عندما ننتقد "اداء" الوزير
فيصل تايه
28-11-2024 11:13 AM
عندما نتناول في كتاباتنا قضايا الوطن بشفافية، فإننا في ذلك "نكتب" اما مشيدين او ناصحين او ناقدين لأن "النقد" يكشف الطريق أمام القلوب المخلصة فتمنح المزيد، خاصة عندما ننتقد اداء "وزير او مسؤول" او مسيرة وزارة نرصد بها تراجعاً، ولا نقصد في ذلك ان ننتقد اداء اشخاص بعينهم وبصفة تمسهم، فالوزراء او المسؤولين اياً كانت مواقعهم هم قامات وطنية تولوا مسؤولياتهم ضمن حكومة نالت الثقة الملكية السامية لإدارة قطاع من القطاعات، فهم مؤتمنون، ونعلم انهم يتمنون الكلمة الطيبة التي تنقد نقدا بناءً صريحاً هدفه أولاً وأخيراً خدمة الوطن والمواطن، فما وُضعوا في هذا المنصب إلا لأجل ذلك الهدف النبيل وهم في النهاية كما نحن "بشر" نصيب ونخطئ.
اننا وحين نتحدث عن تشكيلة دولة الدكتور جعفر حسان الوزارية التي بدأت عملها قبل "شهرين" من الآن ، فان المعطيات تشير ان كل واحد من "اصحاب المعالي" قد فهم خلال هذه الفترة جوانب العمل في وزارته، فحق علينا أن نعينهم ونرصد لهم بعض "الإشارات الحمراء" التي يجب أن يتوقفوا عندها، لذلك عليهم "الاصغاء" لذوي الخبرة والكفاءة فالنصيحة واجبة، ولن نقبل ان يسيروا في خطى اي فشل سابق، وتستمر بعض المديريات في وزاراتهم في تخبط "ذريع" حيث المحصلة فقدان الثقة بادائهم، لذلك واجب علينا ان "ننبه" كل "وزير" باعتباره راس هرم وزارته، من الذين يتقربون منه من المنافقين والمداحين وأصحاب الوجوه المتلونة والذين يظهرون تصديقهم له في كل كلمة يقولها ولا يبدون أي اعتراض لا لأجل شيء، إلا لأنه الوزير، فمنهم من يبحث عن بقائه في مقعده، ومنهم من لا يهتم إلا بمدى رضا معالي الوزير عنه، فذلك طموحه ومبتغاه، لذلك لن نتوانى في ان "نشير" الى الوزير ان لا يرفض مقابلة الصادقين المخلصين الذين يريدون له ولوزارته ولوطنهم جميعا الخير والصلاح لا لشيء إلا لأنهم شهدوا الحق فغيبوا.
لنقول ومع كل المخلصين "انتبه" أيها الوزير ولا تستمع للمتنفذين ذوي الضحكة الصفراء ولا تبعد عن أبناء الوطن الغيارى، و"انتبه" لمن يقفون على بابك متذللين لمنصب او جاه، و"انتبه" أيها الوزير للذي لا يحضر لوزارتك إلا عند الساعة العاشرة صباحا بعد أن تطير الطيور بأرزاقها وتغيب البركة عن الجنبات، "وانتبه" أيها الوزير للذي يبحث فقط عن الفلاشات والتصوير والاحتفالات مغفلاً الجانب التنفيذي في وزارتك، "وانتبه" أيها الوزير ولا تستثني من أجندتك اليومية أو الاسبوعية اي وقت لمقابلة المواطنين وتتركهم بين يدي مدير متغافل أو رئيس قسم متكاسل أو موظف متجاهل، فحينما ضاقت بهم السبل وقصدوا بابك لا يجدوك، ولا تجعل من الوصول إليك أشبه بمن يحلم بالماء في أرض قاحلة، كما "وانتبه" أيها الوزير من ان تحيط نفسك بهالة كبيرة من المستشارين الذين لا حول لهم ولا قوة سوى التنظير واصدار الفتاوي الواهنة "وفاتحين مكاتبهم شق "خريويش".
ولنقول لكل وزير "انتبه" أيها الوزير ولا توقف خطط التنمية وتبطئها بأسباب واهية رغم توافر الميزانية في خزانة وزارتك، "وانتبه" أيها الوزير ولا تحيل المتميزين المخلصين لدرج التغافل الى الدرك الاسفل من وزارتك، لا لشيء إلا لوشاية أتتك أو وصاية وصلتك دون تثبت أو يقين، "وانتبه" أيها الوزير وقم بزيارات مفاجئة لإدارات وزارتك ومرافقها، وأشكر المحسن على إحسانه وقوّم المخطئ وأحسسه بخطئه، "وانتبه" أيها الوزير الى التواصل مع الأقسام المختصة التي تتابع شكاوى المواطنين ولا تجعل من الأمر وكانه لا يعنيك.
واخيرا "قلناها" مرارا وتكراراً إننا بحاجة لوزراء يضع الواحد منهم مخافة الله دوما نصب عينيه ويخاف منه ويرتجي رضاه، ويقرب منه الصادقين المخلصين ويبعد عنه المنافقين المتلونين، ويشعر بأهمية الثقة التي أولاها له صاحب الجلالة لخدمة الوطن والمواطنين، ولنا ان نقول: كلنا امل وثقة بحكومة دولة الدكتور جعفر حسان ووزرائها الاكارم..
والله ولي التوفيق