سمو ولي العهد .. نهج هاشمي رصين
د. أميرة يوسف ظاهر
28-11-2024 10:51 PM
أينما وجهنا أعيننا حينما يكون سيدي صاحب الجلالة يقوم بمهامه الداخلية والخارجية نجده على بعد خطوات منه يراقب بعين المتعلم، ويوجه بعين المعلم فهو طالب في مدرسة عبدالله الملك والوالد.
وهو معلم في مدرسة الوطن التي تربى فيها طفلا، وترعرع أميرا ناضجا، وعسكريا بين زملاءه في خنادق التدريب، وهو في ذات الوقت زوجا وأبا، ومثلا للشباب الأردنيين الذين يتقدمهم بعزيمة الرجال حين
يحتاج لهذه العزيمة فقراء القرى البعيدة والأحياء القريبة، فها هو يخلع بزته العسكرية ليعمل وليًا للعهد ونائبًا للملك حين يترك الملك الوطن في عهدة الحسين الأمير والإنسان،ويبذل كل ما بوسعه ليقدم جهد القائد الذي تخرج من أكبر المعاهد العسكرية والجامعات المدنية محولا النظريات التي تعلمها إلى رؤى في الحكم.
وبقيادة واعية يحضر اجتماعات الحكومة فيوجهها، ويزور الجامعات فيلتقي بجيل جديد، يراهن على أن يكون
الجيل الذي سيعمل كل ما بوسعه لارتقاء وطنٍ قام على صناعة مشروع الأب والجد والجد الكبير الذي قام على تأسيسه.
كل هذا وعين الوالد القائد تقر وتلمع لما يحققه الحسين الابن وولي العهد الأمين، فكل الانجازات تصب في باب ما ينجزه عبدالله الملك، ويعمل الحسين على إضافة نوعية في الإدارة، فها هي جامعة الحسين الأكثر قدرة على إستيعاب الشباب الأردني، وهذه مؤسسة ولي العهد التي استطاعت أن تقدم ما لم تقدمه أي مؤسسة قيادية منذ عشرين عامًا ونيف.
ويقف سيدي الحسين الابن ممثلا الأردن في المحافل الدولية، وفي مؤتمرات قمة عالمية؛ فتكون كلمته الأكثر قدرة على مخاطبة الضمير الإنساني فيما يتعلق في فلسطين ولبنان، وفيما يخسره العالم في مجال البيئة، وفيما يستوجب تحقيقه في الأتمتة وإنترنت الأشياء والذكاء الصناعي، وهي علوم العولمة التي يتابعها ويوجهها سمو ولي العهد مع والده الملك منذ فجر العهد العبدلي الثاني، الذي ننهل من نقاءه وتقدمه وتطوره، كما الأمير الشاب الذي
يرافق جلالة والده في أغلب زياراته الداخلية والخارجية في مدرسة شبيهة حين كان الملك المؤسس عبدالله الأول يدرب حفيده الحسين الباني قبيل تسنم سلطاته الدستورية مطلع الخمسينيات من بداية القرن الماضي.
لذلك فهذا دأب الهاشميين حين يريدون أن يكون ولي العهد جاهز للقيادة بعد عمر طويل لمولاي الملك عبدالله الثاني بن الحسين. وهذا ما سيعمل على رفع الجاهزية الوطنية اتجاه المستقبل الذي صار من الصعب التكهن عنه، ويكون ولي العهد قادرا على التقاط الرسائل التي تأتي من حاجة الناس إلى قيادة متصلة وقوية، بأن يكون السلف صورة حقيقية للخلف، ولا يكون هناك أي تراجع في أي مرحلة بكل الظروف والحالات.
والحسين الابن كان قادرا على سبر غور المرحلة في كل منحنياتها، بدءا ببداية المرحلة العبدلية الثانية، ومرورا بحروب المنطقة والربيع العربي، وما حدث في العالم،إذ أنه التقى بالكثير من زعماء العالم،
والمسؤوليين الأمميين، والشخصيات الفاعلة في العالم، وفي الداخل أبصر كل نقطة ضعف ببصيرة واعية مكنته من الإشارة إلى حلول مقترحة، فاستمع إليه القائد الأب بكل أناة وتفكر جاعلا ولي العهد مشاركًا في مؤسسة الحكم.
إذا هي مدرسة لم تعتادها الكثير من مؤسسات الحكم الشبيهة بحكمنا الملكي.
وفي إطار ثان نجح سمو ولي العهد أن يكون عسكريا ناضجا حين كان أحد خريجي المدارس الأكثر حرفية ومهنية في الولايات المتحدة والمملكة والمتحدة، كما والده وأشقاءه وجده وبني عمومته ممن وضعوا نصب أعينهم الذود عن الوطن كقيمة متأصلة في مؤسسة الحكم.
بقي أن نقول أن خطو الحسين الابن هو استكمال لما يحققه الوالد الملك في كل الميادين ..