن المطحون ناعمًا مع الماء البارد في إناء خاص، ثم تُغلى حتى تتكون رغوة تُصب في الفناجين كطبقة مخملية. تقدم القهوة التركية مع الماء وقطعة من الحلويات، لتصبح تجربة تجمع بين الطعم والعطر والسحر.
القهوة التركية ليست مجرد مشروب صباحي، بل رمز للكرم والتواصل الإنساني. هذا الاهتمام تجسد في عام 2013 عندما أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، وأصبح الخامس من ديسمبر يومًا عالميًا لها. وفي الثقافة التركية، يقال: "فنجان قهوة يُشرب معًا، يترك أثرًا في القلب يدوم 40 عامًا"، ما يعكس عمق ارتباط هذا المشروب بالذكريات والعلاقات الإنسانية.
"وكالات"