جعفر حسان .. رجل الميدان الذي غيّر قواعد اللعبة
حاتم القرعان
02-12-2024 01:36 PM
في أقل من شهر، أثبت جعفر حسان، رئيس الوزراء، أن القيادة الفاعلة لا تقاس بطول المدة بل بجودة الأداء وجرأة القرارات. قراراته التي طال انتظارها لأكثر من 12 عامًا، والتي عجز عن اتخاذها العديد من أسلافه، فتحت آفاقًا جديدة للإدارة العامة وأعادت الأمل إلى قلوب المواطنين. قراراته لم تكن مجرد ردود أفعال، بل كانت استباقية، ملبية لمطالب الناس قبل أن يعلنوها، واضعة نهجًا جديدًا عنوانه: الميدان.
جعفر حسان ليس مجرد رئيس وزراء يدير من خلف مكتبه، بل رجل ميدان حقيقي. فتح ملفات كانت تعد من المحرمات الإدارية، وراجع قرارات سابقة ليعيد صياغتها بما يخدم مصالح الناس والوطن. لأول مرة، يشعر المواطن بأن الحكومة تفهم احتياجاته وتعمل على تلبيتها بجدية. هذا النهج الجديد جعله قريبًا من الشعب، حازمًا في قراراته، ومؤثرًا في زمن قصير.
في سابقة نادرة، امتلأت صفحة رئاسة الوزراء بتعليقات الثناء والشكر على أداء رئيس الوزراء. جعفر حسان لم ينتظر حتى يتمكن في منصبه عامًا، بل بدأ بتغيير قواعد اللعبة منذ اللحظة الأولى. أصبح اسمه مرتبطًا بخدمة المواطن، بقرارات تعكس فهمًا عميقًا لاحتياجات الناس وأولوياتهم. لقد كان استباقيًا في معالجة قضايا متعددة، من الإصلاح الاقتصادي إلى تحسين الخدمات، ما جعله يتجاوز العقبات التي عجزت عنها الحكومات السابقة.
وسط هذه الإنجازات، يخرج بعض النواب، في مشهد مكرر يهدف للاستعراض السياسي، ليعلنوا نيتهم حجب الثقة عن الحكومة. لكن المفارقة تكمن في أن الثقة التي تمنح من الشعب لا يمكن انتزاعها تحت قبة البرلمان. هؤلاء النواب مطالبون بالعودة إلى قواعدهم الشعبية لمعرفة مدى رضا الناس عن أداء رئيس وزرائهم. لأن الشعب اليوم أكثر وعيًا وارتباطًا بمن يخدمه، ويدرك تمامًا من يعمل لمصلحته ومن يسعى للشو الإعلامي.
في الوقت الذي تتراكم فيه التحديات على البلاد، أظهر حسان فهمًا عميقًا لحاجات المواطنين، فأصبحت كل خطوة يخطوها مدروسة بعناية، وكل قرار يعكس إرادة الشعب وتطلعاته. كان صوته حاضرًا في الميدان، وكان المواطن يشعر بأنه ليس هناك حاجز بينه وبين رئيس الوزراء. هذه المواقف جعلت منه شخصية فريدة في المشهد السياسي، ورمزًا للقيادة التي لا تتوقف عن التطوير.
إن النائب الحقيقي هو من يستمد موقفه من صوت الناس ومصلحتهم، لا من حسابات ضيقة أو رغبة في الظهور الإعلامي. الثقة ليست ورقة تصويت تُمنح أو تُحجب، بل هي رابط بين المواطن والمسؤول. وجعفر حسان نجح في كسب هذه الثقة من الشعب بفضل أدائه، وليس بفضل أي دعم خلف الكواليس.
جعفر حسان اليوم يمثل نموذجًا للقيادة التي تضع المواطن في المقام الأول، التي لا تخشى مواجهة الملفات الصعبة ولا تتردد في اتخاذ القرارات المصيرية. لقد أعاد الأمل بأن السياسة يمكن أن تكون وسيلة لخدمة الناس وليس لعبة مصالح. على الجميع، من نواب ومسؤولين، أن يدركوا أن الزمن تغير، وأن معيار النجاح اليوم هو رضا المواطن وأثر القرارات على حياته.
وفي ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثاني، الذي لطالما وضع مصلحة الشعب الأردني نصب عينيه، جاء جعفر حسان ليكمل رؤية جلالته في بناء دولة قوية قادرة على مواجهة التحديات. فالتوجيهات الملكية السديدة ساهمت في تسريع العديد من الإصلاحات، وجعلت من الحكومة شريكًا حقيقيًا في تحسين حياة المواطنين. إن جلالة الملك، بحكمته ورؤيته الثاقبة، يواصل دفع عجلة الإصلاح والتطوير، ويقدم الدعم الكامل لجهود الحكومة في سعيها لتحقيق تطلعات الشعب الأردني.
في نهاية المطاف، يثبت جعفر حسان أن العمل الجاد والميداني هو السبيل لاستعادة ثقة الناس في الحكومة. وما حققه في أقل من شهر هو دليل على أن الإرادة الحقيقية تصنع الفارق، وأن القيادة ليست مجرد منصب، بل مسؤولية. إنها رسالة واضحة أن زمن الاستعراض قد ولى، وأن مستقبل القيادة يعتمد على خدمة الشعب بصدق وإخلاص، تحت ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك.
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحسين وولي عهده الأمين.