ماذا بعد الاتفاق بين لبنان واسرائيل؟
كمال زكارنة
28-11-2024 12:58 PM
اسئلة كثيرة تطرح اليوم ،بعد التوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار بين حزب الله واسرائيل،اهمها ،هل انسحب حزب الله من المعركة ،وهل غادر الميدان ،وهل وافق على تفكيك وحدة الساحات ومحور المقاومة وتفتيت الجبهات ،وهل خرجت غزة من اجندة الحزب ،وما هو دور ايران خلال الفترة القادمة،واين اصبحت القضية الفلسطينية وتحرير القدس ،وهل طويت شعارات التحرير والعداء والموت لاسرائيل وامريكا ،وغيرها الكثير من التساؤلات التي لا تنتهي.
لأول مرة خلال 78 عاما من الاحتلال للاراضي الفلسطينية والعربية ،يتم كسر شوكة الاحتلال ونحره ودحره والسيطرة على جيشه وتحطيم معنوياته واسطورته ،على يد المقاومة الفلسطينية واللبنانية .
لا احد ينكر دور حزب الله العسكري ،في اسناد جبهة غزة وخوضه حربا هي الاطول ضد الاحتلال ،حيث استمرت اربعة عشر شهرا،وخسر الحزب وخسرت لبنان الكثير من الضحايا والشهداء وتعرضت لكثير من الدمار والخراب .
لأول مرة في تاريخ الصراع الفلسطيني والعربي الاسرائيلي ،تكون كامل فلسطين المحتلة تحت الصواريخ والقصف اليومي المستمر ،من غزة ولبنان واليمن والعراق،وجميع سكان الكيان في الملاجيء ،وحكومة الاحتلال تحت الارض،وتتصاعد بشكل ملفت وكبير الهجرة العكسية من الكيان ،وهذا مقتله، وتتوقف الهجرة القادمة اليه،واكثر من نصف مليون محتل ينزحزن داخليا من الشمال والجنوب الى الوسط،بحثا عن الامان الذي فقدوه خلال هذه الحرب التي ما تزال مستمرة ،ولأول مرة تخسر اسرائيل هذه الخسائر الفادحة بالارواح والمعدات والدمار الذي لحق بها جراء خلال الحرب.
لكن لو تفحصنا بنود الاتفاق وتوقفنا عند بعضها ،سنجد انها تنص على التزام الطرفين بعدم مهاجمة بعضهما البعض ،ولهما حق الدفاع عن التفس ،وان التواجد العسكري في جنوب لبنان للجيش اللبناني فقط ،ويعترف الطرفان بأهمية القرار 1701 ،ولا التزام بتنفيذه وهذا احد المثالب المهمة بالاتفاق، كل بيع أو توريد أو إنتاج للأسلحة أو المواد المتعلقة بالأسلحة إلى لبنان سيكون تحت إشراف وسيطرة الحكومة اللبنانية، سيتم تفكيك جميع المنشآت غير القانونية المعنية بإنتاج الأسلحة والمواد المتعلقة بها.
وسيتم تفكيك جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية، وستتم مصادرة أي أسلحة غير قانونية لا تتماشى مع هذه الالتزامات، ستقوم إسرائيل بسحب قواتها تدريجياً من الجنوب باتجاه الخط الأزرق خلال فترة تصل إلى 60 يوماً،اما باقي البنود فهي عادية انشائية .
هذه البنود تعني تقييد تسليح حزب الله ،ووقف العداء بين الحزب واسرائيل ،يعني ان وجود الحزب العسكري لم يعد مطلوبا وليس له ضرورة ،اذ لا يمكن ان يكون دولة داخل دولة ،وما الاهتمام بتسليح الجيش اللبناني من قبل امريكا وفرنسا والغرب ،الا بهدف تمكينه من مقاتلة حزب الله واشعال حربا اهلية في لبنان،وليس من اجل الدفاع عن لبنان ضد اسرائيل.
القبول ببقاء جيش الاحتلال ستين يوما في الجنوب اللبناني مثلب آخر بالاتفاق ،لانها مدة طويلة اكثر من اللازم،الوضع السياسي في لبنان خلال الفترة القادمة ،سيكون قابل للانفجار في اي وقت بسبب هذا الاتفاق .
فلسطينيا ،كان يجب ان يتضمن الاتفاق شرطا خاصا بغزة ،حتى لو كان انسانيا ،للحفاظ على ترابط وتماسك الجبهات والساحات .
اسرائيليا ،اوضخ نتنياهو الاسباب التي دفعته للموافقة على الاتفاق ،وهي التفرغ لايران ،والفصل بين حزب الله والمقاومة الفلسطينية ،وعودة النازحين الاسرائيليين ،وانعاش جيش الاحتلال ،لكنه كان غبيا جدا ،عندما قال ان الاتفاق ليس الا هدنة وليس وقفا للحرب ،وبذلك فهم النازحون ان عودتهم الى شمال فلسطين المحتلة سوف تكون محفوفة بالمخاطر،لان استئناف الحرب مسألة وقت، لذلك لن يعودوا .
الاتفاق يضع حزب الله في ازمة داخلية ،وفي مواجهة مع الحكومة اللبنانية والقوى اللبنانية الاخرى ،لانه يضع وجوده واسباب وجوده على المحك.