facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في الذكرى 53 لاستشهاد الرئيس وصفي التل ..


د. محمد المناصير
28-11-2024 11:38 PM

تصادف اليوم الذكرى الثالثة والخمسين لاغتيال رئيس وزراء الاردن وصفي التل فقد امتدت يد الغدر اليه في القاهرة ، وصفي التل الذي احبه الاردنيون وبقي في ذاكرتهم حيا الى اليوم ، فوصفي التل كان حالة استثنائية للشعب الاردني ، وهو الذي كان يطلق على نفسه لقب الحراث ، ويفخر الاردنيون من بعده ، بان يطلقوا على انفسهم ابناء الحراثين.

ووصفي التل هو ابن شاعر الاردن الوطني المشاكس الاردني حتى النخاع ، مصطفى وهبي التل "عرار" ، الذي درس في مدارس اربد والسلط وتخرج من مدرسة السلط الثانوية ثم ذهب الى لبنان حيث درس العلوم الطبيعية في الجامعة الأميركية في بيروت. التحق بعد عودته إلى الأردن بالعمل الحكومي فدّرس في مدارس الكرك، وخدم في الجيش البريطاني مع القوميين العرب ، وشارك في الحرب العالمية الثانية وشارك مع الثوار اليوغسلاف، وأصبح ضابطاً في الكلية الحربية البريطانية ووصل لرتبة رئيس فيها ، إلا انه طرد من الجيش البريطاني لميوله الوطنية والقومية ، عشق وصفي التل النظام والانضباط وكره الفوضى ، وآمن بضرورة تحرير فلسطين ، من خلال حرب جيوش نظامية وحرب عصابات ، وهذا ما اراد انجازه بين الجيش الاردني والفدائيين ، ضمن خطة قومية عربية للدفاع المشترك ، وهذا ما اراده من مؤتمر وزراء الدفاع العرب ، الذي اغتيل غدرا اثناء حضوره ، وصفي التل الذي عشق الاردن كما عشق فلسطين . فبعد ان سرح من الجيش البريطاني التحق بجيش الجهاد المقدس بقيادة فوزي القاوقجي، وحارب في فلسطين سنة 1948م وقاد فوج اليرموك في الحرب. وتولى شؤون الحركات الحربية فيه، ثم قاد اللواء الرابع في الجليل. وقد ستقر في القدس ليعمل في المركز العربي بإدارة موسى العلمي. حيث عمل بوظيفة مأمور ضرائب في دائرة ضريبة الدخل في عمان ، ثم عمل موظفا في مديرية الإعلام. وتقلّد عددا من الوظائف القيادية، حيث تنقل بين العمل الدبلوماسي والسياسي وكُلف بتشكيل الحكومة الأردنية عدة مرات .

وقد تمكن وصفي التل في وزاراته الثلاث منذ عام 1962م من انجاز مئات المشاريع الجديدة والمنتجة. أحب وصفي فلسطين وأهلها فأحاط نفسه بعدد من الأصدقاء الفلسطينيين، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر عدنان أبو عودة وأحمد طوقان وحازم نسيبة وعبدالله صلاح. وتجلّى حبه لفلسطين من خلال رسالة عتابٍ كتبها الى صديق فلسطيني موجودٌ في مخيلته، وكان هذا الصديق قد ترك فلسطين وذهب للعمل في الخليج ونُشرت هذه الرسالة في" مجلة الهدف" وجاء فيها :

" أما الآن.. وأنا أكتب هذه الرسالة، فإني متكبر ومستعل عليك، وأشعر بأني أحدثك من فوق، ولا أملك أن أدفع عن نفسي شعور الخيبة فيك ولا أستطيع سوى الاحساس بالألم والمرارة بسببك وبسبب الكثير من الاخوان الذين نهجوا وسلكوا السبيل الذي انت الان سالكه. أتدري لماذا أنا مستكبر مستعل، أُحدثك حديث متسلط ؟ أتدري لماذا أضع نفسي في مرتبة أعلى منك؟ أتدري لماذا أُعطي لنفسي الحق الادبي بتوبيخك والحكم عليك؟ أتدري لماذا؟ لأني أكتب اليك من فلسطين! والكتابة من فلسطين لا تعني تعييناً جغرافياً لمكان كتابة الرسالة, كما أن الوجود بها لا يعني مكان الإقامة وتحديد المسكن. لا أعني كل ذلك، وما أقصده هو أن الوجود في فلسطين، بهذه الظروف وبهذه الوضعية، رسالة جهادٍ ونضال، لا أعرف هل في استطاعة المنهزمين الذين ألقوا السلاح مثلك أن يفهموها؟".

كما أنه أعلن ومُنذ البداية أن عمان هي "هانوي العرب" وقصد بها هنا أن تكون عمان نُقطة "انطلاق" للعمل الفدائي وليس أن تكون أرضها مسرحاً للعمليات العسكرية، فهو كان فقط ضد الوجود المُسلح لهذه الفصائل في الأردن وضد عملياتها في الأردن لأن هذه العمليات تُعتبر عملاً فدائياً فقط عندما تُشن في الضفة الغربية ضد اسرائيل، فالعمل الفدائي لا يكون على الأراضي الأردنية لأنه بذلك يُعتبر اعتداءً سافراً على سيادة الأردن، علماً بأن وصفي كان قد ذكر أكثر من مرًة في تصريحات له أن "هذه الفصائل وخلال 18 شهر لوجودها في الأردن قبل أيلول لم تقم بأي عمل فدائي واحد ضد اسرائيل".

كان وصفي التل اشتراكيا دون ان يكون يساريا ، ملتصقا بالكادحين من فلاحين وعمالا وجنودا وصغار الموظفين دون ان ينتمي لطبقة البرويتاريا ، ففي عهده انشئت مؤسسة الاقراض الزراعي ، ومدينة الحسين الطبية ، والجامعة الاردنية ، واقر التامين الصحي ، ومجانية التعليم ، وتم انشاء الطرق في الارياف ، وايصال المياه لها ، وفي عهده تأسست شركة الفوسفات وشركة البوتاس لاستغلال ثروات البحر الميت وتوسع الساحل الأردني على خليج العقبة لمسافة 100 كيلو متر جنوبًا. وتأسست الاذاعة الاردنية والتلفزيون الأردني ومحطة الأقمار الصناعية التي كانت تشكل نقطة تواصل الأردن مع العالم الخارجي وتأسس مستشفى الجامعة الأردنية وتم تطوير مستشفى البشير ليكون أهم صرح طبي في العاصمة عمان، كما قرر وصفي تأسيس جريدة الرأي لتكون ناطقة باسم الدولة الأردنية، وإنشاء حزب الاتحاد الوطني ليكون دافعًا للحياة السياسية والحزبية في البلاد.

وقد أسس وصفي التل مدينة الحسين للشباب (التي كانت المتنفس الوحيد للشباب والأندية الرياضية) ومؤسسة رعاية الشباب ومعسكرات الحسين للعمل والبناء ودائرة الثقافة والفنون. ومن المشاريع الحيوية التي تمت في عهد حكومة وصفي التل الأولى إنشاء الخط الصحراوي الذي شكل العصب الرئيسي في ربط شمال الاردن ووسطه مع محافظات الجنوب مرورًا بمحافظات الكرك والطفيلة ومعان وصولًا الى مدينة العقبةـ حيث أسهم هذا الطريق في زيادة حجم صادرات الاردن من الفوسفات وزيادة حجم واردات الأردن عبر ميناء العقبة الى الأسواق المحلية الأردنية، إضافة الى استصلاح الاراضي الزراعية في مناطق عديدة من الصحراء الأردنية الوسطى وخاصة في منطقة الظليل حيث كان التل أول من بادر الى استصلاح الأراضي في المنطقة المذكورة لأغراض الزراعة. وأسس سد الملك طلال الذي تم على أثره استصلاح آلاف الدونمات في منطقة الأغوار الوسطى والتي شكلّت فيما بعد سلة غذاء الاردن، وأحد الروافد الداعمة للاقتصاد الاردني في مجال تصدير الخضار والفواكه للدول المجاورة، وكذلك مشروع قناة الغور الشرقية التي تولت نقل مياه نهر الاردن ونهر اليرموك لأغراض الشرب لساكني إقليم الوسط من خلال محطة زي للمياه وكذلك ري المشاريع الزراعية في منطقة الاغوار الشمالية.

ومن أفكاره وبعد نظره أنه رفض فكرة السماح بترخيص المدارس الخاصة في الأردن، لأنه يعي تمامًا ما يعانيه المواطن الأردني من شح في الموارد والإمكانيات المادية، فوقف ضد كل من أراد أن يتاجر في قضية التعليم في الأردن.

في عام 1963م زار وصفي مدينة الخليل وكان برفقته المشير حابس المجالي وعدد من الوزراء، فقال له رئيس البلدية محمد الجعبري : أهالي الخليل عطشانين يا أبو مصطفى”.


فالتفت وصفي إلى عمر عبد الله دخقان مسؤول المياه في الأردن الذي كان يرافقه وقال له : ” يا عمر فيه بئر مياه بالقرب من مخيم الفوار جنوب الخليل، فرد عليه عمر : نعم البئر ممتاز ولكنه مغلق.

فالتفت وصفي إلى حابس باشا وقال له :” يوجد بالعقبة مواسير سريعة الربط، خلي هندسة الجيش تجلب المواسير وبدي الخليل تشرب من مياه الفوار خلال أسبوع “. فقام سلاح الهندسة بتوصيل المواسير ببعضها لمسافة 30 كيلومترا، وشربت الخليل من مياه الفوار فعليا خلال أسبوع. في احد ايام الصيف جاء إليه في دار الرئاسة وفدٌ من اهالي مخيم الحسين شاكين انقطاع المياه عن منازلهم حيث بادر على الفور بالاتصال مع مدير الدفاع المدني طالبًا اليه قيادة تنك ماء بنفسه الى المخيم لتشجيع باقي زملائه على انجاز مهمة ايصال المياه الى بيوت المخيم عبر التنكات في مدى ثلاث ساعات.

آمن وصفي التل بالانفتاح على كل القوى السياسية ، فكان الافراج عن المعتقلين السياسيين في عهده ، في عام 1966 ، واستطاع ان يجعل العديد منهم شركاء في الحكم . ومن إنجازاته رحمه الله أنه أوعز بإلغاء السجلات الأمنية للعديد من السياسيين والحزبيين، وأمر بنقل ملفاتهم إلى "بيت النار" في مصنع الاسمنت بالفحيص، وسمح بعودة العديد من السياسيين الذين لجأوا ذات وجع أردني إلى مصر وسورية ولبنان، وأعادهم إلى الأردن، وعين عددًا منهم في مناصب قيادية وأذكر منهم نذير رشيد وعلي أبو نوار وعلي الحياري وعبد الله الريماوي وغيرهم الكثير.

كما حدثت في عهده أزمة تمثلت بعدم وجود مادة السكر في المحلات التجارية في جميع انحاء الأردن، واشتكى له وزير الاقتصاد الوطني آنذاك من امتناع وكيل مادة السكر في الأردن عن توفير مادة السكر للمواطنين، بادر وصفي إلى الاتصال مع الوكيل وأبلغه انذارًا شفويًا بضرورة توفير السكر في غضون ثلاث ساعات وبالفعل تم توفير السكر في جميع المحال التجارية بصورة عاجلة. ويذكر أحد المرخين بأن وصفي وفي أحد المؤتمرات الصحفية أخطأ في النحو، فقال له أحد الصحفيين: دولة الرئيس مخزونك النحوي قليل!.. فرد عليه وصفي: لكن مخزوني الأردني كثير وهذا يكفي.

اشتهر وصفي التل ببساطته ، في لباسه حيث كانت بذلة الفوتيك الخضراء ، هي ما يرتديها على الاغلب ، وعرف ببساطته في التعامل مع الكادحين من المواطنين ، حيث كان يفترش الارض معهم ، ويشاركهم طعامهم البسيط ، ويساعد من يجده في طريقه ، وقد ذكر العديد من القصص عن تحميله لمواطنين ينتظرون وسيلة نقل على الطريق ، اثناء سيره من منزله في الكمالية ، الى رئاسة الوزراء في عمان ، وبعضهم كان يوصي سائقه لاحقا ، بإيصالهم الى مقصدهم حتى خارج عمان ، بعد ان يسمع بحاجة ملحة لهم ، وعدم توفر وسيلة نقل لهم ، او عدم توفر المال لديهم ، مع منحهم بعضا من ماله الخاص ، وهو الذي لم يعتمد الا على راتبه ، حيث كانت الديون متراكمة عليه بعد استشهاده ، ويذكر المواطنون كيف طلب تقسيط مبلغ ستة دنانير على ثلاثة اشهر ، وهي تكلفة تركيب ثلاثة اعمدة هاتف لمنزله في الكمالية ، وهو رئيس الوزراء ، صاحب الولاية العامة ، التي تقتضي ان تكون هذه الكلفة المتواضعة على حساب الخزينة .

لقد كان الشهيد وصفي التل عدو الفساد الشرس ، والذي كان يخشى كل ضعاف النفوس من المسؤولين ، التطاول على المال العام في عهده ، لا بل فرح بعضهم باغتياله ، كي تطلق ايديهم بهذا المال ، ويذكره الاردنيون اليوم ، وهم يعانون من اخطبوط الفساد .

وقد أثبتت الأحداث أن المقاومة الشعبية هي الوسيلة الانجح والانجح لمقارعة العدو الإسرائيلي وهذا ما لمسه الجميع في انتفاضتي الحجارة الاولى والثانية في الضفة الغربية وقطاع غزة وهو ما تأكد فعليًا مؤخرًا وبصورة جلية واضحة حيث احرزت المقاومة الاسلامية انتصارات جلية وواضحة على العدو الإسرائيلي وبخاصة في قطاع غزة.

ونستذكر ما صرح به رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي سيء الذكر اسحق "شامير حين" سئل عن الشخصية العربية التي كانت تهدد الكيان الاسرائيلي حيث قال بالحرف الواحد: "كان وصفي التل هو الشخصية العربية الأخطر على إسرائيل لأنه كان يدعو دوماً الى اعتماد المقاومة الشعبية ضد اسرائيل". وقد جاء في وثيقة بريطانية لوزير الخارجية البريطاني مؤرخة في الثالث من ديسمبر عام 1971م عنوانها "رئيس الوزراء وصفي التل" أن "طاقاته وقدراته وعدم فساده صفات جعلت منه واحداً من رؤساء وزراء قليلين ممن امتلكوا تأثيراً حقيقياً في السياسة الأردنية المستقلة عن الملك".

وبعد استشهاده في القاهرة نقل جثمانه الى عمّان في نفس اليوم الذي استشهد فيه وفي اليوم التالي (الاثنين 29 نوفمبر1971م ) شيّع الآلاف في الأردن وصفي التل من منزله في ضواحي صويلح إلى المقابر الملكية في عمان، كما خرج عشرات الألوف من المواطنين من المدن والبوادي لوداعه واصطفوا على جنبات الطريق الواصل بين مطار عمان المدني في ماركا ودارته في منطقة الكمالية في صويلح لإلقاء النظرة الأخيرة على نعشه بينما سار بعضهم خلف الجثمان الذي نُقل في موكب مهيب محاطًا بالجنود الذين امتطوا السيارات العسكرية المكشوفة، يتقدمهم كبار المسؤولين في الدولة وعلى رأسهم جلالة الملك الحسين حتى وصل موكب الجنازة أخيرًا إلى المقابر الملكية، ودُفن وصفي هناك بعد الصلاة عليهِ في مسجد الحرس الملكي.

وأعلن الديوان الملكي الأردني الحداد لأربعين يوماً، كما علق دوام المدارس لثلاثة أيام، وامتنع بعض الأساتذة الجامعيين عن إعطاء المحاضرات وقام بعض طلاب الجامعات ومنهم طلاب من الجامعة الأردنية بأعمال شغب ومنعوا الأساتذة الجامعيين من إعطاء المحاضرات. كما عرضت الإذاعة الأردنية أغنية (موطن المجد) التي غنتها فيروز وكانت من الأغاني المفضلة لوصفي.

أطلق الآلاف من الأردنيين على مواليدهم منذ ذلك اليوم أسم وصفي تيمنا بذلك البطل فيما زينت جدران منازل عشاقه بصورته البهية وهو يثني شماغه على كتفه، دون ألوان.. «بالأبيض والاسود»، ونظرته تشي بفروسية الموقف ورجولة فارس لن يتكرر .

وقد نُقل جثمان وصفي لاحقًا إلى ساحة بيته في منطقة الكمالية غرب صويلح بعد أن طلبت زوجته من الملك حسين عندما زار منزلها أن يحقق رغبة وصفي في أن يكون مدفنه في أرضه في منطقة الكمالية، فلبى الملك الحسين رغبتها وأمر بنقل الجثمان فجرًا من المقابر الملكية. فتحول منزل وصفي إلى متحف وطني يزوره الآلاف في كل مناسبة وطنية إحياءً لذكراه.

ويذكر أن وصفي التل ألف كتابين هما:

- فلسطين دور العقل والخلق في معركة التحرير، (1967)، نشرته وزارة الثقافة الاردنية.

- كتابات في القضايا العربية، نشرته جريدة اللواء الأسبوعية، ضم معظم إنتاجات وصفي التل الكتابية، كما نشرته وزارة الثقافة عام 2010م.

وقد كتب الشعراء القصائد في وصفي، ورثاه العديد منهم، أشهرهم الشاعر حيدر محمود الذي كتب عدة قصائد منها «يا دار وصفي» و« ما زال دالية فينا»، يقول حيدر في قصيدة (هو وحده وصفي) يقول فيها :
قتلته أمريكا وإسرائيل
واللا دليل المستفز دليل
قتلوه كي يخفوا الذي فعلوه في
وطن لخيل الله فيه صهيل
هم دبروا أيلول فانتفضت على
ما دبروه منابت وأصول
والنهر نهر الحب يرفض أن يرى
دمه بأيدي الحاقدين يسيل
وعلى صخور الضفتين تحطمت
أسطورتان : بديلة وبديل
وصفي شهيد الضفتين وفيهما
مهج يصول بها الهوى ويجول
وهو الفدائي الحقيقي الذي
ما مسه زيف ولا تضليل
كان الرصاص يراعه وذراعه
وكلاهما بكليهما موصول
وأشد ما يخشى عدو غاشم
فينا : زنود صلبة وعقول
وهو العراري الأصيل صلاته
مقبولة وصيامه مقبول
قتلوه كي يتخلصوا من شاهد
عدل على من مال أو سيميل
هو وحده وصفي ولا وصفي سوى
وصفي وإيجازي هو التفصيل
ورثاه أيضا الشاعر ماجد المجالي قائلًا:
لو الأشعار يا هزّاع تشفي
غليلي أو لبثِّ الحزن تكفي
لكنت جعلت أبحرها مداداً
وصغت قلائداً في وصف وصفي
ولكني احترقت بنار عجزي
سما وصفي فلن يكفيه وصفي
فوصفي نصف أحلامي بأرضي
وثورة مصطفى بالشعر نصفي
أنا الأردُنُّ حرت بسوء حالي
وقد سلّمت للعرّاف كفّي
فخصخصةٌ ولصلصةٌ وعهرٌ
وثرثرةٌ مغطاةٌ بزيفِ
وقبحٌ ظلَّ يتركنا لقبحٍ
وسخفٌ راح يسلمنا لسخفِ
أخاف على بلادي من بلادي
كأنّ قصورها شِيدت لنسفي
فقد شدّت على قططٍ سروجاً
وأين رؤوسهم من نعل وصفي
......................
سلامٌ على روحِك الطَّاهرةِ أيُّها العربيّ الجليل.... وسلامٌ على دمِكَ الأردنيّ الَّذي كلَّما استيقظَ أورقَ الشَّفقُ واحمرَّ النَّدى. سلامٌ عليكَ يا بيدرَ إربد ويا رسمَ الوطنِ واسمَهُ البهي..... وعليكَ من اللهِ رحمةٌ، ولكَ علينا أنْ تظلَّ حاضراً في الذَّاكرةِ والوجدان....وسيظلُّ في الدُّنيا' مكانٌ لائقٌ بالموت.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :