الأردن في عمق التحديات .. صمود وتطلعات
المحامي سليم أحمد المحيسن
28-11-2024 08:23 AM
يعيش الأردن اليوم مرحلة مليئة بالتحديات والمتغيرات سواء على المستويين الداخلي والإقليمي، وبينما يتزايد الضغط وتتعاظم الصعوبات، تبرز الهوية الأردنية كرمز للصمود والتحدي وكدرع يحمي الوطن من كل ما يواجهه من تحديات، جاءت حادثة الرابية التي شهدت مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من رجال الأمن بعد إطلاق نار استهدف دورية أمنية في العاصمة عمان فجر الأحد، لتبرز التحديات الأمنية التي يواجهها الوطن لتؤكد على ضرورة رفع الجاهزية الأمنية للتعامل مع مثل هذه الاعتداءات التي لن تزيد المجتمع الى وحدة ومنعة وصلابة بالتفاف حول مؤسساتنا الأمنية وقيادتنا الحكيمة، ولنضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه أن يمد يد الغدر الى رجال أمننا أو تراب وطننا، وهذا ليس بجديد فلطالما عشنا أحدث وأزمات في بلد كتب عليه أن يكون وسط النار وكأن "الضربة إلي ما بتكسره.. بتقويه".
نعم الملفات كبيرة والواقع الاقتصادي المعيشي للمواطنين "الكاظمين الغيض" ليس بخير، ولكن يجب أن نتماسك ونعزز ثوابتنا ونبني على مكتسباتنا، فقد أظهرت التحديات الراهنة أن الأردن يملك من المقومات ما يمكنه من الصمود والاستمرار بالرغم مما يحيط به من صراعات وأزمات وحروب إقليمية، وخطاب جلالة الملك في افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين أكد أن الإيمان بالهوية الوطنية والإرث الهاشمي، والانتماء العروبي هي أسس راسخة تمثل جزءًا لا يتجزأ من تكوين كل أردني وأردنية، وهذه الأسس هي ما يجعلنا قادرين على مواجهة التحديات بثبات ورفض أية سياسات لا تخدم مصالحنا أو تتعارض مع مبادئنا.
لم يكن الحديث الملكي عن التحديات الراهنة مجرد توصيف للواقع، بل كان دعوة حقيقية للعمل والإصرار على تجاوز هذه التحديات بقوة رجاله وبالإيمان العميق بمستقبل الأردن، فمن خلال حديثه عن الاقتصاد ومواصلة تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، أظهر الملك تفاؤله الكبير بإمكانات الأردن وكفاءاته البشرية، مشددًا على أهمية التعاون الوثيق بين مختلف مؤسسات الدولة لرفع معدلات النمو وتحقيق الحياة الكريمة للمواطنين.
في بلدنا طاقات بشرية هائلة من شباب وشابات يسعون نحو الإبداع والتميز، ويشكلون القوة الدافعة لتحقيق التطوير والتحديث، والفرصة متاحة لتحقيق نمو اقتصادي وتنموي شامل من خلال العمل المشترك بين مختلف مؤسسات الدولة، ومن خلال تمكين الشباب والمرأة، وتعزيز دور الأحزاب والبرامج السياسية التي تعكس طموحات المواطنين.
الحديث عن الاقتصاد الأردني في ظل الظروف الحالية ليس مجرد استعراض للأزمات، بل هو دعوة حقيقية للتعاون والعمل من أجل تحسين واقع المواطنين وتحقيق الحياة الكريمة لهم، فلدينا من الكفاءات والإمكانات ما يمكننا من تجاوز التحديات الاقتصادية، وتطوير القطاعات الإنتاجية المختلفة، وتحقيق معدلات نمو تسهم في تحسين مستوى المعيشة.
الرسالة الأهم التي يجب أن نوجهها لأنفسنا كمواطنين هي أن مستقبل الأردن يعتمد على جهودنا المشتركة، وعلينا أن نعمل جميعًا من أجل منعة وقوة وطننا، وطن يستطيع أن يستمر بتجاوز الصعاب وصنع مستقبل أفضل.
ختامًا، يبقى الأردن الكبير دائمًا عنوانًا للخير ورمزًا للعروبة، وسيظل بإذن الله يكتب فصولًا جديدة من الإنجازات التي تغرس في وجدان كل نشمي ونشمية شعور الفخر والعزة، حمى الله الأردن وأدام علينا أمننا واستقرارنا، وحفظ قيادتنا الهاشمية التي لطالما كانت السند والعون في الأوقات الصعبة.
* المحامي سليم أحمد المحيسن
saleem@almuhaisen-law.com