مطلوب (مخطئون) من الجنسية الأردنية
احمد ابوخليل
02-06-2011 03:50 AM
أكثر من مرة أعلن أعضاء في لجنة الحوار الوطني أن أول وأهم انجازات اللجنة في مجال قانون الانتخاب هو إلغاء الصوت الواحد والدوائر الوهمية.
هذا فعلاً سيشكل إنجازاً, ولكن اللافت من زاوية أخرى أن لا أحد في البلد يقول: لقد أخطأنا في اعتماد الصوت الواحد منذ حوالي عشرين عاماً, كما لا يوجد من يقول لقد أخطأنا قبل عام واحد فقط عندما اعتمدنا الدوائر الوهمية وقدمناها باعتبارها تطويراً في الممارسة الديمقراطية.
أنصار فكرة الصوت الواحد ومبدعوها لا يزالوا يتصدرون صفوف أنصار الإصلاح, وبعضهم أعضاء في لجنة الحوار, ولم يقل أي منهم أنه كان مخطئاً أو على الأقل اكتشف فيما بعد أنه كان مخطئاً. ومن يدري? فقد يتصدرون الآن صفوف المهاجمين للصوت الواحد والدوائر الوهمية.
لقد كلف ذلك القانون البلدَ خراباً متدرجاً في الحياة البرلمانية منذ برلمان عام 1993 ، وهو خراب جرى مع سبق الإصرار والترصد عند أصحاب القرار بدليل أنه عندما انفجرت مؤخراً أزمة العمل السياسي في البلد, سارعوا إلى التخلي عنه وضحوا به فوراً بهدف تهدئة الشارع وكتمهيد للإصلاح وحل الأزمة.
إن من غرائب الحياة السياسية في البلد أن لجنة الحوار اكتشفت منذ جلستها الأولى أن صيغة قانون 1989 أنسب من غيرها, فمن المسؤول إذن عن كل ذلك الهذر الذي عشنا فيه لمدة عشرين عاماً?
في التقاليد الأردنية, يعني اعترافك بالخطأ أنك "تحط واطي" تجاه من تعترف أمامه, وحتى لا نخدش هذا التقليد تعالوا نتفق على أن "حط الواطي" للشعب لا يعيب أحداً.
ahmadabukhalil@hotmail.com
(العرب اليوم)