حالة اسرائيل بعد طوفان الأقصى
د. بركات النمر العبادي
30-11-2024 03:48 PM
من الواضح أن تأثير احداث طوفان الأقصى في غزة وما حدث بالضفة الغربية بعد ذلك على نظرة شعوب ودول العالم تجاه إسرائيل، وقد بات واضحً للعيان لدى جميع المراقبين أن هنالك تعقيد في المشهد السياسي وعلى مختلف ابعاده ، وذلك للتفاعل بين الرأي العام ووسائل الإعلام من جهه والسياسات الدولية في تشكيل هذا المشهد المتغيرمن جهة اخرى، ما حدث في غزة بعد تاريخ السابع من اُكتوبر، وخاصةً فيما يتعلق بالمذابح والمجازر الجامعية والمعاناة الإنسانية والتي نالت من المدنيين العَزل وخاصةً النساء والأطفال، قد أثر بشكل كبير على نظرة شعوب و دول العالم تجاه إسرائيل، وأنه مامن شكٍ أن هناك مظاهر و مواقف رسمية قد تَم رصدُها على شكل نقاط تحول في المواقف الدولية تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية، ويمكن بيان ذلك من خلال النقاط التالية حول هذا الموضوع :
تزايد الدعم للقضية للفلسطينية .
يتمثل ذلك بالتظهرات الشعبية والإنتشار العالمي ، حيثُ شَهِدت المدُن الكبرى في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا مُظاهرات حاشدة تُطالب بوقف الإعتداءات على غزة ، وهذه الفعاليّات أصبحت متكرّرة مما يُشير إلى تحول في الوعي الجماهيري العالمي ، و تزايدَت هذه التظاهُرات بشكل ملحوظ بعد كل عملية عسكرية إسرائيلية ، مما يَعكِس ردود الفعل الفوريّة على الأحداث المَأساوية في غَزّة و الضفة الغربية.
• الدعم من قبل الشخصيات العامة العالمية ، قامت العديد من الشخصيات العامة ، بما في ذلك فنانين وناشطين سياسيّين ، بدعمهم للقضية الفلسطينية ومشاركتهم في الحملات التضامنية وهذا النوع من الدَعم يسهُم في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية .
• الهاشتاغات والحملات الرقمية ، استخدام هاشتاغات مثل ( FreePalestine و #GazaUnderAttack ) ساعد في توحيد الجهود وزيادة الوعي و الحركات الرقمية تُتيح للأفراد المشاركة بسهولة والتعبير عن آرائهم ، كما اشارت الدراسات في "Social Media Society" تظهر تأثير الحملات الرقمية على تشكيل الرأي العام .
• تَعزيز دور المنظمات غير الحكومية ، مثل منظمة "العَفو الدولية" و " هيومن رايتس ووتش" التي زادت من نشاطها في تَوثيق الإنتهاكات في غزة و هذه التقارير تُسهم في تحفيز الدعم الشعبي و السياسي العالمي ، والمنظمات التي تُسلط الضوء على الأوضاع الإنسانية وتثير ردود فعل دولية .
• التَغيّر في الرأي العام ، أظهرت إستطلاعات الرأي العام في دول مثل الولايات المتحدة وكندا زيادة في نسبة الأفراد الذين يتعاطفون مع الفلسطينيين ، هذا التَغيّر قد يكون نَتيجةً لتأثير الأحداث الإعلامية والتعليقات العامة ، وهذا كما اضهرتهُ مصادر بَحثيّة مثل ""Pew Research Center الذي قدّم بيانات دقيقة عن تغييرات في الرأي العام العالمي.
• التعليم والشباب ، المؤسسات التعليمية بدأت في إدراج مواضيع حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في المناهج الدراسية ، مما يزيد من وعي الشباب العالمي بالقضية الفلسطينية ، وهذا ما اكدته المصادر البحثية في "Journal of Education" التي تبرز كيف يؤثر التعليم على مواقف الطلاب تجاه النزاعات الدولية .
• .التضامن مع اللاجئين ، عمّقت قصص اللاجئين من الفهم العالمي للقضية الفلسطينية ، و هذه القصص تجعل القضية أكثر إنسانية وتزيد من التعاطف معها ، كما جاء في: تقارير من "UNRWA" التي تقدم بيانات عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية و قطاع غزة.
وتزايد الدعم للفلسطينين هو نتيجة تفاعل مُعقد بين العوامل الإجتماعية والسياسية والإعلامية ، وهذه الديناميكيات تعكِس تحولاً في الوعي الجماهيري وتؤكد أهمية القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، وازالت الغشاوة التي تسببت بها الالة الإعلامية الإسرائلية من التضليل و تشويه الحقائق وإظهار واقع مغاير للحقيقة .
تعاظم تأثير وسائل الإعلام لصالح القضية الفلسطينية .
تداول الصور و مقاطع الفيديوهات التي توثّق الإنتهاكات وجرائم الحرب أسهم في تغيير الرأي العام العالمي، ولعبت وسائل الإعلام الإجتماعية دورًا مُهمًا في نقل الأحداث بشكل مباشر ،هذا ما اوضحته دراسة في"International Communication Gazette" تبيّن كيف تؤثر وسائل الإعلام على تشكيل الآراء حول النزاعات .
ردود الفعل السياسية وتغير في السياسات الخارجية
بعض الدول بدأت تعيد تقييم علاقاتها مع إسرائيل ، كما أن بعض البرلمانات الأوروبية قدمت قرارات تدين الأعمال الإسرائيلية في غزة ، كما اشارت المصادر البحثية في " "Foreig Affairs"" الذي يناقش كيف يمكن أن تؤثر الأحداث الإنسانية على سياسة الدول الخارجية.
التأثير على العلاقات العربية الإسرائيلية
بعض الدول العربية التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل تواجه ضغطاً داخلياً وخارجياً لتعيد النظر في هذه العلاقات بسبب الأحداث في غزة ، كما بينت الدراسات في "Middle East Journal" التي تستعرض التحولات في السياسة العربية تجاه إسرائيل بعد كل جولة من العنف.
وبعد هذا الإستعراض يتبين لنا الحالة الإسرائيلية بعد السابع من اكتوبر ليست كحالتها قبل هذا التاريخ ، وذلك بسبب عَنجهية هذا الكيان الذي بُني على الباطل وزَّور حقائق التاريخ بواسطة شراء الذُمم للأفراد والجماعات وإستغلال المصالح الدولية في سبيل ذلك ، وإعانة على ذلك تشكيل وتغلغل نفوذ الحركة الاحتلالية العالمية وأذرُعها الماسونية وتحالفات الغرب المُتَوحش تحت عدة مُسَميات تخدِم مصالح هذا الكيان ، ومع ذلك فإن هذه المواقف السياسة والشعبية ومنظمات المجتمع الدولي لم تُثني هذا الكيان عن مؤامراته القذرة وتصرفاته المجرمة الخارجه عن إطار القانون والعرف الإنساني على مر العصور، كيف له ذلك وهو مدعوم من اكبر دولة عرفها التاريخ وهي اميركا التي تفوقت على المغول و الفرس و اليزنطينيين و الصليبيين في بطشهم بالمسلمين على مر العصور ، وقد حضَر الغزييّن ( اهل غزّة ) أمام هذا الصلف للكيان المحتل وصفة ناجعة تُعلم الشعب العربي وغير العربي كيف يمكن لفصيل صغير في عدده وعتاده أن يحجم قوة يعد جيشها سادس جيش بالمنطقة ومدعومة بجحافل آلة الغرب العسكرية المتطورة ، فعلينا أن نعلّم أطفالنا في المدارس ونعِد العدة في تشكيل القوة التي( تجوس خلال الديار ) ليعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون.
حمى الله الأردن ملكاً وتراباً وشعباً..
* النائب السابق / د. بركات النمر المهيرات العبادي .