داخل لبنان .. في اليوم الأول من اتفاق إيقاف الحرب
حسين دعسة
28-11-2024 08:01 PM
في اليوم الأول من سريان اتفاق إيقاف الحرب، في لبنان، كشفت مصادر لبنانية، ردا على سؤال ل "الدستور" :هل من مؤشرات، من اي طرف على كسر اتفاق إيقاف الحرب؟.
تدل الإجابة ، سياسيا وأمنيا، واجتماعيا، انه :
لا يوجد مؤشرات على ذلك، حتى الناس وان لم يظهر ذلك على وسائل الاعلام الّا انهم يبدون تعب وعتب على كل ما حصل.
وعلل المحلل السياسي الاستراتيجي، باسل العريض، في ردوده ل "الدستور" :
حزب الله يدرك ذلك جيدا؛ ان اللبنانيين والجنوبيين لا يحتملون مزيدا من القتل والدمار خصوصا انهم لا زالوا يعانون من تبعات الأزمة، العسكرية والاجتماعية والاقتصادية
، ولفت، أن الشعب اللبناني، اموالهم لا تزال محتجزة بالمصارف والعملة المحلية خسرت ما يقارب ٩٠٪ من قيمتها امام الدولار في السنوات الماضية، ومع سنة الحرب والاسناد مع المقاومة في غزة.
ولفت إلى انه:.. في ٢٠٢٤ كان الاقتصاد بدأ باعادة دوران عجلته واللبنانيون؛ كادوا ان يعيدوا الاستقرار الى اوضاعهم الاقتصادية والمالية، فاذا بالحرب شكلت ضربة قاضية.
.. لكل ذلك واكثر يدرك حزب الله ان ما تحقق من خلال الاتفاق هو افضل الممكن، وبالتالي من المستبعد ان يقوم باي خرق يعود ويستدرج الحرب.
العريض، أشار، أن المرحلة، بعد اليوم الأول من سريان الاتفاق، تستدعي، انه علينا - ايضا- ان نتابع مواقف "الوكيل الاقليمي" اي ايران وما يصدر عنها تجاه الوضع الراهن، في لبنان والمنطقة.
*الهدنة قابلة للإستمرار.. لكن؟.
يرى العريض، أن :كل ذلك يؤشر الى ان الهدنة قابلة للاستمرار لكن المشكلة ستكون داخلية بين الاطراف اللبنانية وخلافاتها التقليدية فيما بينها والآن يضاف اليها مسألة تحميل حزب الله مسؤولية ادخال لبنان في حرب (..) كانت نتائجها مدمرة ولم تغير في المشهد العام في غزة.
.. ميدانيا، خص "الدستور" المحلل السياسي باسل العريض، برؤية موسعة لاحداث اليوم الأول بعد إيقاف الحرب، ورسم العريض أفق الواقع استنادا إلى مشاهدات حية منها:
* اولا:
من الواضح ان قرار الهدنة اكبر بكثير من الاطراف المتصارعة.
*ثانيا:
الجيش اللبناني بدأ بشكل سريع وفعّال تعزيز قواته جنوب الليطاني ومنذ صباح اليوم بدأت وحدات مؤللة بالتوجه جنوبا تنفيذا للاتفاق وتطبيق القرار ١٧٠١
*ثالثا:
منع الجيش اللبناني، عددا من المواطنين التوجه الى بلداتهم الحدودية نظرا لوجود الجيش الاسرائيلي فيها.
*رابعا:
حركة العودة، عودة اللاجئين والاهالي، بدأت قبل ساعة تقريبا من موعد اعلان الهدنه في الرابعة صباحا، بحيث انه ما كادت الهدنة تدخل حيز التنفيذ حتى بدأ الجنوبيون بالعودة وبالفعل كان هناك زحمة سير، ما دفع بالجيش ورئيس الحكومة إلى الطلب منهم التريث بالعودة الى حين استباب الامن وتأمين عودة آمنة
*سياسيا:
* في الابعاد السياسية، والأمنية اللبنانية قال :
يبدأ غدا الخميس، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان ايف لودريان زيارة إلى بيروت للبحث في الخروج من الأزمة السياسية على ان تكون البداية انتخاب رئيس للجمهورية.
كذلك، أوضح رئيس مجلس النواب نبيه بري في كلمته اليوم الاربعاءالى اللبنانيين تحدث عن انتخاب رئيس لا يمثل تحديا لاي طرف.
* ترجمة لذلك يعقد مجلس النواب غدا الخميس جلسة للتمديد لثلاثة من قادة الاجهزة الامنية.
لكن في المضمون التمديد هو لقائد الجيش جوزف عون الذي يعد المرشح الأبرز للرئاسة وهو محط اجماع بين معظم القوى السياسية والدول العربية المتمثلة باللجنة الخماسية اضافة الى تأييد المجتمع الدولي المتمثل بالولايات المتحدة الاميركية وفرنسا.
لكن، يقول العريض:هذا لا يعني أن الأمور ذاهبة باتجاه الحل السريع.
*.. التحديات الكبرى
تحديات كبرى لاتزال امام لبنان وهي يمكن ايجازها:
*1:
ان انتخاب رئيس للجمهورية هو مقدمة وقد يكون مفتاح لحل عدد من المسائل المتعلقة بتسيير امور الدولة.
*2:
كيف سيتعامل حزب الله مع الجيش جنوب الليطاني وهل سيسهل مهمة القوات الشرعية بضبط الارض ومصادرة الاسلحة وذلك يالتعاون مع قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة (اليونيفيل)
*3:
كيف سيكون شكل الحكومة المقبلة بعد انتخاب رئيس.
وكيف سيتعامل حزب الله مع البيان الحكومي وتحديدا لجهة معادلة (شعب جيش مقاومة) وهي مسألة موضع خلاف سياسي جوهري يمكن ان يعيق عملية تاليف الحكومة.
*4:
مسألة إعادة الاعمار ومن هي الدول التي ستساهم بهذه المهمة الكبيرة، خصوصا ان الدمار بحسب التقديرات الاولية تفوق اضعاف تلك في حرب ٢٠٠٦
*وثائق الحرب:
حصلت "الدستور"، على النص الكامل لبيان حزب الله، غرفة عمليّات المُقاومة الإسلاميّة:
* نص بيان حزب الله حول سير عملياته منذ بداية الإسناد.
بيان رقم 4638 صادر عن غرفة عمليّات المُقاومة الإسلاميّة:
بِسْمِ اللَّـهِ الرحمن الرَّحِيمِ
﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾
صدق الله العلي العظيم
دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد، وإسنادًا لمُقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن شعبنا اللبناني الصامد، أكملت المُقاومة الإسلاميّة طريقها ملبيةً أمر أمينها العام وشهيدها الأسمى سماحة السيد حسن نصر الله قدس سره الشريف، وحامل الراية من بعده، سماحة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم حفظه الله، واستمرّت على عهدها وجهادها على مدى أكثر من 13 شهرًا، وتمكنت من تحقيق النصر على العدو الواهم الذي لم يستطع النيل من عزيمتها ولا من كسر إرادتها، وكانت الكلمة للميدان الذي استطاع برجاله المُجاهدين الأطهار، المُتوكلين على الله تعالى من إسقاط أهدافه، وهزيمة جيشه، وسطروا بدمائهم ملاحهم الصمود والثبات في معركتي طوفان الأقصى وأولى البأس.
وفي هذه المناسبة المجيدة، تعلن المقاومة ما يلي:
• بلغ عدد عمليّات المُقاومة الإسلاميّة منذ انطلاق عمليّات طوفان الأقصى في 08-10-2023 أكثر من 4637 عمليّة عسكريّة (مُعلن عنها) خلال 417 يوماً، بمعدل 11 عمليّة يوميًا.
• من ضمن هذه العمليّات 1666 عمليّة عسكريّة متنوعة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان وانطلاق عمليّات أولي البأس في 17-09-2024، وبمعدل 23 عمليّة يوميّا. استهدفت هذه العمليات مواقع وثكنات وقواعد جيش العدو الإسرائيلي، والمدن والمستوطنات الإسرائيلية بدءاً من الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة حتى ما بعد مدينة تل أبيب، كما تضمنت التصدي البطولية للتوغلات البريّة لقوات العدو داخل الأراضي اللبنانيّة.
• وفي إطار عمليّات "أولي البأس" نفذت المُقاومة الإسلاميّة 105 عمليّات عسكريّة ضمن سلسلة عمليّات خيبر النوعيّة، استهدفت من خلالها عشرات القواعد العسكريّة والأمنيّة الاستراتيجيّة والحساسة، والتي جرى استهدافها للمرّة الأولى في تاريخ الكيان، باستعمال الصواريخ النوعيّة البالستيّة والدقيقة، والمُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة، التي وصلت حتى ما بعد تل أبيب، بعمق 150 كلم داخل الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة.
• بلغت الحصيلة التراكميّة للخسائر التي تكبدها جيش العدو الإسرائيلي منذ إعلانه عن بدء التقدم البرّي داخل الأراضي اللبنانيّة في 01-10-2024 وحتى تاريخ إصدار هذا البيان:
- مقتل أكثر من 130 جندياً وضابطاً وأكثر من 1250 جريحاً.
- تدمير 59 دبابة ميركافا، و11 جرّافة عسكريّة، وآليّتي هامر، ومُدرّعتين، وناقلتي جند.
- إسقاط 6 مُسيّرات من طراز "هرمز 450"، ومُسيّرَتين من طراز "هرمز 900"، ومُحلّقة "كوادكوبتر".
مع الإشارة إلى أنّ هذه الحصيلة لا تتضمّن خسائر العدوّ الإسرائيلي في القواعد والمواقع والثكنات العسكريّة والمُستوطنات والمُدن المُحتلّة.
تؤكد غرفة عمليّات المُقاومة الإسلاميّة على التالي:
• طوال العمليّة البريّة لجيش العدو الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، ومنذ 01-10-2024، وبفعل ثبات مجاهدينا في الميدان، لم تفلح محاولات القوات المعادية المتوغلة في احتلال والتثبيت في أي بلدة من بلدات النسق الأول من الجبهة - علما ان هذه البلدات كانت تتعرض للاعتداءات منذ بدء "طوفان الأقصى"- كما لم تفلح في إقامة منطقة عسكريّة وأمنية عازلة كما كان يأمل العدو، وكذلك لم تتمكن من إحباط إطلاق الصواريخ والمُسيّرات على الداخل المُحتل؛ وحتى اليوم الأخير من العدوان، واصل مجاهدونا استهداف عمق العدو من داخل البلدات الحدوديّة.
• إن المرحلة الثانية من العمليّة البريّة لم تكن إلا إعلانًا سياسيًا وإعلاميًا، إذ لم يتمكن العدو من التقدم إلى بلدات النسق الثاني من الجبهة، وتلقى خسائر كبيرة في الخيام التي انسحب منها ثلاث مرّات، وعيناثا، طلوسة، وبنت جبيل والقوزح. فيما كانت محاولة التقدم الوحيدة إلى بلدات البيّاضة وشمع في القطاع الغربي، والتي أصبحت مقبرة لدبابات وجنود نخبة جيش العدو، الذين انسحبوا منها تحت ضربات المجاهدين.
• إن خطط المُقاومة الدفاعيّة مبنيّة على نظام الدفاع البُقَعي، ولقد أعدّت المُقاومة أكثر من 300 خط دفاع جنوبي نهر الليطاني، كانت كل بقعة فيها على أعلى مستوى من الجاهزية من حيث العديد والعتاد والإمكانات، وما حصل في البيّاضة والخيام خير دليل.
• تؤكد غرفة عمليّات المُقاومة الإسلامية أن مجاهديها ومن مُختلف الاختصاصات العسكريّة سيبقون على أتم الجهوزيّة للتعامل مع أطماع العدو الإسرائيلي واعتداءاته، وأن أعينهم ستبقى تتابع تحركات وانسحابات قوّات العدو إلى ما خلف الحدود، وأيديهم ستبقى على الزناد، دفاعا عن سيادة لبنان وفي سبيل رفعة وكرامة شعبه.
إلى أهلنا الشرفاء
يا أكرم الناس وأطهر الناس وأشرف الناس، يا شعبنا العزيز والأبي، يا أبناء وطننا الأحرار، يا من حطّمتم بصمودكم الأسطوري وتضحياتكم التي لم تقف عند حدّ أوهامَ العدو، فكان النصر من الله تعالى حليف القضيّة الحقّة التي احتضنتموها وحملتموها عائدين إلى قراكم وبيوتكم بشموخ وعنفوان؛ تجوبون بالنصر أرجاء الدنيا، وتحملون الراية الشامخة والراسخة في الميدان والوجدان، التي ستبقى عصيّة على القهر والعدوان.
إن المُقاومة الإسلاميّة التي قدّمت في سبيل الله والدفاع عن أرضها وشعبها، وعلى طريق نصرة المظلومين في فلسطين، خيرة قادتها ومجاهديها، تتوجه اليوم إليكم، وإلى كل الأحرار في العالم، وللمجاهدين في الساحات، بتحيّة السلاح والجهاد والشهادة والنصر، وتُعاهد باسم مجاهديها وفرسانها كل الدماء الزاكية، والأرواح الطاهرة، بأن تكمل طريق المُقاومة بعزيمة أكبر، وبأن تستمر في الوقوف إلى جانب المظلومين والمستضعفين والمجاهدين في فلسطين بعاصمتها القدس الشريف، التي ستبقى عنوانا وطريقا للأجيال الحالمة بالحرية والتحرير.
﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم﴾
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024 مـ
الموافق 24 جمادى الأولى 1446 هـ.
*تحليل الوثيقة:
* اعلان حزب الله انه انتصر ودعوة الناس الى العودة لقراهم يعني حتما انه لن يستأنف الحرب او القيام باي عمل قد يهدد الهدنة "الهشة"، حتى الساعة نظرا لتواجد قوات اسرائيلية داخل لبنان.
* موهنا تكمن الإشارة المهمة، التي تؤكد وجود أسرى من حزب الله لدى الاسرائيليين وهي نقطة بغاية الاهمية لم يتطرق إليها اتفاق الهدنة، مع العلم انها كانت السبب في اشعال حرب ٢٠٠٦،عندما نفذ حزب الله عملية لأسر جنديين ليقوم بعملية تبادل مع أسرى لبنانيين وفلسطينيين داخل سجون الاحتلال.
.. مع كل ذلك، ما زالت المؤشرات السياسية والأمنية، تدل على حذر شديد، مع حراك دبلماسي عربي، دولي، ومن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي،.. وكل ذلك يعمل من أجل إنهاء أزمة الحرب في لبنان، والتحول نحو إمكانية وجود جهود جديدة لعودة الوسطاء لمتابعة المفاوضات، التي ترن إلى وضع حل لإيقاف الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، بالذات في هذا التوقيت، نظرا لرضوخ معين يتجه نحو العمل بإجبار السفاح نتنياهو على الدخول هو والكابنيت في تسوية توقف الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.
المساعي والتحويلات السياسية دوليا وعربيا وفلسطينيا، تتحرك مع عودة الإدارة الأميركية والبنتاغون والرئيس المنتهية ولايته بايدن إلى ضرورة إيجاد تسوية في غزة.
الدستور المصرية