تهديد ترامب للشرق الاوسط .. هل يشمل اسرائيل!
كمال زكارنة
05-12-2024 10:04 AM
كيف يمكن تفسير تهديد الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب ،الذي يعد الساعات للعودة الى البيت الابيض،الموجه بهذا العنف المباشر للمسؤولين في الشرق الاوسط، وتحويل المنظقة الى جحيم ،ذا لم يطلق سراح ما اسماهم بالرهائن ،لدى المقاومة الفلسطينية في غزة ،قبل العشرين من الشهر المقبل موعد اداءه القسم وتسلم سلطاته الدستورية الرئاسية للولايات المتحدة الامريكية.
وهذا ما قاله ترامب حرفيا .."سيتم دفع ثمن باهظ في الشرق الأوسط" إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة قبل أن يقسم اليمين كرئيس في 20 يناير/ كانون الأول 2025.
وأضاف ترامب، ، على منصته "تروث سوشال": "يتحدث الجميع عن الرهائن المحتجزين بعنف شديد وبطريقة غير إنسانية وضد إرادة العالم أجمع في الشرق الأوسط لكن كل هذا مجرد كلام ولا يوجد عمل".
وتابع: "إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل 20 يناير 2025، وهو التاريخ الذي أتولى فيه بفخر منصبي كرئيس للولايات المتحدة، فسيكون هناك جحيما سيدفع في الشرق الأوسط ثمنه الباهظ، وأولئك المسؤولين الذين ارتكبوا هذه الفظائع ضد الإنسانية".
وذكر: "سيتعرض المسؤولون عن ذلك لضربة أقوى من أي ضربة أخرى تعرض لها أي شخص في التاريخ الطويل والحافل للولايات المتحدة الأمريكية، أطلقوا سراح الرهائن الآن".
هذا التهديد غير المعهود من رئيس الدولة الاقوى في العالم ،سوف يكون مقبولا ومرحبا به من دول الشرق الاوسط ،اذا كان مسؤولا وعادلا وحريصا على حياة وارواح جميع البشر في المنطقة ،ويوازن ويساوي بين الجميع ،ولا ينحاز لطرف او يستثني دولة بعينها،وليس موجها بشكل انتقائي ،ويهدف الى انقاذ عشرات الارواح، وحرق ملايين اخرين.
هؤلاء اسرى صحيح، تم اسرهم خلال معركة مسلحة وضارية ،بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال،وبهذه المناسبة ،لا بد من تذكير الرئيس ترامب، ان اكثر من خمسة عشر الف فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال،وعشرات الجثامين لشهداء فلسطينيين تسجى منذ سنوات واشهر محتجزة في ثلاجات الموتى الاسرائيلية، ومئات الشهداء الفلسطينيين مدفونين تحت الارض، في مقابر الارقام الاسرائيلية في اماكن مجهولة ،وللتذكير اكثر لسيادة الرئيس ترامب ،فقد قتلت اسرائيل 45 الف فلسطيني في قطاع غزة وجرحت 106 الف حتى الان،منهم سبعين الف معاق، وهناك حوالي خمسة عشر الف مفقود تحت الانقاض ،الى جانب تسوية قطاع غزة بالارض ، اضافة الى الجرائم الهائلة التي يرتكبها جيش الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.
اذا كان ترامب لا يريد ان يسمع او يستمع الى الفلسطينيين والعرب عن جرائم الاحتلال ،ويصم آذانه عند الحديث عن حل الدولتين ،ويفضل استخدام منطق القوة والقتل وعودة الاستعمار، والعمل على اذلال دول وشعوب الشرق الاوسط ،والتعامل معها على انها مصادر للمال والثروات للنهب ،فان هذا يعتبر اعلان حرب على المنطقة ،وخاصة اذا استمرت سياسة امريكا في تبني الرواية الاسرائيلية فقط ،وعدم الاستماع للرواية الفلسطينية والعربية.
عندما تريد الادارة الامريكية الهدوء والسلام في الشرق الاوسط ،على اساس من العدالة واعادة الحقوق الى اصحابها،فانها تستطيع ان تحقق ذلك خلال ساعات ،اذا كان لديها نوايا صادقة ،وما اتفاق وقف اطلاق النار على الجبهة اللبنانبة الاسرائيلية ببعيد،ومؤشرات قرب التوصل الى اتفاق مماثل في قطاع غزة ايضا،استجابة لدعوات ترامب وهو خارج البيت الابيض،الامر الذي يعني ان كل مفاتيح الحل للصراع العربي الاسرائيلي والفلسطيني الاسرائيلي في جيب ترامب حاليا ،وخلال السنوات الاربع القادمة.
القرار الحاسم لانهاء لصراع في الشرق الاوسط ،يصدر فقط من البيت الابيض ،اما دول العالم الاخرى فانها تستطيع ان تساعد وتشارك وتدفع نحو صياغة ذلك القرار.
اذا كان ترامب لا يرى ولا يسمع عن الابادة الجماعية التي تمارسها اسرائيل في قطاع غزة منذ اربعة عشر شهرا متواصلة،عليه ان يستعين بمعلومات عنها من دول ومصادر محايدة يثق بها ويصدقها ،قبل ان يعلن مواقفه المسبقة ،لكن اذا كان لا يرى غير اسرائيل في الشرق الاوسط ،فتلك حكاية اخرى ،من شأنها صب الزيت على النار وتسريع الانفجار الشامل في المنطقة.
لغة القوة والحسم لانهاء الصراع في الشرق الاوسط مطلوبة ،في ظل فشل الحلول السياسية ،بشرط ان يكون الجميع تحت المسطرة ،بما فيهم اسرائيل ،التي يجب ان تدفع الثمن كغيرها من الدول ،دون ذلك فان الجحيم سوف يحرق الجميع.