النعيمي: كسرت "تابوهات" في وزارة التربية .. والمناهج لا تتعرض لمؤامرة وتغريب
02-12-2024 08:02 PM
عمون - أكدّ وزير التربية والتعليم السابق، الدكتور تيسير النعيمي أنهّ كسر عدة تابوهات خلال عمله في وزارة التربية والتعليم، بدأت بجدول امتحان الثانوية العامة، حتى الأسئلة الموضوعية بدلًا من الإنشائية.
وقال النعيمي خلال حديثه لبرنامج المسافة صفر مع الزميل سمير الحياري عبر راديو نون، وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، إنّ المناهج في الأردن لا تتعرض لعملية تغريب ومؤامرة ولا تهدف لسلخ الأبناء عن العادات الأردنية.
المولد والنشأة:
ولد النعيمي في إربد لعائلة تجمع بين البداوة والريف، فتعلم الحراثة والحصاد والرجادة والدراسة الزراعية ورعى الأغنام، في بلدة فوعرا القريبة من المدينة.
درس الابتدائية والاعدادية في البلدة، وانتقل إلى المرحلة الثانوية إلى مدينة إربد، فترجل لوصول غرفته الصفية وعادة ما كان يستخدم السيارات على قلتها.
درس في الجامعة الأردنية واكمل فيها مرحلة البكالوريوس وتخرج من كلية الآداب والتربية، وعاد معلمًا في مدرسة حاتم الإعدادية بشمال إربد ثم انتقل إلى مدرسة فوعرا ليدرس فيها وفي عدد من مدارس أخرى، والتحق ببرنامج الماجستير في جامعة اليرموك وحصل عليها عام 1980 أثناء عمله كمعلم.
حصل على بعثة لنيل الدكتوراه من جامعة مؤتة، إلى الولايات المتحدة ودرس فلسفة علم النفس التربوي في ولاية بنسيلفانيا، ورجع إلى الكرك وخدم في الجامعة وتنقل بين جامعات أردنية وعربية مدرسًا للتربية وفلسفة علم النفس التربوي.
في التربية والتعليم:
تزامن عمله في جامعة مؤتة مع انتدابه في المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا حتى بلغ رئيسًا للمجلس، وعين أمينًا عامًا لوزارة التربية والتعليم، في عهد الدكتور خالد طوقان، وحكومة فيصل الفايز عام 2004، لمدة ثلث سنوات واختاره المهندس نادر الذهبي وزيرًا للتربية والتعليم عام 2007.
شغل النعيمي منصب وزير التربية والتعليم مع أربع رؤساء الحكومات، هم، نادر الذهبي والراحل معروف البخيت، والدكتور عمر الرزاز والدكتور بشر الخصاونة.
ويرى النعيمي أنّ أكثر رئيس حكومة عمل معه يولي أهمية لوزارة التربية والتعليم، هو عمر الرزاز الذي كان قبل ذلك على رأس الوزارة.
وعن وصفه بـ"محطم التابوهات" خلال عمله في وزارة التربية، أكدّ أنّ ذلك جاء بعد أن عرف أنّ الثانوية العامة تعامل كسر من أسرار الدولة وتفاجأ أنّ جدول امتحانات الطلبة في نهاية الفصل الدراسي الّا قبل الامتحان بأسبوع أو عشر أيام، وعندما تساءل عن السبب أجابه المختصون "لا يجوز ذلك".
كذلك أكدّ النعيمي أنّ الامتحانات من الناحية الفنية لا تبنى عشوائيًا، فالجدول يحدد مستوى العمليات العقلية المرتبطة بالأسئلة من محتوى المباحث.
أما التابو الثالث، يعتبر أنّه خلال جائحة كورونا، ألغى الأسئلة المقالية، فهي عليها من السلبيات الشيء الكثير في القياس التربوي، فما رافق الجائحة من تحذيرات وإغلاقات، كان يتعامل مع الاوراق على أنها مصدر من مصادر الوباء وكان التساؤل يثار حول قدرة الوزارة على عقد الامتحان وليس نوع الامتحان أو الأسئلة.
قررت الوزارة بالنهاية عقد الامتحان بأسئلة موضوعية، تمثل جدول المواصفات حتى بقي النظام مستمرًا حتى اليوم.
وأوضح النعيمي أنّ بعض الدول والانظمة الأجنبية لم تستطع إدارة اختبار عام في نهاية العام الدراسي بكورونا، وقدروا العلامات بناءً على محطات التقييم الأولى في رحلة الطالب.
عندما ترك الحكومة الثانية مع معروف البخيت، تلقى العديد من عروض العمل كمسشتار لمسائل الخبرات في وزارات عربية والمنظمات الدولية واستقر الأمر به مستشارًا لسياسات التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح أنّ التابوهات في وزارات التربية والتعليم بشكل عام موجودة، وفي الأردن عمل هو وغيره لرفعة النظام التربوي سواءً على صعيد التعليم العام او التعليم العالي.
المناهج:
وشدد النعيمي أنّ المناهج ليست وثيقة ثابتة توضع ولا تتغير، ودومًا هي عرضة للتطوير والتجديد في مختلف دول العالم، وذلك لتغيّر حاجات المتعلم، مؤكدًا أنه لا يوجد منهج في العالم كامل الأوصاف.
ويرى الوزير السابق، أنّ حالة من النقد والتسخين والملاحظات في قصة المناهج بدأت منذ عام 2015، وشهدت هجمة شرسة وتهم جاهزة دومًا بأنّ هناك مؤامرة وتغريب ودفع لسلخ الأبناء الاردنيين عن العادات والتقاليد، وأنّ المناهج مستوردة، نافيًا ذلك بالمجمل.
وقال إنّ القائمين على المناهج هم خيرة من أبناء الوطن وحريصون على الثوابت الوطنية، وأنّ المناهج في الاردن لا تخرج عن نطاق التربية والتعليم.