الربيحات يكتب: الإعلام والفن في دعم القضية
د. صبري ربيحات
02-12-2024 11:20 AM
على مدار العامين الأخيرين وربما اكثر لم ار في الاردن حدثا ثقافيا اكثر اهمية من مهرجان الاعلام العربي بنسخته الرابعة والذي خصص لنصرة فلسطين وقضيتها.
لقد نجح المنظمون في وضع برنامج غني واستقطاب عشرات الشخصيات العربية الوازنة من عدد من الاقطار العربية ليجلسوا معا على مدار ثلاثة أيام يعرضون ويبحثون ويناقشون ويقيمون وينتقدون ويشكرون من يستحق الشكر ويعبرون عن تفهمهم وامتنانهم لكل من ساند القضية وعتبهم على من كان بإمكانه ان يفعل شيئا ولم يفعل.
في الجلسات التي تحدث فيها اصحاب الفكر والرؤى وعدد من صناع القرار واصحاب الخبرة والتجربة جرى تشخيص للواقع المعاش وما يقوم به الشعب الفلسطيني وقدمت عروض مفصلة عن بشاعة العدوان ووحشية الاعتداءات وحجم الاطماع المعلنة والمستترة وعن ما قامت وتقوم به القوى الفلسطينية .
نعرف ويعرف معنا العالم ان مواقف الشعوب العربية والاسلامية المؤيدة للحق الفلسطيني واحدة لم تتغير وان المواقف السياسية التي تعبر عنها الانظمة قد لا تكون تعبيرا دقيقا عن ما تراه الشعوب لذا فإن بقاء الإنسان العربي بعيدا عن الحدث ليس في صالح القضية ولا يخدمها ولا يخدم صورة الإعلام العربي الذي اقسم من يعملون في ميدانه على قول الحقيقة وخدمة العدالة والالتزام بمبادىء الأخلاق والحرية .
لقد كان لمجموعة السلام العربي برئاسة فخامة الرئيس اليمني السابق علي ناصر و اصحاب المعالي اعضاء الجمعية العرب ومواظبتهم على حضور الجلسات قيمة كبيرة كذلك كان لحضور وتفاعل واثراءات فريق الوزراء والساسة والخبراء الفلسطينين وضخهم لفكر ومحتوى غني بالحقائق والأرقام والقضايا أثرا مهما في جعل مهرجان هذا العام نوعي في الشكل والمحتوى والتأثير
بالغ الشكر والتقدير للمنظمين وعلى رأسهم الدكتور أمجد القاضي رئيس المهرجان و استاذ الاعلام في جامعة اليرموك والى معالي الدكتور أحمد عساف وزير الإعلام والمشرف على ملف الإعلام في السلطة الوطنية الفلسطينية كذلك المنتج الاستاذ عصام حجاوي الذي بفضل تواصله وعمله الدؤوب اصبح المهرجان ممكنا.
لقد اسعدني شخصيا المشاركة في أعمال المهرجان وحضور بعضا من جلساته واللقاء بشخصيات عربية من فلسطين الداخل والخارج . في مقدمة الاشخاص الذين حظيت بالاستماع لمساهماتهم كان الاستاذ محمد بركة النائب الذي مثل شعبه في الكنيست ورأس الائتلاف العربي مرارا لأعبر له عن تقديري وتقدير أصدقائي ممن يتابعون نضالات الاهل في الداخل لما قام و يقوم به بركة ورفاقه .
حضورهم الطافح هو الذي ابقى على صوت وهوية فلسطين حية في ضمائرنا .هؤلاء الذين لم يتبدلوا واستمروا في تغذية شعورنا بحقيقة ما قاله محمود درويش " كانت تسمى فلسطين ...صارت تسمى فلسطين "
المهرجان الذي خصصه المنظمون هذا العام لفلسطين يبحث بعمق الواقع والابعاد واشكال القصور والخذلان العربيى الذي عانى منه الغزيون خلال العامين الاخيرين