لا يُمكن متابعة ما يحدث في الشقيقة سوريا على محمل الوضع الطبيعي، فأن تقف الحرب على الأشقاء في لبنان، وبعدها بساعات وكأنّ «منبّها للوقت» ضبط ساعاته على بدء الحرب على سوريا، فلم يمض ساعات على الإعلان عن وقف الحرب على لبنان أو كما رغب نتنياهو بوصفها بوقف إطلاق النار، مما يبقي كل الاحتمالات مفتوحة، إلاّ وبدأت الحرب على الأشقاء في سوريا تحديدا في محافظتي حلب وإدلب، وكأن أحدهم يروي لنا رواية خيالية بعيدة كل البُعد عن الواقع!!.
للأسف هو واقع يُراد به ألا تعيش المنطقة بسلام، ولو بحدّه الأدنى، أياد خطيرة تعبث بأمن واستقرار المنطقة، وراحة شعوبها، وسلامة أراضيها، وفي واقع الحال هذه الأيادي باتت معروفة لكنها تنمو كما وتتشعب نموا سرطانيا، كلما تم قطعها والسيطرة عليها في مكان، تعود لتبث سمومها في مكان آخر، وما تشهده الأراضي السورية اليوم أكبر دليل على ذلك، أياد تريد الهلاك والدمار للمنطقة، لأهداف خطيرة وارهابية.
ما حدث في سوريا منذ لحظته الأولى، يفرض سؤالا بأنه لماذا سوريا الآن؟، فإن اختلفت المسمّيات للجماعات التي أطلقت فتيل الأزمة، فإنها تلتقي عند نقطة واحدة بأن ما يحدث في سوريا هو إرهاب، ومهما تعددت الأسباب التي تقف خلف هذا الإرهاب هو تهديد لأمن واستقرار الشقيقة سوريا، وبطبيعة الحال في ذلك أيضا ضرب بأمن واستقرار المنطقة، ومنعها من التقدّم ولو بخطى سلحفائية نحو الأمام، كونه مجهولا، ومحفوفا بالحذر، لكن حتى هذا التقدّم على وقع ما يحدث بات ممنوعا، فهذه الجماعات الإرهابية تشكّل خطرا حقيقيا على سوريا، ما يفرض جهودا مكثفة لتحقيق الأمن والاستقرار لسوريا ووقف المضي بحرب سيكون لها تبعات ستزيد من تأزيم ظروف المنطقة وليس فقط سوريا.
الأردن ومنذ اللحظات الأولى، أكد تضامنه مع الشقيقة سوريا، ووقوفه إلى جانبها، ووحدة أراضيها، وسيادتها، واستقرارها، وسلامة مواطنيها، ورفض كل ما يهدد أمنها واستقرارها، موقف جاهر به الأردن، بشكل حاسم، بتأكيده كذلك على أنه يتابع التطورات في سوريا بقلق، وعليه فإن القادم يجب أن يحسم الوضع القائم في سوريا، ويضمن وقفا نهائيا للحرب، وقطع أذرع من يهدد أمنها واستقرارها، فمهما طالت مرحلة قطع الأذرع حتما سيتم الوصول للرأس ممن يحملون اسم معارضة، وكما أسلفت أيّا كانت المسميات فالهدف واحد وواضح.
المنطقة على موعد مع مفاجآت غير سارة في ظل ما يحدث خلال المرحلة الحالية، وحتى لا تكون هذه المواعيد قيد الانتظار المقلق، يجب أن يتم تكثيف الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ينهي كل تبعاتها ويعيد لسوريا أمنها واستقرارها، ويحفظ سيادتها، ويخلصها من الإرهاب، كما هو الموقف الأردني الذي أعلنه بشكل واضح، وأبلغه لسوريا الشقيقة، ولم يقف عند إبلاغ سوريا بذلك، إنما اتفق نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، ووزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية الشقيقة بسام الصباغ، على استمرار التواصل حول كل الجهود المستهدفة تحقيق الأمن والاستقرار.
ما يحدث على الأراضي السورية يفتح العين على ضرورة السعي بكافة الاتجاهات لحل سياسي للأزمة السورية، ويخلصها من الإرهاب، إذ يبدو واضحا أن اللون الأحمر هو اللون الذي يريده الإرهابيون ليكون سائدا في هذه المرحلة، بجدول زمني وتنفيذي خطير، يحتاج كما أكد الأردن تكثيف الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يخلصها من الإرهاب، ويحفظ أمنها وسيادتها، قبل أن تكبر كرة الثلج لأزمات المنطقة، يجب النظر لما يحدث أيضا كما أكد الأردن بقلق، والقلق سيوجد تكثيف الجهود وسرعتها لحلول حقيقية، تحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها وسلامة مواطنيها، وكما أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أمس في حديثه الهاتفي مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا جير بيدرسون يهيئ ظروف العودة الطوعية للاجئين، فحل الأزمة السورية ضرورة.
الدستور