أعجبني تشبيه زهدي جانبيك مناقشات الثقة بسوق عكاظ، وأختلف معه كثير ًا أيضًا،
فسوق عكاظ فكري أدبي، فيه إنتاج معرفي جديد، ينطلق من أدباء وشعراء، وهم إعلاميو الأمة، والمحسنون الكبار لها، ولأجيال قادمة؛ فما زلنا نتابعهم، ونحفظ أقوالهم، ونسقطها على أحوالنا:
-فما نيل المطالب بالتمني
-فلا هطلت عليّ ولا بأرضي.
سحائب ليس تنتظم البلادا
-تهون علينا في المعالي نفوسنا
وغير ذلك من أصالة وقيم.
فسوق عكاظ لم يكن سوقًا . بل
معارض ثقافية معرفية!
فأين نحن من الثريّا يا زهدي؟!
(١)
الدقائق العشر
من أطرف الأحداث أن خطابًا على مدى ساعة سيرد عليه على مدى أسبوع،. هذا رسمي، فالرّادون خارج البرلمان سيتناولونه بساعات أطول، وربما بأسعار متفاوتة: مناصب، مكافآت،جوائز، وظائف…. إلخ
أما في البرلمان، فقد اعترض كثيرون على العشر دقائق، فهي لا تكفي لإنتاج معرفي لا يؤهل لوظيفة كاتب بلدية.
تخصص الجامعات خمس عشرة دقيقة لعرض بحث علمي كرسالة دكتوراة؛ فكيف بنا نشكو من عشر دقائق لمناقشة بيان وزاري؟
هناك من النواب من يبدأ بالسلام والتحية، وديباجة قد تمتد دقيقتين، فماذا يبقى له من الدقائق العشر؟ الحق "معه"
ملاحظة:
في سباق السيارات، تم اختصار تغيير العجلة التالفة من خمس دقائق إلى خمس ثوانٍ!!
ونحن نطالب بزيادة وقت الخطابة!
أدرك جيّدا أن البلاغة، والقوة تكمنان في الاختصار والتركيز على الهدف! ولكن هل تعلّمَ النواب هذه المهارة؟!!!
لو طبقنا قانون "باريتو"
لقلنا ٢٠٪ من أي موقف يغني عن تفاصيل٨٠٪ منه.
وإذا كان للكلام سعر فالاختصار واجب، عشردقائق هي فترة طويلة جدّا، قد تفوق ما احتاجه سايكس وبيكو في تقسيم الوطن العربي!
(٢)
ممنوع التصفيق !
التصفيق ظاهرة عالمية، ولكنه اتخذ طابعًا أردنيًا أصيلًا،
فقد رُبّينا على التصفيق لكل مسؤول منذ نعومة أظفارنا، بل عوقب كثيرون لعدم التصفيق، والأكثر من ذلك فإن أيدينا
قد حُفّت من كثرة التصفيق للمسؤولين، وللشعراء الذين يمدحون المسؤولين. فكيف تمنعوننا الآن، وبصورة فجائية من التصفيق؟ في السعودية قبل عشر سنوات كان التصفيق حرامًا!!
وعندنا حلالًا!
والآن صار ممنوعًا عندنا. ومرحّبًا به في السعودية!!
نحن لم نمنع التصفيق ولم نحرّمه، بل قمنا بما يسمى في علم النفس بالإعلاء والتسامي،
فجعلناه مقدّسًا وحصريّا!!
(٣)
مناقشة خطاب
عشر دقائق لكل نائب يعني ١٣٠٠ دقيقة عدا عن دقائق الكُتَل!
وإذا كان للوقت ثمن، فعلينا حساب كلفة هذا الوقت المادية والنفسية، والعائد منها وحساب الخسائر والأرباح!
(٤)
بعيدًا عن البرلمان
قال أحد علماء الاجتماع الأردنيين:
لا تزوروا أحدًا في الشتاء والبرد؛ لأن المعزِّب يأخذ صوبة الكاز من عند أولاده، ويضعها للضيف!
صفّقوا له ولو غضب رئيس مجلس النواب!!
(٥)
التصويت
وبعيدًا عن النواب، فإن لي بينهم"صديق " واحد على الأقل،
قيل: في الديموقراطية تُتَّخذ القرارات بِعَدِّ الأيادي! بينما في الديكتاتورية تُتَّخذ بقطع الأيادي لا بِعَدّها!
لكن !!! الحرية المتاحة هي الحق فى اختيار اليد التي ترفعها مؤيدًا ومانحًا ! أو حاجبًا إن وُجِدْ!
فهمت عليّ جنابك؟!