قرغيزستان نموذج فريد في تحقيق السلام والوئام بين الأديان
عبد الحميد الكبي
03-12-2024 09:46 PM
تتميز الجمهورية القيرغيزية قرغيزستان بالتعددية العرقية والثقافية والدينية والتعايش السلمي، وتُعد هذه المِيزة الفريدة التي تسود المجتمع القيرغيزي الواحد والمتحد والموحّد.
حيث يتميز شعب قرغيزستان بمرونتهم، انفتاحهم وتعايشهم السلمي وطيبتهم وأخلاقهم الطيبة، وذلك منذ كانوا محورًا من محاور الحضاراتِ التي نشأت على طريق الحرير حيث القوافل التجارية تتطلب من السكان أن يعيشوا وفق القيم الأصيلة.
يعيش أبناء الوطن الواحد في قرغيزستان بكافه أطيافه ودياناته في ظل دستور ينص صراحة على علمانية البلاد، وبمساواة جميع الأديان والمواطنين أمام القانون.
وبالرغم من كل التعددات الثقافية والدينية والعرقية، فإن غالبية سكان الجمهورية القيرغيزية يدينون بالاسلام، وتتميز قرغيزستان بالسلام الاجتماعي والانساني، ولا توجد فيها صراعات طائفية أو عرقية، وهذا إنما هو النموذج القيرغيزي النبيل الذي يدل على الإسلام المتعدل، ومنهاج الديمقراطية وتكرس التعايش السلمي بين الطوائف والعرقيات والثقافات المختلفة التي تعيش على تلك الأرض القيرغيزية.
لذلك، انتجت هذه التجربة في قرغيزستان حالة تفاعلية بين هذه المكونات قادت إلى نشوء حياة دينية واجتماعية سلمية تقدم نموذجًا متميزًا من التعايش والتعددية في العصر الحديث، بفضل سياسة ثابتة تبذل من قبل الرئيس صادر جباورف وحكومته، وهو ما يُعتبر نجاح تجربة واقعية للعلاقات ما بين مؤسستي الدولة والدين، حيث رسّخت قيم مؤسسات الدولة وأثبت نجاحها في التعدد والحريات والمساواة، وأصبحت الجمهورية القيرغيزية مثالا يحتذى بها في السياسة الناجحة لتحقيق السلام والوئام بين الأديان، ما جعل بيئة التطرف معدومة، فساهم هذا في نفي كافة اشكال الصراعات الطائفية أو العرقية.
ومن الواضح أن كل الإجراءات الحكومية على صعيد تنظيم الحاله الدينية لا تعارض استحضار الإسلام في الحياة اليوميه للناس، اتخذت الحكومة بعض الخطوات لتعزيز التعاون مع المتدينين، وسعت إلى تحسين الحالة الدينية، ودخلت على خط تعليم رجال الدين الشباب في محاولة لتعزيز القيم الإسلامية على أسس من التقاليد والأبعاد الثقافية المحلية، وذلك بهدف وقف تأثير جماعات دينية متطرفة من خارج البلاد.
لذلك تقدم اليوم الجمهورية القيرغيزية نموذجًا في التعايش السلمي بين مختلف الديانات للحفاظ على التعايش السلمي الفريد من نوعه، وهو ما يساهم في علاقات ودية بين الديانات، إذ ترسخ في البلاد النموذج القيرغيزي المُشرّف في التعددية في مختلف المجالات، يعرفه العالم ومعجب به، فاصبحت البلاد ذات نمط حياة جلها التعايش الديني والعرقي التعددي، في ظروف الأمن والأمان والاستقرار والسلام والوئام بفضل سياسة الجمهورية القيرغيزية الناجحة والفريدة في عالم كثيرة من أطرافه متصارعة ومتناحرة للأسف الشديد.
وأصبحت قرغيزستان في مجال الدين تركز على الحوار بين الأديان الذي يتميز بالتسامح والاحترام المتبادل ، والسلام بين المواطنين ذوي عقائد دينية مختلفة. فأ قرغيزستان تقدم نموذجًا جديدًا لبناء العلاقات بين ممثلي الديانات المختلفة يقوم على نهج متوازن ومساواة بين الجميع أمام القانون والدولة.