facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الثقافة و الشباب5: الذات (الأنا)


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
29-11-2024 06:04 PM

الذات او الأنا من أصعب المفاهيم و لكنها تشكل هويتنا الذاتية لذلك سأحاول تبسيطها. ننطلق في ذلك من مثلث الأنا و الأنا العليا و الأنا السفلى (الهو) و إن كان هذا المفهوم عليه ملاحظات علمية و لكنه يصلح إطار لفهم الذات.

الأنا السفلى (الهو) هي الجزء في داخلنا الذي يدفعنا و يلح علينا لارضاء الغرائز و الشهوات و المتع دون أي إعتبار لاي ضوابط. بمعنى آخر له هدف محدد و هي المتعة السريعة و المصلحة الآنية حتى لو تعارضت مع الاخلاق و القوانين. الهو يمتلك قوة هائلة قد تدفع لارتكاب الجرائم لتحقيق المتع و الغرائز و الشهوات مثل القتل و الاغتصاب و السرقة و النصب و الاحتيال و التذلل و الكذب.

الأنا العليا هي القوة بداخلنا التي تمثل الضوابط و المعايير بشقيها الظاهري (القوانين و الاعراف الاجتماعية) و الداخلي (الرقابة الذاتية و الدين و الضمير و القيم). تدفع الانا العليا في شكلها المتطرف الى الابتعاد عن المتع و الشهوات و الغرائز باعتبارها قيم حيوانية سفلى.

الانا او الذات و التي هي هويتنا تمثل عملية الموازنه بين متطلبات الانا السفلى و العليا و كلما كانت اقوى كانت اكثر قدره على تحقيق هذا التوازن و منحتنا قوة داخلية. فمثلا الانا القوية المتزنه تنفذ متطلبات الهو من المتع و لكن بطرق مقبولة اجتماعيا و قانونيا و ضمن المعايير الاخلاقية و الدينية.

عندما نتحدث عن متطلبات الانا السفلى فابرزها المتعة و المال و السلطة فنجد أن الانا السليمة تنفذ ذلك من خلال الزواج و الكسب المشروع و التدرج بالكفاءة أما الانا الضعيفة التي تترك المجال للانا السفلى دون ضابط ستنتهي بالفرد الى التحرش و الاغتصاب و البغاء و السرقة و التذلل و الانتهازية و التعصب و الظلم و سرقة جهود الاخرين دون تأنيب داخلي.

الانا العليا بالرغم انها اخلاقية و لكنها تحتاج الى ضبط من الذات ايضا و الا جنحت للتعصب و التطرف و يطهر ذلك جليا في جلد و تأنيب الذات عندما لا ترقى الى المثالية.
الاكثر شيوعا في المجتمعات الضعيفة ثقافيا و وعيا أن الأنا أو الذات تعيش بشخصيتين حيث تتظاهر بالاخلاق و التدين و الالتزام بالاعراف الاجتماعية و القوانين و لكن لغياب الوازع الداخلي القيمي فإنها تلجأ في اي فرصة بعيدة عن رقابة المجتمع او القانون الى ارتكاب كافة الموبقات.

لذلك فإن قوة الذات تنبثق من احترام الذات اولا و الارادة ثانيا و البنية الثقافية القيمية السليمة ثالثا و هذه ستؤدي حتما الى ارتفاع القيمة الذاتية و قوة داخلية متوازنة واثقة.

قد نطلق على الذات النفس باعتبار ان الأنا و الأنا الاخلاقية لا توجد في الحيوانات و التي يحكم سلوكها الغرائز و الشهوات بالتالي تصبح مثلا النفس الأمارة بالسوء هي الانا السفلى و النفس اللوامة هي الانا العليا و النفس المطمئنة هي الانا العليا ايضا و لكن برقيب داخلي قوي و هكذا.

تعتبر الانا السفلى هي العقل الباطن بشقيه الغرائزي و العاطفي في حين ان الانا العليا جزء من الوعي و الانا جزء من الادراك و الارادة و المنطق و الواقعية اي تمثل كلاهما العقل الواعي لذلك نجد الطفل في سنواته الاولى يتصرف وفق الانا السفلى فان رأى لعبة مثلا فهو يريدها باي طريقة لانه لم تتشكل عنده بعد الانا العليا.

يبقى مفهومية الذات (self concept) و القيمة الذاتية (self worth) و التي تستكمل الموضوع لتشكل هويتنا الداخلية الكاملة (self identity) و لكنها تحتاج مقال منفصل لاهميتها.

قبل أن أختم فإن الرسالة التي نوجّهها للشباب بأن توازن الذات من خلال مقاومة الانا السفلى و توجيهها الى ما هو مقبول اجتماعيا و قانونيا و يتوافق مع القيم النبيلة هو المدخل لشخصية واثقة متزنه مبدعة دون تطرف في الانا العليا حتى لا يقع الشاب فريسة جلد الذات.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :