القائدُ بين أهلهِ في الكرك
عدنان خليل القرالة
28-11-2024 04:27 PM
على ثَرى مؤتةَ الطّهور تجدد لقاءُ جلالةِ الملكِ عبد الله الثاني ابنِ الحسين حفظهُ الله وأعز ملكهُ بأهلهِ أبناءِ محافظة الكرك ...
وميدانُ معركةِ مؤتةَ الشهير ، ازدهى بهذا التشريف الملكيّ الغالي ، ولهذا المكانِ الّذي التقى فيه القائدُ مع الأهلِ في الكركِ رمزيةٌ سياديةٌ وسياسيةٌ مهمةٌ ، ورسالةٌ ذاتُ معنىً كبير ، فضلاً عن القُدسيةِ التي تأخذُ من معينِ الشهادةِ أسبابَها ...
إن أبناءَ الكركِ لفخورون بلقاءِ قائِدهم ، تتقدمُهم نفوسُهم المتلهفةُ ، وعيونُهمُ المتطلعةُ ، كيف لا ، وهم الذين عقدوا العزمَ على حملِ أمانةِ الولاءِ والانتماءِ ، ومحبةِ الوطنِ ، وفي يقينِهم أنَّ الأردنَ هو الأولُ في قلوبِهم ، ومنه ينطلقونَ مع قائدهم إلى القضايا المركزيةِ الأخرى ...
بطاحُ مؤتةَ زهت ورداً بحجمِ الحبِ لقائدِ الوطنِ ، وأبناءُ الكرك حُرّاسُ منجزاتهِ، والأمناءُ على أمنهِ ، وسيادتهِ وحريّتهِ ، إنهم كبارٌ بقائِدهم الذي شرّفُ المكانَ الطّاهرَ بحضورهِ الملكيِّ البهيّ ، ومجدهِ الهاشميّ الأثيل الشريف ...
لقاءُ جلالة الملك بأبنائه في محافظة الكرك جاء ليجمعَ مع أهلهِ في الكركِ بين صلابةِ الدولةِ الأردنيةِ وحكمةِ القيادةِ الهاشميةِ وشرعيتها وبين هذه الرُّحابِ التي باركها جدُّهُ الرسولُ الأعظمُ محمدٌ صلى اللهُ عليه وسلّم ، وأرادَها منطلقاً لجيوشِ الفتحِ الأولى ومنابعَ الحريةِ الغيداقةَ بالعطاءِ ، وإنه للقاءٌ كريمٌ ، وملتقىً عظيم ، يقفُ فيهِ القائدُ الواثقُ ذو العزيمةِ بين أهلهِ وعلى ترابٍ مُضمّخٍ بدماءِ الشهادةِ الزكي ، ويُعيدُ للعيونَ المتطلعةِ ألقَها واعتزازها بنفسها ، وثقتِها بقائِدها ...
لقاء جلالة الملك بأبنائه في الكرك هو يومٌ عظيمٌ من أيامِ الأردنِ الخالدات ، يُجللُّها اليوبيلُ الفضيُّ بقوةِ المضاءِ وصدقِ الوفـاءِ ، هذا اليومُ هو لقاءُ الأحبّةِ بين يدي زيدٍ وجعفرٍ وابنُ رواحةَ والملكِ عبد الله ، وعينُ السماءِ ترعاه بالمحبةِ والتوثبِ والمُضيِّ قُدماً للدفاعِ عن الأردنِ والحفاظِ على سيادتهِ وحمايتهِ من كل معتدِ أثيم ...
هو يومٌ خالدٌ في تاريخنا الحديثِ ، لهُ معانيهِ العظيمةُ وغاياتهُ الساميةُ ، ورسائلهُ الواضحةُ وبيانهُ الجليّ ، ونقولُ للقائدِ المفدى : أنتَ في عيونِ أبناءِ الكركِ نورُها ، وفي قلوبهم نبضُها ، وفي أرواحِهم الهاجسُ والمبتغى ...
حفظَ اللهُ جلالةَ الملكِ سيداً مُقدّما ، عزيزاً مكرما ، حبيباً في القلوبِ منعماً ...
وعاشَ الأردنُ بقيادتهِ قوياً عالياً