بثقة ألقى رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان بيان الحكومة أمام مجلس النواب طالباً الثقة على أساسه.
البيان وثيقة سياسية واقتصادية واجتماعية فهو أكد على الموقف الاردني الثابت ازاء قضايا المنطقة والعالم وفي المقدمة القضية الفلسطينية وشرح باستفاضة خطة عمل الحكومة الاقتصادية كما أتى على تفاصيل برامجها الاجتماعية.
البيان وثيقة كاملة لا نقص فيها فهو لم يترك واردة ولا شاردة، لكنه جاء واقعيا وكما توقعنا اراد بث روح التفاؤل في وسط حالة من غياب اليقين ومنبع هذا التفاؤل هو الثقة بقدرات وامكانات هذا البلد وشعبه واولاً وقبل كل شيء حكمة وصلابة قيادته التي ادارت وتدير كل الملفات بذكاء..
من الواضح ان هذه الحكومة تتمتع بهمة كبيرة وهي قد افصحت عنها منذ اليوم الاول لتكليفها ويدل على ذلك قراراتها الاقتصادية ذات الاثر الاجتماعي والاحساس بهموم المواطن وبتشاركية كاملة مع تطلعاته من واقع نهجها الميداني.
حدد البيان التحديات وحدد الاولويات وفي ذات الوقت اقترح برنامجا للعمل وطلب شراكة البرلمان والمؤسسات اجمع في تنفيذه.
حدد البيان وظيفة الحكومة وهي اولى خطوات الاصلاح الاداري فهذه الحكومة خادمة للناس والمواطنين وليست سلطة عليهم تحت سقف القانون.
منذ اليوم الاول عبرت هذه الحكومة عن نواياها في تحييد الاثر السلبي للظروف الاقليمية ورفضت مفهوم الازمة بل تجاوزته لتطويعها.
الثقة تمنح لكفاءة الرئيس والتشكيلة التي اختارها وقدرتهم على تنفيذ الإصلاحات وتحقيق الطموحات التي جاء بها البيان الوزاري.
من هنا فإن التصويت على الثقة بالرئيس المكلف يجب أن يحدث اعتماداً على سجله وتاريخه ومواقفه وسياساته، فهو ليس ابن اليوم، ولم يأتِ ليبدأ من الصفر، ولم نتعرف عليه من البيان الوزاري الذي اعتنى بنفسه في ادق تفاصيله.
بالعودة إلى مضمون البيان الوزاري نجد أنه لم يكدُ يهمل شيئاً، فقد غطى الإصلاحات السياسية، وأشار إلى التحديات الاقتصادية والمالية، والعلاقات العربية والدولية، ولم يقصر في اقتراح الحلول ضمن برامج زمنية محددة وتحدث عن الحريات العامة والاحزاب وحدد الرؤية السياسية ضمن القانون والعدل.
يستحق البيان الوزاري علامات عالية بسبب المضامين التي حملها والتي لم نر مثلها في بيانات مماثلة باستثناء الثوابت، وهو يستحق علامة عالية لأنه التزم في أكثر من موقع بجدول زمني للتنفيذ مما يوحي بالجدية في الالتزام ويجعل المحاسبة سهلة وواردة، ويفرض على أصحاب المطالب أن يصبروا قليلاً ويعطوا الحكومة فرصة الوفاء ببرنامجها.
البيان يعكس ثقة الحكومة ورئيسها بخطواتها وبقوتها على العمل وقد تجاوز تقاليد نيل الثقة الى الصورة الوطنية الاوسع.
الرأي