هل ستوقف إسرائيل حربها على غزة كما لبنان ؟
د.محمد البدور
28-11-2024 02:58 PM
حقيقة طبيعة الاهداف وإستراتيجية إسرائيل في حربها على لبنان ليست كما هي في غزة والضفة وعلى الفلسطينيين .
في لبنان تريد إسرائيل القضاء على المقاومة الاسلامية "حزب الله "وغيره من الفصائل المسلحة الذين وقفوا مع حماس في مواجهة عدوان إسرائيل على غزة بعد عمليةالطوفان والذين صمدوا بوجه اسرائيل وصدوا عدوانها ولولا بسالتهم لما اوقفت اسرائيل حربها ورضخت لوقف اطلاق النار بينما اهدافها في غزة فهي ايضا القضاء على المقاومة الفلسطينية وتهيئة الظروف والبيئة لمشروعها السياسي المرتبط بالتوسع والتهجير والاستيطان والسيطرة على الارض وإنتزاعها من شعبها وضمها لدولة إسرائيل بتواطؤ امريكي وتهاون دولي وكما ان إسرائيل اعتبرت الجبهة اللبنانية جبهة ثانوية وان جبهتها الرئيسة في غزة والضفة ومع الفلسطينيين .
والحقيقة ان ظروف لبنان والنظرة الدولية للتعاطف معها كانت اكثر منها مع الفلسطينيين لطالما لبنان دولة مستقلة ذات سياسة ونظام سياسي تربطه مع الكثير من الدول العظمى مصالح إستراتيجية ساهمت في تدخلها لوقف العدوان عليها واما في غزة فلا يوجد ممثل سياسي للمقاومة يحظى بالقبول الدولي وإنما تجرى عمليات التفاوض معها من خلال الوسطاء الذين ليس بايديهم صلاحيات حسم القرار ٠
لايبدو ان هناك مايلوح بالافق من بوادر لوقف إطلاق النار في غزة وعلى العكس فإن الظروف ستخدم إسرائيل لتتمادى بجرائمها اكثر خاصة بعد ان تفردت بجبهة غزة وخروج الجبهة الشمالية "المقاومة اللبنانية" من ساحات القتال وقد ينسحب هذا الهدوء العسكري على جبهات الفصائل المناصرة لها في سوريا والعراق واليمن ٠
ثمة متغيرات دولية تخدم إسرائيل اكثر من اي وقت مضى في هذه الحرب وهي المغازلة السياسية بينها وبين روسيا والتي اول غيثها الزيارة السرية التي قام بها الوزير الاسرائيلي رون دريمر لموسكو وعرضه على الكرملين المقايضة مابين تدخل روسيا بوقف تصنيع وإمدادات السلاح لحزب الله من سوريا وإيران وكذلك إقناع الاخيرة بعدم الرد على إسرائيل بعد عدوانها الاخير عليها وبالمقابل تتعهد إسرائيل باستثمار نفوذها وعلاقاتها مع الرئيس الامريكي ترامب لترطيب العلاقات الجافة مع روسيا منذ ان بدأت حرب اوكرانيا وبالتالي ايجاد مخرج سياسي لروسيا من مستنقع اوكرانيا والى غير ذلك فإن هذه الظروف ليست بصالح ثقل موازين حماس والفلسطينيين خاصة ان هناك حديث عن صفقة قرن جديده ترى في الاردن حاضنا فيدرالي لدولة فلسطين وفي مصر حاضنا لرقعة ماتبقى من غزة وبالتالي فصل الضفة عن القطاع وتقطيع اوصال الفلسطينيين.