نسوان: من إرضاع الشوفير إلى الاستشهادية الثمانينية والتظاهر سرا!
حلمي الأسمر
03-06-2011 03:48 AM
نقلت صحيفة غلف نيوز عن الصحافية السعودية أمل زاهد قولها انه سيتم إطلاق الحملة تحت شعار «إما أن تسمحوا لنا بقيادة السيارات أو سنرضع الأجانب» والحملة المقصودة انطلقت عبر اليوتيوب والفيسبوك وتويتر، لتشجيع النساء على الجلوس خلف مقود السيارة في السعودية، إذ قامت المئات من النساء بالتوقيع للمشاركة في هذه الحملة، التي ستنطلق في السابع عشر من هذا الشهر، أمل قالت، أن قرارهن يتبع فتوى أطلقها عالم دين سعودي بارز وتقول انه بإمكان النساء السعوديات إرضاع سائقيهن الأجانب من اجل تحويلهم إلى أبناء لهن بالرضاعة، مضيفة ان كل أسرة سعودية بحاجة إلى سائق، وحملتنا ستركز على حق المرأة في قيادة السيارة .
قيادة المرأة للسيارة التي شغلت المجتمع السعودي كثيرا جدا، لا يوجد ما يحرمها في الإسلام، وفي الأصل.. لا علاقة للدين بها، وفق ما قال أكثر من عالم دين، لكنها متعلقة بعادات وتقاليد المجتمع، أكثر من أي شيء آخر!.
هذا هو النوع الأول من النسوان، الذي نتعرف عليه في هذه العجالة، أما النوع الثاني فقد ورد في سياق قصة قصيرة مؤثرة جدا، رواها لي قادم للتو من ليبيا، ومن مصراته تحديدا، التي تعرضت لحصار كتائب القذافي دام تسعين يوما، حفل بالعديد من قصص البطولة والنذالة في آن واحد، بطولة أهل مصراته، ونذالة كتائب العقيد، فقد اعتادت هذه الكتائب إبان سيطرتها على المدينة على التنكيل برجال ونساء المدينة على نحو سادي، حيث كانت تفرض على الرجال الخروج يوميا منذ الصباح حتى المساء، للضرب على الدف والطبلة للغناء والتسرية عن جنود القذافي، فيما فرض على النساء أن يطبخن يوميا لهم ما لذ وطاب، وقد شق على سيدة تبلغ من العمر ثمانين عاما أن ترى هذا المشهد اليومي، فطلبت من الثوار «تفخيخها» وفجرت نفسها في عملية استشهادية قتلت فيها أكثر من عشرة من كتائب القذافي، ودمرت دبابة وارتقت إلى بارئها استشهادية سيتحدث التاريخ عنها وعن كثير من القصص البطولية، حينما ينجلي غبار المعارك في ليبيا!.
أما النوع الثالث من النسوان، فهو في بر الشام، فقد شاهدت قبل يومين مقطعا مصورا لتظاهرة نسائية من نوع خاص جدا، وفي قلب دمشق، كانت تظاهرة سرية احتجاجية صامتة، احتجاجا على مقتل وتعذيب الطفل حمزة الخطيب، ولكنها ليست كباقي التظاهرات، فقد تفتق ذهن عدد كبير من النسوة عن طريقة احتجاج مؤثرة جدا،تجنبهن التعرض لبطش «شبيحة» كتائب بشار، فآثرن أن يتظاهرن في بيت شامي مغلق، حيث حملن لافتات ثورية غطت وجوههن، وأوقدن الشموع حزنا على حمزة، وصورن نشاطهن وبثثته على اليوتيوب، في فكرة عبقرية للتعبير عن الذات، وإعلان الاحتجاج، والمشاركة بالثورة وفق صيغة «أضعف الإيمان»!!.
قصص الثورة والثوار والثائرات، في اليمن وليبيا وسوريا ومصر وتونس، هذه القصص لا تنتهي، وهي تستحق أن تسجل وتروى للأجيال، ولكن يبقى أن نقول، أن كثيرا من «نسوان» العرب لا تقل رجولة عن كثير من الذكور، كما أن بعضا من هؤلاء الذكور لا يقلون أنوثة عن كثير من النسوان!.
hilmias@gmail.cim
(الدستور)