تشرفت بالعمل في العديد من الجامعات العربية وكانت لي تجارب مع إدارة هذة الجامعات بعضها إيجابي وبعضها الاخر سلبي .

وبعد ان استقر بي المقام في الأردن تشرفت بالعمل في جامعة عمان العربية والتقيت بالأستاذ الدكتور محمد الوديان رئيس جامعة عمان العربية وحتى لا يفهم ما سأقوله انه محض نفاق فأنا لا اعرف الرجل من سابق ولا تربطني به علاقة من قريب او بعيد لكن اجتماعا لكلية القانون مع عطوفة الاستاذ الدكتور محمد الوديان التي أتشرف بالانضمام لها كان كافيا للحكم على سياسته الإدارية وتحليل استراتيجيته في التواصل مع أعضاء هيئة التدريس وفهم منهجه في الحوكمة الرشيدة .

فهذا الرجل يختلف عمن تعاملت معهم فهو يعطي لعضو هيئة التدريس قيمته واحترامه ويظهره كانه الرقم الصعب في العملية الأكاديمية وان نجاح المنظومة التعليمية تقوم اولاً على عضوٍ هيئة التدريس فإذا دعمناه نجحت العملية التعليمية ونجح معها الطالب وارتفع تحصيله العلمي والأكاديمي وأصبح قادرا على خدمة مجتمعه ورفع من سوية البيئة الأكاديمية، بل ان عطوفة الدكتور محمد الوديان يرتكز في منهجه الإداري على التسلسل الإداري وتوزيع الأدوار والبعد عن المركزية والنئي بادارته عن سفاسف الأمور وتوافها والوقوف على ما يفيد الطالب والجامعة والعملية التعليمية برمتها مؤمنا بسياسة الباب المفتوح والوقوف على مسافة واحدة من الجميع .

اشكر الاستاذ الدكتور محمد الوديان على لقائه مع كليتنا والذي جعلني اعرفه عن قرب وافهم ما يدور في عقله من استراتيجية أكاديمية وإدارية تتوافق واعرق الديمقراطيات الاكاديمية في الجامعات العالمية .

ولعل هذة الرؤية عن العمل الاكاديمي وادارة الجامعات تؤكد أنها تنبثق من منهج الهاشمين العميق لمكانة التعليم ودوره في رفاه المجتمع الأردني
حما الله الأردن، ونتمنى ان نرى هذه التجربة الادارية المتميزة وهي تستقر في الجامعات العربية .

والله من وراء القصد..

* أ.د ايناس الخالدي/ قاضي سابق.