الفساد والافساد أم الجهاد والعتاد
د. عبدالله فلاح الهزاع الدعجة
04-12-2024 12:58 PM
يقول الله تعالى : ( و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) .
في تاريخ ١٨ / ١ / ٢٠١٨ ، أي في الحكومة المئة منذ إعلان استقلال إمارة شرق الأردن ، كتبت مقال في موقع عمون الإخباري بعنوان " توجيهات جلالة الملك بالإسراع في إصلاح القطاع العام " وقد أوضح المقال فكر الدولة المتعلق بالادارة العامة قبل مخرجات لجان التحديث و القوانين المستجدة وتشكيل هيئة الخدمة و الإدارة العامة .
وعند الرجوع للمقال أعلاه و بعد سبعة أعوام على كتابته، نجد تراجع مهول و خطير في كافة الجوانب و هذا يعيق تطور الإدارة العامة التي كانت سباقة و يشار لها بالبنان في مرحلة تميزت بالإداريين الأردنيين موضع الثقة و الاحترام إقليما و عالميا و هذا التراجع المهول يعيق تطور الدولة الأردنية التي للجميع المصلحة في قوتها و تفوقها على كافة المستويات محليا و إقليميا و عالميا ، لا سيما في مرحلة يحتاج الاردن بها لجميع موارده البشرية والمادية ليحسن توظيفها بعد تعاظم أعدائه و قلة أصدقائه و حلفائه اليوم .
واذا بقي الأمر على ما هو عليه من مظاهر الفساد الإداري الأكثر خطرا و فتكا لأنه يصعب تشخيصه في كثير من الحالات ، و التي يصعب حصرها في مقال لكن أذكر منها بعجالة المحاصصة و تدمير المرؤوس بدلا من استثماره للمؤسسة و ليس للرئيس و غياب المقدرة على تحقيق العادلة و المساواة ، و سوء تطبيق سياسات الاحلال و التعاقب الوظيفي و تعظيم المكاسب الشخصية لكبار المسؤولين على حساب مصلحة العامة من موظفين و مواطنين قضوا أعمارهم بالوظيفة العامة و لهم الحق في نيل استحقاقاتهم قبل احالتهم على التقاعد أسوة بمن سبقهم و قد حرموا منها بظلم تاريخي يبرره المسؤولون من غير مسوغ قانوني الإ استفادتهم من الوضع القائم ، و الابقاء على الفاسدين المفسدين و محاربة الكفاءات المخلصة ، فإن ذلك عين الاجحاف و الظلم في حق جيوش جرارة من الموظفين العامين في كافة الوزارات و المؤسسات و الهيئات العامة ، و قد تعهد الكثير بتنفيذ أمر جلالة الملك المعظم بكسر ظهر الفساد و تنفيذ الثورة البيضاء الإ أن الحالة في تراجع أعظم و الواقع دليل على كل ما جرى و يجري و سيجري .
الحكم المطلق فساد مطلق و الديمقراطية لا يمكن أن تطبق الا بوجود ديمقراطيين و سيادة القانون التي يتغنوا بها و بهيبة الدولة تحتاج الرجال الرجال اللذين ذكرهم الراحل العظيم الملك الباني الحسين بن طلال رحمه الله و يذكرهم جلالة الملك المعزز أبو الحسين حفظه الله ، والذين تكبر بهم البلاد و العباد كما هزاع و وصفي و حابس و معروف و الأردنيات يلدن الأكثر و الأقوى و الأعلم لكنهم يحاربوا في كل المجالات و المحافل و مراكز العمل و العطاء و الفداء في زمن تبدلت به كل المقاييس و المعايير و المصالح .
في الختام سيبقى الأردن و رجاله الأقحاح قابضين على جمر الصلاح و الإصلاح مناضلين مجاهدين للرفعة و التقدم مدافعين عنه بالعتاد كافة وبالجهاد كافة و لا يعتبرونه لقمة سائغة لتحسين أوضاعهم المعيشية والعائلية بل يعتبرونه منحة إلهية لتبيان معادن الرجال الرجال بقيادة نبوية شريفة .
يقول الله تعالي : ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) .
والله من وراء القصد وهو العليم الخبير .